رمز الخبر: ۱۲۸۰۱
تأريخ النشر: 09:49 - 11 May 2009

عصرایران - الجزیره - خيم التوتر الشديد على العاصمة الصومالية مقديشو بعد ثلاثة أيام من المعارك, بين حركة شباب المجاهدين والمحاكم الإسلامية (الجناح الموالي للحكومة), حيث سقط 65 قتيلا على الأقل وأصيب نحو 200 آخرين.
 
وقال مراسل الجزيرة نت جبريل يوسف علي إن 35 شخصا على الأقل معظمهم من المدنيين قتلوا في الساعات القليلة الماضية. وفيما تحدث سكان ومصادر طبية عن 50 قتيلا ونحو 181, قال شهود آخرون إن 15 شخصا قتلوا وجرح عشرة عندما سقطت قذيفة هاون على أحد المساجد.
 
في هذا السياق أيضا قتل 14 مدنيا إثر سقوط قذيفة عي تجمع لعدد من المدنيين تجمعوا لمتابعة الأخبار عبر الراديو. كما سقط مزيد من القتلى والجرحى في حوادث مماثلة في محافظة ورطيقلي جنوبي المدينة وفي سوق بكارا, فضلا عن أحياء سكنية منها سوقبعاد وأفرتادرجينو إضافة إلى الأحياء المجاورة لملعب الكرة القدم الذي أخلته قوات المحاكم الموالية للحكومة.
 
الحزب الإسلامي
وذكر مراسل الجزيرة في مقديشو أن مقاتلي الحزب الإسلامي انضموا إلى صفوف حركة شباب المجاهدين في مواجهة المحاكم الإسلامية وأن الحركة أحكمت السيطرة على جنوب  العاصمة.
 
كما أفاد المراسل بأن مسؤول الدفاع السابق للمحاكم الإسلامية يوسف آن عبدي سلم أسلحة أنصاره ووضعها تحت تصرف حسن طاهر أويس رئيس تحالف إعادة تحرير الصومال-جناح أسمرة.
 
ونقلت رويترز عن المسؤول البارز بحركة الشباب الشيخ محمد إبراهيم بلال "شمال مقديشو الآن تحت سيطرتنا واكتسحناهم من خمسة مواقع رئيسية بينها ملعب مقديشو لكرة القدم".
 
كما تحدث سكان محليون لرويترز عن مشاركة "مقاتلين أجانب" في الاشتباكات. وقال أحد السكان "نشاهد عربا بلحى طويلة في كل مكان".
 
اتهامات حكومية
من جهتها اتهمت الحكومة الصومالية وعلى لسان وزير الإعلام فرحان علي حامد من سماهم بالخوارج وأجانب بالوقوف وراء الهجمات التي تعرضت له مواقع تابعة للحكومة الصومالية.
 
كما أكد الوزير تمسك الحكومة بموقفها الداعي إلى الحوار, مشيرا إلى ضرورة فتح قناة للحوار للوصول إلى حل سلمي لجميع المشاكل القائمة. وطالب الوزير العلماء ووجهاء القبائل بمواصلة جهودهم تجاه الحوار وعدم التنازل من موقفهم الداعي إلى التوسط بين الحكومة والمعارضة.
 
إصرار المعارضة
في المقابل أبدت حركة شباب المجاهدين والحزب الإسلامي موقفا متشددا, وأطلق والي حركة الشباب لإقليم بنادر والعاصمة مقديشو شيخ علي حسين الملقب بـ"علي طيري" تحذيرا أشار فيه إلى أن من وصفهم بأعداء الله لن يبقوا في مواقعهم بالعاصمة.
 
ولم ينف مسؤول الحركة في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية مشاركة عناصر أجنبية في المواجهات, قائلا إن الحركة لا تميز بين المسلمبن باللون أو الجنس. وأضاف "أي مسلم مؤمن اقرب لنا من الموالين لأميركا والمناصرين للقوات الأجنبية", في إشارة إلى الحكومة الصومالية.
 
كما رفض علي طيري وصف المعارك الأخير بأنها معارك فتنة وأنها بين إسلاميين, قائلا إن حركته "تقاتل ضد من سماها قوات أمراء الحرب وقوات انضمت إلى المعسكر الموالي للأميركيين والصليبيين".
 
أما الحزب الإسلامي فقد أكد مشاركته في المعارك الأخيرة, وتحدث على لسان شيخ موسى عبدي عرالي في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت عن استسلام نحو 200 من عناصر المحاكم الإسلامية الموالية لشيخ شريف وبصحبتهم 14 عربة قتالية وعشرات الأسلحة الخفيفة والأوتوماتيكية.
 
ونفى شيخ موسى عبدي للجزيرة نت مشاركة عناصر أجنبية في المواجهات, وعبر عن دهشته لتصريح المسؤولين الحكوميين وقال "مجموعة جيبوتى تطلق الاتهامات".
 
ولم يستبعد عبدي إمكانية توسيع نطاق المواجهات في الأيام القادمة، مشيرا إلى أن مسؤولي الحزب وحركة الشباب يدرسون قرار مواصلة القتال للسيطرة على العاصمة بأكملها.
 
وردا على سؤال عما إذا كانت هنالك أهداف مشتركة تجمع الحزب الإسلامي وحركة شباب المجاهدين, قال "إن الهدف مواصلة القتال حتى تطبيق الشريعة الإسلامية دون تجزئة وإخراج القوات الأجنبية من البلاد".
 
كما قال إنه لن تجرى مفاوضات حتى تتحقق مطالبهم المتعلقة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد وتطبيق الشريعة الإسلامية بشكل كامل.