رمز الخبر: ۱۳۰۶۸
تأريخ النشر: 15:06 - 18 May 2009

عصرایران - تواصل إعلان اللوائح الائتلافية للانتخابات النيابية المقبلة في لبنان والمقرر إجراؤها في السابع من الشهر المقبل حيث أعلنت قوى المعارضة لائحتها للدائرة الثالثة في بيروت تحت شعار " قرار بيروت الوطني" في حين أعلنت قوى 14آذار (الموالاة) لائحتها في قضاء زحلة تحت شعار "زحلة بالقلب" .   

وسجل في اللائحتين مفارقتان الأولى غياب رئيس الحکومة الأسبق سليم الحص عن لائحة "قرار بيروت الوطني" وهي المرة الأولى التي يتغيب عنها منذ أن أعلن اعتزاله العمل النيابي بعد فشله في دورة انتخابات 2005 فيما استبعدت لائحة "زحلة في القلب" وزير الدفاع الأسبق السياسي المخضرم محسن دلول, واستبدلته بالصحافي الناشئ عقاب صقر, استجابة لضغوط مارسها رئيس حزب الکتائب أمين الجميل ورئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

وضمت لائحة المعارضة في بيروت شخصيات بيروتية من الوسط السياسي والاجتماعي والديني والإعلامي والقومي, معروفة بخطها الوطني ودعمها لخيار المقاومة في لبنان والمنطقة. أما لائحة الموالاة فقد ضمت نواباً حاليين وشخصيات حزبية وسياسية وصحفية من مختلف الطوائف والمذاهب.
وأعلن الوزير والنائب السابق محسن دلول أنه باشر اتصالات لتشکيل نواة لائحة ثالثة تحت شعار "صنع في زحلة" في مواجهة لائحتي الموالاة والمعارضة, معتبراً أن من شأن ذلک أن "يغني الخيارات المتاحة أمام الناس"، داعياً إلى أن تکون المعرکة حرة وديمقراطية.

وفي المواقف السياسية رأى العلامة السيد محمد حسين فضل الله، أن "نتائج الانتخابات لن تغيّر کثيراً في المشهد اللبناني المحکوم بالديمقراطية التوافقية، والمرفوضة فيه الديمقراطية العددية من المسيحيين بخاصةً، إضافة إلى وجود جملة من الضوابط الداخلية والخارجية تمسک بالوضع اللبناني".

ووصف السيد فضل الله أمام وفد من "المعهد الوطني الديمقراطي الأميرکي" لمراقبة الانتخابات، الديمقراطية اللبنانية، بأنها "ديمقراطية عجائبية"، معتبراً أن هذه الديمقراطية "تعبّر عن نفسها بأسلوب عجائبي حتى في الانتخابات، فمعظم الذين يدخلون إلى الندوة البرلمانية يدخلون من خلال وجودهم على قائمة هذا الزعيم أو ذاک".

وطالب بأن "يکون اللبناني حراً في اختيار المرشح الذي يعتقد أنه يخدم وطنه وقضيته", مذکراً بفتوى تحريم المال الانتخابي للدافع والقابض، وتحريم اجتذاب الناخبين بالأموال. مشيراً إلى التدخلات الخارجية في لبنان من خلال السفراء المعتمدين أو من خلال الاستخبارات، ومعتبراً أن لبنان "أصبح مقراً للاستخبارات الدولية والإقليمية".

ورأى بطريرک الطائفة المارونية نصر الله صفير خلال قداس الأحد أمس أنه "لا يصحّ أن يکون الحکم حکرا على أية فئة أو حزب أو جماعة". معتبراً "أن الديمقراطية الصحيحة هي التي يتناوب فيها على الحکم ما عرف بالموالاة والمعارضة".

واعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون في مهرجان انتخابي أن المرحلة المقبلة هي مرحلة البناء، "إذ لا يمکن بناء دولة من دون الاستقرار والتعاون بين مکوّنات شعبها". مشيراً إلى أن اختيار النوّاب هو جزء من تکوين السلطة والمؤسسات الدستورية. وداعياً الناخبين إلى الابتعاد عن التأثر بالمصلحة الآنية والظرفية وعدم الاقتراع لمن "تمرغ ضميره ويداه بالفساد، ورضخ للوصاية والاحتلال، ويستعمل المال السياسي لشراء الضمير".

