رمز الخبر: ۱۲۵۴۳
تأريخ النشر: 13:41 - 02 May 2009
ولد الشهيد آية الله مرتضى مطهري في ۱۲ جمادى الثانية من عام ۱۳۳۸ ه في ترويج الدين، وإرشاد الناس. كان عالماً وزاهداً ومخلصاً وتقياً، وبلغ مقامات معنوية رفيعة. توفى عام ۱۳۴۹هش (۱۹۷۰م) عن عمر، ناهز المائة عام.
عصرایران - ولد الشهيد آية الله مرتضى مطهري في ۱۲ جمادى الثانية من عام ۱۳۳۸ ه في ترويج الدين، وإرشاد الناس. كان عالماً وزاهداً ومخلصاً وتقياً، وبلغ مقامات معنوية رفيعة. توفى عام ۱۳۴۹هش (۱۹۷۰م) عن عمر، ناهز المائة عام.

ش (۱۹۷۰م) عن عمر، ناهز المائة عام.وكان لزهد وتقوى والده دور رئيس في بلورة الشخصية المعنوية للشهيد، وقد تفضل عليه الباري تعالى بهذا الولد البار جزاءً لإخلاصه وتقواه.
بدأ الشهيد مطهري دراسة العلوم الدينية في سن العاشرة.

وفي عام ۱۳۱۲ه ش (۱۹۳۳م)، توجّه إلى مشهد لإكمال دروسه الدينية. وبعد عامين أقدم رضا خان على إغلاق المدارس الدينية، فعاد الشهيد إلى مسقط رأسه، وواصل دراسته الحرّة لمدة سنتين. ينقل عنه أنه كان يقول: (إن كل ما لدي من مطالعات تاريخية، تعود إلى السنتين اللتين رجعت فيهما من مشهد إلى فريمان).
وقد بدأ الشهيد بالبحث والدقة منذ الأيام الأولى لتلقّيه العلوم الدينية، وذلك بغية الحصول على إجابات واضحة ووافية حول موضوع (معرفة الله).

رغم وجود العلماء الكبار في الحوزة العلمية بمشهد، إلا أن صيت قم قد ذاع في الآفاق، مما جعل الشهيد مطهري يهاجر إليها، هذا في وقت كانت قد بلغت فيه محاربة رضا خان للحوزات العلمية أوجها، والعلماء معرّضون لأشد الضغوط. ومن جانب آخر، كان أقارب وأصدقاء الشهيد، يعارضون ذهابه إلى الحوزة العلمية بقم.

درس الشهيد مطهري كفاية الأصول لدى آية الله السيد محمد داماد، والبحث الخارج لدى الآيات العظام: الخوانساري، الحجة والصدر، ثم استفاد من دروس الإمام الخميني قدس سره، ودرس على يد الإمام الخميني(قدس) اثنا عشر عاماً - والذي تعدّت علاقته بالإمام حدود علاقة التلميذ بالأستاذ، حيث كان الإمام يزوره في غرفته في المدرسة الدينية - ذي تأثير كبير على تبلور شخصيته.

كما أن لتتلمذ الأستاذ مطهري عند العلامة الطباطبائي دوراً كبيراً في بلورة شخصيته العلمية والروحية. ورغم أن مدة دراسة الأستاذ الرسمية لدى العلامة، كانت في حدود الثلاث سنوات، إلاّ أن علاقته بالمرحوم العلامة، كانت مستمرة حتى استشهاده، وكان يستفيد منه حتى نهاية حياته. وعبارة (سماحة أستاذنا الأكرم العلامة الطباطبائي) لدليل على ما يكنّه الشهيد من احترام للعلامة.

كان المرحوم مطهري، مجتهداً وصاحب رأي في العلوم الإسلامية، من قبيل التفسير والفقه وأصول الفقه وأصول الدين والفلسفة الشرقية، خصوصاً أنه لمس بدقة مسائل فلسفة صدر المتألهين الشيرازي، وكانت تأليفاته دقيقة وناضجة ومفيدة وقيمة جداً لجيل الشباب الباحثين.

وكان للمرحوم دور مؤثر في التعريف بالإسلام الأصيل وفي الكفاح بزعامة الإمام الخميني، وكان ضمن العلماء الأعلام والمثقفين الذين اعتقلوا في الخامس عشر من خرداد.

وكان دائماً من أنصار الثورة الأوفياء، وكان من خصوصياته أن أجواء طهران المتلاطمة لم تلوثه، وبقي على خلوصه وصفائه وبساطته وأخلاقه ومعنويته، ويالها من فضيلة عظيمة، أن لا تؤثر الأجواء سلباً على الانسان، بل يترك آثاراً ايجابية في المحيط الذي يعيشه. كما أن من خصوصيات المرحوم، هي الالتزام والعلاقة المفرطة للذكر والدعاء والتهجد.

فالإمام قد بدأ تدريس خارج الفقه والأصول في إطار خاص، بطلب من الشهيد وأحد تلامذته الآخرين، فعندما كان المرحوم آية الله البروجردي، يدرّس خارج الفقه والأصول، طلب الشهيد مطهري من الإمام، أن يدرّس خارج الأصول له مع جمع من التلامذة.

وإضافة إلى درس خارج الأصول، درس الشهيد شرح المنظومة لملا هادي السبزواري، وجزءً من الأسفار لدى الإمام الخميني قدس سره، وكان يتمتع بذكاء وافر واستعداد قوي وجهد مضاعف، بحيث تخطى المدارج العلمية بسرعة، ونال الاجتهاد في العلوم النقلية والعقلية.

استشهاده

وقعت حادثة اغتيال مطهري في الساعة الثامنة من مساء يوم الثلاثاء (۱/۵/۱۹۸۰م)، عندما كان متوجها لعقد جلسته الأسبوعية السياسية، وقد نفى أعضاء بارزون في حزب توده، أن يكونوا قد قاموا باغتياله، وإذا كانت الحادثة قد نسبت إلى جماعة الفرقان المنشقة، فإن إحسان طبري، الذي انشق عن حزب توده، وانضم للإسلاميين على يد الشهيد مطهري، يؤكد أن اغتيال مطهري، تم على يد عملاء المخابرات المركزية الأمريكية أو الموساد الإسرائيلية.

وقد بكاه الامام الخميني، عند استشهاده بما لم يبك به ابنه، وكان يقول في مأتمه: »خذني معك فأنا مستعد للشهادة، لقد فقدت ابني العزيز الذي هو قطعة من جسدي).

كما وصفه بأنه لا نظير له في طهارة الروح وقوة الإيمان والقدرة على البيان، وأن شخصيته الإسلامية والعلمية والفلسفية، لن تذهب بموته، وقد أعلن الحداد العام من أجله، وجلس في المدرسة الفيضية، يتلقى فيه العزاء.

وقال العلامة طباطبائي: (كنت أشعر بالسعادة عند حضوره مجلس الدرس).
وقال الشهيد آية الله سعيدي، الذي قتله السافاك: (إن أردتم ألا تضلوا الطريق، تمسكوا بأذيال السيد مطهري، فإنه عصارة الفضائل).