رمز الخبر: ۱۴۳۰۸
تأريخ النشر: 14:39 - 30 July 2009
عصرایران - العلاقات السورية الأميركية.. تشهد تحسنا إيجابيا يكشف عن رغبة أميركية في تصحيح ما آلت إليه هذه العلاقات من تدهور، في عهد الإدارة الأميركية السابقة التي مررت ما سمي بقانون محاسبة سوريا، وفرضت عليها عقوبات اقتصادية.

تلك العقوبات لم يكن لها أي مبرر سوى أن البيت الأبيض في عهد المحافظين الجدد، كان يهمه أن يسير العالم على وتيرة واحدة.. ويطبق على كل من ينتقد السياسة الأميركية مقولة «من ليس معنا فهو ضدنا».

منذ بداية الأسبوع والعلاقات بدأت تتجه تدريجيا إلى مسارها الطبيعي، وأسست زيارة المبعوث الأميركي جورج ميتشل لدمشق ومحادثاته مع الرئيس بشار الأسد للمرة الثانية، لمرحلة جديدة تخدم قضايا الشرق الأوسط الملتهب. ووصف ميتشل محادثاته بأنها كانت صريحة وإيجابية، وقال إن بلاده ملتزمة بحوار مع سوريا يستند إلى المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

وقال مسؤولون أميركيون إن ميتشل أبلغ الرئيس الأسد أن واشنطن تسعى إلى تخفيف بعض العقوبات. وبالفعل حملت الأنباء قرار الرئيس أوباما بوقف تنفيذ بعض بنود تلك العقوبات، حيث أزيل الحظر الأميركي المفروض على كل ما يخص سلامة الطيران المدني وقطع غيار الطائرات المدنية، وكذلك إزالة الحظر على تصدير كل معدات وتقنيات منظومات الاتصالات والمعلومات إلى سوريا.

وهناك بنود أخرى في العقوبات، يقال إن إدارة أوباما تدرس وقف تنفيذها. إن واشنطن تسعى بالتدريج، كما أشارت بعض المصادر، إلى تجميد بنود العقوبات بندا تلو الآخر، حتى يتم إفراغ قانون محاسبة سوريا من مضمونه، رغم أن إزالة القانون، كما قال السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، تعتبر قضية شائكة ومعقدة لأنها تتطلب تشريعا في الكونغرس.

هذه البادرة الأميركية بشأن تخفيف العقوبات على سوريا، وإن كانت محدودة ولا تشير إلى توقيت لرفع كل العقوبات التي فرضت عام 2004، إلا أن مغزاها يؤكد أن واشنطن باتت تدرك، كما أشار السفير السوري في واشنطن، أن تحسين العلاقات الثنائية سيصب إيجاباً في قناة العملية السلمية.

المهم أن تعود العلاقات السورية الأميركية إلى طبيعتها، دون أن تنطلق تصريحات تتناقض مع اللغة الجديدة التي تحدث بها المبعوث ميتشل في دمشق. لقد تناقضت تصريحاته الإيجابية عن سوريا مع ما قاله أمس وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي تحدث بلغة الإدارة السابقة، إذ ذكر في حديث لقناة «الحرة» أن سلوك النظام السوري مثير للقلق ويزعزع الاستقرار في المنطقة. نأمل أن يسير الحوار السوري الأميركي إلى الأمام، بلغة لا تعكر الأجواء وتعزز فرص تحقيق الاستقرار الذي ينشده الجميع.