رمز الخبر: ۱۴۸۴۵
تأريخ النشر: 09:52 - 18 August 2009
عصرایران ـ 'القدس العربي' ـ  قالت مصادر ان الرئيسين المصري حسني مبارك والامريكي باراك اوباما سيبحثان في لقائهما المرتقب اليوم بالبيت الابيض 'مبادرة حكماء' لتسوية النزاع العربي الاسرائيلي على أساس تعويض اللاجئين الفلسطينيين بدلاً من حق العودة، وكذلك تعديل حدود عام 1967، واقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، على ان تكون القدس عاصمة مشتركة.

وأشرف على 'مبادرة الحكماء' الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر، ووزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر، وبرنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي السابق في ادارتي فورد، وبوش الأب.

وعشية الاجتماع الذي يعتبر الأول من نوعه منذ خمسة اعوام في واشنطن، التقى مبارك مع زعماء اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.

واعتبر مراقبون ان لقاء مبارك مع زعماء اللوبي الصهيوني يعكس حالة 'الدفء' التي تشهدها العلاقات بين النظام المصري مع حكومة نتنياهو، والتي تمثلت في شواهد عديدة بينها:

ـ السماح بمرور غواصات نووية اسرائيلية في قناة السويس لأول مرة رغم ما تعلنه الحكومة المصرية دائماً حول رفضها لسباق التسلح النووي، ومطالبتها بشرق اوسط خال من الأسلحة النووية.

ـ قيام شمعون بيريس وبنيامين نتنياهو بزيارة غير مسبوقة الى مقر السفارة المصرية في تل ابيب بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لثورة يوليو، والتشديد على اهمية الدور المصري.

ـ ادلاء كبار المسؤولين الاسرائيليين بتصريحات تشيد بنجاح السلطات المصرية في اغلاق العديد من الانفاق على حدود غزة، وكذلك اشادتهم بنجاح الأجهزة الأمنية في احباط محاولات عديدة 'لاغتيال السفير الاسرائيلي في القاهرة. وضبط 'خلية حزب الله' التي تتهمها السلطات المصرية بالتخطيط لمهاجمة سياح اسرائيليين في سيناء.

ـ توقيع صفقة جديدة لتصدير الغاز المصري الى اسرائيل بالرغم من المعارضة الشعبية والسياسية الواسعة والمعركة القضائية التي يخوضها نشطون سياسيون لابطالها.

ورأى المراقبون ان العلاقات المصرية ـ الاسرائيلية في افضل حالاتها منذ سنوات عديدة، بالرغم من الموقف المصري المعلن الذي يحمّل تل ابيب مسؤولية عرقلة صفقة مبادلة الاسير الاسرائيلي جلعاد شليط بألف اسير فلسطيني.
وكان المعارض المصري البارز الدكتور سعد الدين ابراهيم قال في حديث لقناة 'الحوار' ان اللوبي الصهيوني هو من يتصدى له عندما يوجه اي انتقادات للنظام المصري اثناء المؤتمرات التي يشارك فيها بالعاصمة الامريكية.

وكان الرئيس المصري اكد في تصريحات قبل سفره الى واشنطن ان التطبيع مع اسرائيل مشروط بتحقيق السلام الشامل حسب المبادرة العربية للسلام.

ونفى ان مصر قد تشارك في مظلة نووية امريكية تهدف لحماية دول الخليج العربية مما يسمى بـ'الخطر الايراني'.

من جهة أخرى وجهت صحيفة 'واشنطن بوست' امس رسالة الى الرئيس المصري، دعت فيها ادارة اوباما لممارسة الضغوط على مبارك لتسريع عجلة الاصلاحات السياسية، وتحسين ملف حقوق الانسان.

ولاحظت الصحيفة ان الادارة الامريكية قد تخلت منذ اربع سنوات عن التعهدات التي اطلقها الرئيس السابق جورج بوش حول دعم الديمقراطية في العالم الاسلامي، وان اوباما سيخسر مصداقيته اذا لم يثبت جديته في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان في مصر.

والى ذلك اجتمعت منظمات اقباط المهجر في واشنطن تمهيداً لمظاهرة واسعة سيقومون بها اليوم امام البيت الابيض اثناء اجتماع مبارك مع اوباما للمطالبة بما يعتبرونه 'الحقوق المهضومة للاقباط'.
واعلن زعماء لاقباط المهجر انهم 'ليسوا معارضين للنظام' وانهم لن يرفعوا شعارات مثل التي ترفعها المظاهرات في مصر مثل 'يسقط نظام مبارك' او 'لا للتوريث' مؤكدين على ان مطالبهم 'حقوقية فقط'. (...)