رمز الخبر: ۱۲۹۱۵
تأريخ النشر: 11:28 - 13 May 2009

عصرایران - قال متحدث باسم حامد كرزاي الاثنين إن الرئيس الأفغاني جاد جدا بشأن مطالبته القوات الأجنبية في أفغانستان بوقف الغارات الجوية رغم رفض مسؤول أمني أمريكي كبير لذلك.

وتفجر غضب الأفغان بعد قصف قريتين في إقليم فراه بغرب البلاد الأسبوع الماضي خلال معركة أصابت خلالها القنابل منازل مليئة بالمدنيين بعضهم أطفال.

وفي علامة على تزايد الغضب العام طالب النواب الاثنين بقيود قانونية على القوات الأجنبية التي تقاتل في بلادهم ثم توقفوا عن العمل لنصف يوم احتجاجا على الهجوم.

وفي اليوم السابق خرج مئات من طلاب جامعة كابول في مسيرة احتجاجا على القتل ورددوا شعار الموت لأمريكا.

وطالب كرزاي على شاشات التلفزيون الأمريكي بإنهاء كل الغارات الجوية وقدر عدد القتلى بما يصل إلى 130 شخصا. وإذا ثبت صحة هذا الرقم فسيكون أعلى عدد من المدنيين يقتل بأيدي القوات الغربية في مثل هذا الحادث منذ أن غزت البلاد عام 2001.

وقوبل طلب الرئيس الأفغاني بالرفض من جيمس جونز مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض الذي قال انه لا يمكن ان ينتظر من الولايات المتحدة أن تقاتل بيد واحدة مقيدة خلف ظهرنا.

وردد وزير الدفاع الأمريكي في تعليقات للصحفيين بالبنتاغون الاثنين صدى تصريحات جونز وأثنى عليها، لكنه قال: هناك جهد هائل من جانبنا لمحاولة تجنب سقوط ضحايا مدنيين.

وأضاف: في واقع الأمر ان الضحايا المدنيين منذ يناير في أفغانستان أقل 40 بالمئة مقارنة بنفس الفترة قبل عام، مبينا أن الضحايا في صفوف الأمريكيين والأفغان وقوة المساعدة الدولية ارتفعت بنسبة 75 بالمئة خلال هذه الفترة.

وقد تتفاقم هذه المسألة التي تسمم العلاقات بين واشنطن وكابول بالفعل مع عدم إبداء فريق كرزاي أي استعداد للتراجع عن مطلب وقف الهجمات التي يقولون انها تقوض شرعية الحكومة.

وقال سيماك هراوي المتحدث باسم كرزاي حين طلب منه التعليق على تصريحات جونز: نطالب بإنهاء كامل لقصف قرانا ونحن جادون جدا في ذلك. إنها سلاح ذو حدين يضر به المجتمع الدولي نفسه ويضر أيضا الشعب الأفغاني.

ويقلص غضب الأفغان من الخسائر في الأرواح التي توقعها غارات القصف الجوي من التأييد الذي تتمتع به القوات الغربية على الأرض. وأكدت الأمم المتحدة ان هذه الغارات الجوية تتحمل مسؤولية قتل أكثر من نصف المدنيين الذين قتلتهم القوات الغربية والقوات الموالية للحكومة عام 2008.

وقال النائب محمد معين مراستيال لرويترز عقب مناقشة برلمانية بشأن غارات فراه: ستكون هذه أكبر مشكلة لوجود المجتمع الغربي إذا لم يتجنبوا قتل أشخاص أبرياء، مشيرا إلى انه ستكون هناك ثورات على القوات الأجنبية في أفغانستان.

ويخشى البرلمان من أن الوفيات المدنية التي تتسبب فيها القوات الأجنبية تقوض الآن كذلك شرعية حكومة كرزاي الهشة بالفعل وتهدد بإبعاد الأفغان العاديين عن التصويت في انتخابات رئاسية في أغسطس آب.

وقال النواب إنهم منحوا كرزاي مهلة للسيطرة على القوات العسكرية العاملة في البلاد.

وقال عبد الستار خاواسي أمين المجلس الأدنى بالبرلمان يجب على الحكومة التوصل إلى خطة خلال أسبوع لتنظيم القوات الأجنبية.

وأضاف خاواسي لرويترز يجب أن تضفى الشرعية على وجودهم. إذا تصرف جندي أجنبي بما يتعارض مع القانون الأفغاني فيجب أن يحاكم بموجب القانون الأفغاني.

وأكد الجنرال ديفيد بتريوس رئيس القيادة الأمريكية الوسطى التي تشرف على العمليات العسكرية في أفغانستان إنه كلف جنرالا ببحث استخدام الغارات الجوية، مبينا إنه من المهم ضمان أن تحركاتنا التكتيكية لا تقوض أهدافنا الإستراتيجية.

ولفت هراوي المتحدث باسم كرزاي إلى إن الغارات لا تثمر عن تأثير أساسي على تمرد طالبان التي تعيد تجميع قواها في أنحاء الشرق والجنوب من البلاد. وقال منازلنا وقرانا ليست ملاذات للإرهابيين، ملاذات الإرهابيين على الجانب الآخر من الحدود، مشيرا إلى باكستان.