رمز الخبر: ۱۳۱۵۴
تأريخ النشر: 12:09 - 21 May 2009

عصرایران - في قمة كانت تهدف إلى إبراز المصالحة، وصل الاتحاد الأوروبي والصين الأربعاء إلى طريق مسدود في براغ بعدما أخفقا في الاتفاق على لغة مشتركة بشان أي من نقاط الخلاف الأساسية بينهما.

وفشل الطرفان في جسر هوة الخلافات بشأن عدد من القضايا، ومن بينها ميانمار وكوريا الشمالية وتايوان وظاهرة التغير المناخي وتحرير التجارة وحقوق الأقليات.

ودعا رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الاتحاد الأوروبي إلى توسيع نطاق التعاون العملي بدلا من دفع الصين إلى تغيير مواقفها بشأن القضايا الدولية والداخلية.

وقال جياباو في مؤتمر صحفي عقب القمة: الشيء الأكثر أهمية هو التمسك بمبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون بعضنا البعض الداخلية.

ودعا رئيس الوزراء الصيني أيضا التكتل الأوروبي ، 27 دولة ، إلى أن يضمن ألا تؤثر الحوادث الفردية سلبا على علاقاتنا الثنائية.

وكانت الصين قد أرجأت القمة السنوية التي كان من المقرر في الأساس أن تعقد في الأول من كانون أول/ديسمبر الماضي في مدينة ليون الفرنسية لمدة خمسة أشهر احتجاجا على اجتماع بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي كان يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حينذاك، مع الزعيم الروحي للتبت الذي يقيم في المنفي الدالاي لاما.

وقبل القمة، قال دبلوماسيون مقربون من المحادثات إن كل طرف اقترح مسودة مطولة بشأن موقفيهما المشترك إزاء القضايا المثيرة للجدل.

وخلال محادثات استغرقت ساعتين، فشل زعماء الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو في التغلب على هذه الخلافات.

وبينما تضمنت مسودة بيان الاتحاد الأوروبي عشر صفحات ومسودة البيان الصيني سبع صفحات، اختزل الطرفان الفصول الخاصة بنقاط الخلاف في فقرة غامضة.

وأخفق الاتحاد الأوروبي في إقناع الصين بممارسة الضغط على المجلس العسكري الحاكم في ميانمار لحمله على بدء محادثات مع القوى المؤيدة للديمقراطية والإفراج عن زعيمة المعارضة أونج سان سو كي التي تواجه محاكمة منذ الاثنين الماضي بدعوى أنها انتهكت شروط احتجازها قيد الإقامة الجبرية التي تخضع لها منذ ست سنوات.

وعلى النقيض من رغبات الاتحاد الأوروبي، فشلت القمة في إدانة قيام كوريا الشمالية باختبار إطلاق صاروخ في الخامس من الشهر الماضي ومناشدتها باستئناف المحادثات الدولية الهادفة إلى وقف برنامجها النووي.

وفيما يتعلق بالتبت، كان الاتحاد الأوروبي يرغب في أن تلتزم الصين بحرية التعبير وحقوق الأقليات العرقية، وهذه صيغة ما كانت الصين لتقبل بلها.

ولم يتمكن الطرفان من الاتفاق على نهجهما تجاه ظاهرة الاحتباس الحراري في الإعداد لمؤتمر الأمم المتحدة المزمع عقده في كانون أول/ديسمبر القادم في كوبنهاجن والذي يجب أن يتمخض عن اتفاق دولي بشأن الحد من ظاهرة التغير المناخي كي يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من عام 2013.

وبينما كانت الصين تريد أن يناشد الاتحاد الأوروبي الدول المتقدمة مساعدة الدول النامية من خلال خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، كان التكتل الأوروبي يريد أن تكثف الصين جهودها لعلاج ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو بعد المحادثات إنه يتعين الآن على كل الاقتصاديات الكبرى أن تطرح مواقفها على المائدة ...إنني متأكد أن الصين سوف تشارك بشكل كامل.

ولم تنجح بكين من جانبها في إقناع الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بسرعة بالصين كاقتصاد سوق كامل، وهي خطوة كانت ستأتي بفوائد كثيرة بالنسبة للتجارة والاستثمار في البلاد.

وقال رئيس الوزراء الصين: إننا نأمل أن يعترف الاتحاد الأوروبي بوضع الصين كاقتصاد سوق ويرفع الحظر على الأسلحة الذي يفرضه على الصين في أسرع وقت ممكن.

جدير بالذكر أن الصين ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة.