رمز الخبر: ۱۴۱۹۴
تأريخ النشر: 10:09 - 27 July 2009
عصرایران - القدس العربی  ـ كشفت صحيفة "إندبندانت أون صندي" اللندنية الاحد أن الحرب في أفغانستان كلّفت بريطانيا حتى الآن أكثر من 12 مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل 190 جنيهاً استرلينياً عن كل رجل وإمرأة وطفل يعيش على أراضيها.

وقالت الصحيفة إن تحليلاً شاملاً عن التكاليف الخفية للحرب التي تخوضها القوات البريطانية في اقليم هلمند ضد مقاتلي طالبان تجاوزت 12 مليار جنيه استرليني، مشيرة إلى أن هذا المبلغ يكفي لبناء 23 مستشفى جديداً وتوظيف 60 ألف مدرّس أو 77 ألف ممرضة.

واوضحت أن هذا المبلغ الممول من قبل دافعي الضرائب يضاف له أيضاً ملايين الجنيهات الاسترلينية التي تصبها كل عام الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية في بريطانيا على عمليات اعادة الإعمار في أفغانستان.

واضافت الصحيفة أن وزارة الدفاع البريطانية ستنفق بحلول منتصف العام 2010 أكثر من 9 مليارات جنيه استرليني على العمليات التي تنفذها قواتها في أفغانستان في اطار مهمة قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

واشارت إلى أن تكاليف عمليات القوات البريطانية بأفغانستان عام 2001 بلغت 221 مليون جنيه استرليني، لكنها ارتفعت إلى 3.48 مليار جنيه استرليني هذا العام، وستصل إلى نحو 4.49 مليار جنيه استرليني في العام المقبل.

ونوهت الصحيفة إلى أن فاتورة الحرب في أفغانستان تضخمت جراء سلسلة من التكاليف من بينها الصندوق المخصص لتعويض الجنود البريطانيين المصابين بجروح خطيرة وعائلات الجنود القتلى والذي ارتفع حجم الأموال التي دفعها في هذا المجال من 1.27 مليون جنيه استرليني عام 2005 إلى 30.2 مليون جنيه استرليني في العام الماضي.

وقالت "إندبندانت أون صندي" إن أرقام وزارة الدفاع بيّنت أن 218 جندياً بريطانياً على الأقل عانوا من جروح خطيرة مهددة للحياة في أفغانستان منذ إبريل/نيسان 2006، كما خضع أكثر من 50 جندياً آخرين لعمليات بتر أطراف بعد اصابتهم بجروح خطيرة، وطالب 41 جندياً من أصل 53 أُصيبوا بجروح خطيرة عامي 2006 و2007 بتعويضات من الصندوق المخصص لتعويض الجنود الجرحى والقتلى.

واضافت الصحيفة أن وزارة الدفاع البريطانية تتوقع أن تضيف عملية "مخلب النمر" التي تشارك فيها قواتها ضد مقاتلي طالبان في اقليم هلمند 250 مليون جنيه استرليني على الأقل إلى فاتورة الحرب في أفغانستان، إلى جانب التعويضات المالية التي تدفعها جراء مقتل أو اصابة مدنيين أفغان بجروح بنيران قواتها.

واشارت الصحيفة إلى أن وزارة التنمية الدولية البريطانية كشفت مؤخراً عن خطة طموحة سترفع حجم انفاقها على المشاريع التنموية في أفغانستان إلى 969 مليون جنيه استرليني خلال الفترة من 2001 إلى 2012.

الى ذلك ذكرت صحيفة "صندي تليغراف" امس الاحد أن النقص الحاد في المروحيات لدى القوات البريطانية في أفغانستان أجبر قادتها على التخلي عن خطط للتصدي للهجمات التي يشنها مقاتلو حركة "طالبان" بالقنابل.
وقالت الصحيفة إن قادة القوات البريطانية في أفغانستان أرادوا بناء أبراج مراقبة في مختلف أنحاء اقليم هلمند للتجسّس على مقاتلي "طالبان" اثناء زرعهم على جوانب الطرق العبوات الناسفة المحسنة، والتي تعد القاتل الأكبر للجنود البريطانيين في الإقليم الواقع جنوب أفغانستان.

وأضافت أن هذه الخطط تم صرف النظر عنها لعدم توفر العدد الكافي من المروحيات لتزويد الذخيرة والطعام والماء للجنود المرابطين في أبراج المراقبة، والتي أراد قادة القوات البريطانية في هلمند استخدامها للمراقبة وتوجيه قذائف المدفعية والطائرات المقاتلة إلى مواقع "طالبان" حالما يتم الكشف عنها.

وأشارت الصحيفة إلى أن النقص الحاد في الأفراد والمروحيات الذي تعاني منه القوات البريطانية في هلمند يعني أن مقاتلي "طالبان" سيعودون على محمل السرعة إلى المناطق التي تم تطهيرها من وجودهم ويقومون من جديد بزرع العبوات الناسفة في هذه المناطق.

ونسبت "صندي تليغراف" إلى باتريك ميرسر، الضابط السابق في الجيش البريطاني والنائب في حزب "المحافظين" المعارض قوله، "إن وزارة الدفاع فشلت من جديد في تعلم الدروس من التاريخ ومن تجاربها السابقة في إيرلندا الشمالية وتطبيقها في هلمند، والنقطة الجوهرية هي عدم وجود قوات ومروحيات بريطانية كافية للقيام بذلك".