رمز الخبر: ۱۳۱۲۳
تأريخ النشر: 11:52 - 20 May 2009
عصرایران - عشية زيارته لواشنطن، لفّ الغموض ما ينوي نتانياهو المراوغ، طرحه، خلال لقائه مع الرئيس أوباما. الثابت الوحيد، انه قاطع في رفضه لخيار (حلّ الدولتين). إدارة الرئيس الأميركي، ما فتئت تزعم أنها متمسكة به. الأمر الذي بدا وكأن هناك موقفين على طرفي نقيض، محكومين بالتصادم.

أو في أحسن الأحوال، بإشهار خلافهما علناً، مع ما يرافق ذلك من عضّ متبادل على الأصابع. ومن هنا تحدث البعض، عن لقاء (صعب) وغير مألوف بين رئيس أميركي ورئيس حكومة إسرائيلية. لكن المسألة لم تكن بهذا التبسيط. ففي الأيام القليلة التي سبقت وصول نتانياهو إلى واشنطن، بدأت التسريبات تتوالى، من الجهتين، لتصحيح الصورة.

البيت الأبيض، سارع إلى وصف الاجتماع، بأنه (جزء من التزام الرئيس بالسعي نحو تحقيق سلام شامل، يتضمن حلّ الدولتين). لغة تستحضر الخطاب الأميركي الموروث، بمفرداته وضبابيته. المتحدث الرسمي في البيت الأبيض حرص هو الآخر على التذكير بأن الجلسة بينهما، ليست سوى (بداية لجهد طويل الأمد).

وأضاف بأن (الحل لن يكون سهلاً). مقدّمات لا تبشر بوجود نيّة لحمل إسرائيل على القبول بما واصلت التحايل بشأنه والتملّص من التزاماته، منذ أكثر من عقد ونصف. المطلوب معروف. والعقبة معلوم عنوانها. وإسرائيل لم تغادر هذا الخطاب. قبل مغادرته إلى واشنطن،عادت الجوقة الإسرائيلية إلى العزف على نفس الأوتار الخادعة.

وزير الدفاع، باراك، يروّج لزعم أن نتانياهو سيبلّغ الرئيس أوباما موافقته على المضي في (العملية السلمية)، التي تؤدّي إلى (تجاور شعبين يعيشان بسلام جنباً إلى جنب، في غضون ثلاث سنوات). لم يقو حتى على ذكر كلمة دولة فلسطينية. بيريز، كعادته يزعم أن رئيس الحكومة سوف يوافق بالنهاية، على (الاتفاقيات التي عقدها من سبقوه).

أما نتانياهو، الذي طرح مع وزيره ليبرمان كل البدائل والشروط والأولويات الناسفة حتى لاحتمالات التفاوض، فإنه، حسب ما ذكرت الصحف الإسرائيلية، يحمل معه من ضمن ما يحمل، اقتراحاً (بتشكيل طواقم أميركية إسرائيلية مشتركة، لبلورة خريطة طريق) جديدة! مع تأكيد (رغبته في التوصل إلى تسوية إقليمية). وحتى هذه التسوية المبهمة، مرهونة بشروط مسبقة، تتراوح بين وجوب التطبيع العربي مع إسرائيل والاعتراف بيهودية الدولة العبرية، وبين معالجة الملف النووي الإيراني.

المقدمات التي عرضتها حكومة اليمين العنصري، تفيد بأن خرائطها وهمية، لا طريق لها. والسوابق تقول وبلا أي لبس، أن المسألة ما عادت تحتمل مثل هذا الدجل. الخريطة معروفة والطريق إليها واحدة: أن يفرض أوباما على إسرائيل سلوكها. إما أن يبادر في هذا الاتجاه وإما يكون قد رمى سلاحه أمام نتانياهو.