واتهم رئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية رئيس الجمهورية ميشال سليمان صراحة بالتدخل في الانتخابات لصالح بعض المرشحين، وکشف في مقابلة أجراها معه تلفزيون "الجديد" الليلة الماضية أن الرئيس سليمان أبلغه عبر المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني انه يريد حصة انتخابية في کسروان وجبيل والمتن، مؤکداً أنمه رفض التجاوب مع هذا المطلب وامتنع عن عرضه على حلفائه في المعارضة "لأننا لا نستطيع أن نقبل بأن نعطي الأکثرية لـ14آذار من خلال الرئيس، وأنا لا أقبل کفالته لبعض الأسماء ولأننا نريد الرئيس رئيساً وإذا لم يکن کذلک، کيف نقف معه؟ ".

بدوره کرر رئيس "الحزب التقدمي الاشتراکي" النائب وليد جنبلاط دعوته إلى "الهدوء والحکمة والتعقل ومعالجة کل الأمور بالحوار".

ورأى وزير الاتصالات جبران باسيل (معارضة) أن "لا احد من المواطنين يستطيع أن يدعي انه تنعّم بالجمهورية الثانية کي يتمسک بها، فهذه الجمهورية التي أسسها اتفاق الطائف - اتفاق أرادوا منه المس بالسيادة اللبنانية، هي جمهورية بنت الفساد وعطلت آليات الحلول في المؤسسات".
وقال في تصريح لنشر اليوم: "نعم نحن نعتز أننا سنطلق الجمهورية الثالثة، جمهورية الإصلاح والتطور، والتغيير لن يحصل من دون محاسبة".

واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية ماريو عون أن "مشروع المعارضة الوطنية اللبنانية يقوم على تبني سياسة الانفتاح والحوار بين کافة مکونات الشعب اللبناني من اجل خلق مساحات اکبر للتلاقي على مفهوم موحد للدولة إذ لم يعد مقبولا أن ينظر المواطن إلى دولته عبر مصالح الطائفة أو المنطقة التي ينتمي إليها تارکا أمر وطنه وبلده لأمراء المذاهب والطوائف والإقطاع يساومون عليه في کل موسم انتخابي".

وحذر رئيس "تيار التوحيد اللبناني" الوزير السابق وئام وهاب من أن تکرار فريق 14 آذار لأخطاء التي ارتکبها في الحکومة السابقة ضد المقاومة وأدت إلى أحداث 7 أيار 2008, مؤکداً أن تکرار هذه الأخطاء سيؤدي إلى تکرار 7أيار.

وخاطب وهاب مطلقي شعار "لن ننسى" قائلاً: "إذا کررتم ممارساتکم فسيتکرر 7 أيار. ومن يقول انه لن ينسى، أقول له إذا کررت ممارساتک فستترحم على 7 أيار، لأن 7 أيار لم يأت هکذا دون أسباب، بل لأن فريق السلطة تآمر علينا وعلى اللبنانيين في حرب تموز، ولأنه سخر الدولة ثلاث سنوات ضدنا وضد اللبنانيين واستعملها لمصالحه السياسية.. لهذا کان 7 أيار، ولهذا أقول اليوم انه إذا کرر هذا الفريق ممارساته فسيکون هناک 7 أيار آخر".

واستنکر مرشح حزب الله عن دائرة بعلبک (شرق) النائب الحالي نوار الساحلي مواقف "من تغيرت عندهم البوصلة, فباتوا يصفون من اغتصب فلسطين واحتل الأراضي العربية بالجار ويتحدثون عن الصديق والأخ کأنه عدو".

وقال النائب مروان فارس المرشح عن المقعد الأرثوذکسي في دائرة بعلبک: "إننا إذ نستذکر الشهداء الذين أذاقوا الامة طعم النصر والحرية والاستقلال والفرح الذي افتقدناه طويلا, نرى أمامنا سيلا من العملاء في لبنان", داعياً الناخبين للاختيار بين نهجين, نهج المقاومة والممانعة ونهج الاستسلام والتبعية.