رمز الخبر: ۱۳۵۲۲
تأريخ النشر: 15:00 - 15 June 2009

عصرایران - (رويترز) - لم يترك رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو للرئيس الامريكي باراك اوباما سوى النذر اليسير للسعي الى تحقيق السلام في الشرق الاوسط عندما أعلن تأييده لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.

وفي كلمة ألقاها يوم الاحد استهدفت أوباما بقدر ما استهدفت الفلسطينيين قال نتنياهو انه سيدعم إقامة دولة فلسطينية لكنه أصر على أن تكون منزوعة السلاح فضلا عن الاعتراف باسرائيل دولة يهودية عاصمتها القدس بشطريها كاملة غير مقسمة.

ورحب أوباما بتصريحات نتنياهو بوصفها "خطوة مهمة للأمام" وقبلها باعتبار أنها تأييد لهدفه وهو حل الدولتين للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

وعلى الرغم من تكراره بوجه عام مواقف اسرائيلية سابقة بشأن معظم القضايا منح نتنياهو أوباما قدرا من المساحة لتمكين الرئيس الامريكي من المضي قدما نحو تحقيق السلام.

ويقول مارتن اينديك مدير مركز صبان التابع لمعهد بروكينجز وهو مؤسسة بحثية ليبرالية "فيما يتعلق بالقلق الذي ساور الرئيس اوباما بشأن الحاجة الى الترويج لحل الدولتين قال نتنياهو الآن أشياء ستتيح للرئيس اوباما العمل من خلالها."

وأضاف أن الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح مشابهة جدا للدولة التي ليس لديها جيش التي اقترحها الرئيس الاسبق بيل كلينتون أثناء المفاوضات قرب انتهاء ولايته.

والمعاهدات التي تفرض قيودا على السيادة ليست جديدة.

وأشار اينديك الى أن معاهدة السلام الاسرائيلية مع مصر على سبيل المثال لا تسمح الا لقوات الشرطة وليس قوات الجيش بالتواجد في سيناء.

وقال اينديك سفير الولايات المتحدة السابق لدى اسرائيل " وبالتالي أعتقد أن (اقتراح) دولة منزوعة السلاح هو ظاهريا موقف افتتاحي تستطيع الولايات المتحدة العمل من خلاله."

وقال ستيفن كوك الباحث البارز المتخصص في دراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية ان نتنياهو قد غلف تأييده لاقامة دولة فلسطينية بشروط ستقوض وتضعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في صراعه مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وأضاف كوك "لقد قال بالفعل دولة فلسطينية وهو ما يعتبر انفراجة الى حد ما بالنسبة لزعيم من الليكود...لكنه كرر نفس نوعية الشروط بشأن تلك الدولة الفلسطينية التي كان قد ذكرها مرارا وتكرارا. نزع السلاح. لا سيطرة على مجالها الجوي كما تستطيع اسرائيل السيطرة على حدودها بشكل أساسي."

كما تمسك نتنياهو بضرورة أن يتخلى الفلسطينيون عن مطلبهم بعودة اللاجئين واستقرارهم من جديد داخل الحدود الحالية لدولة اسرائيل.

وأردف كوك قائلا "المثير للاهتمام أن هذا أمر.. أعتقد.. أن الكل يدركه الى حد كبير لكن قوله صراحة يضع الفلسطينيين في موقف حرج للغاية.

"هذا لا يساعد ابو مازن (عباس) كثيرا في صراعه مع حماس."

كما أحجم نتنياهو عن اعلان التجميد الكامل للانشطة الاستيطانية الاسرائيلية وهو ما يسعى اليه اوباما ولم يوافق الا على ألا تبني اسرائيل مستوطنات جديدة والا تقوم بمصادرة مزيد من الاراضي الفلسطينية. غير أن هذا يترك قضية ستظل سببا للخلاف في العلاقات الامريكية الاسرائيلية.

لكن ديفيد ماكوفسكي الباحث البارز بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى قال ان نتنياهو منح اوباما "شيئا ليعمل من خلاله حتى ولو بقيت خلافات بشأن قضية الاستيطان."

وقال ماكوفسكي الذي شارك في تأليف كتاب بعنوان (الاساطير والاوهام والسلام) "نتنياهو خطا خطوة كبيرة بايضاحه أن المسألة لم تعد رفضه قبول دولة فلسطينية لكن شكل هذه الدولة تحديدا."

وأضاف "هذا مهم لان نتنياهو يمثل أحزاب يمين الوسط التي كانت دوما اكثر حذرا من عملية السلام لاعتقادها أنها فخ سيشجع الارهاب."

لكن كوك قال ان نتنياهو ترك لاوباما مهمة صعبة لدفع عملية السلام قدما.

ومضى يقول "لقد اعترف بدولة فلسطينية لكن هذه مثل قشة ليتشبث بها نظرا لكل الظروف الاخرى...لا أتوقع أن يرفع الرئيس اوباما يديه في ضيق ويقول (حسنا. كفى هذا). لكنه (نتنياهو) من المؤكد لم يعط اوباما الكثير ليعمل من خلاله."