رمز الخبر: ۱۴۸۷۰
تأريخ النشر: 13:37 - 18 August 2009
عصرایران - انقضى أكثر من ثلاثين سنة على صدور كتاب كشف عن مساوئ ومثالب النظام الستاليني (نسبة إلى جوزف ستالين رئيس الدولة السوفيتية في عشرينات وثلاثينات وأربعينات وبداية خمسينات القرن العشرين).

وربما لا يمكن نسب كتاب "ارخيبيل "غ. أو. ل. أ. غ" إلى روائع الأدب الروسي، فهو أولا كتاب تسجيلي نقل مؤلفه الكسندر سولجينيتسين إلى القراء ما عاشه وشاهده عندما قضى عقوبة السجن في إحدى المؤسسات الإصلاحية أو بالأحرى "المعتقلات" التي كثر عددها في البلاد في ثلاثينات وأربعينات وخمسينات القرن الماضي.

و"غ. أو. ل. أ. غ" تسمية مختصرة لإدارة المؤسسات الإصلاحية السوفيتية.

وعبرت السلطة السوفيتية عن استنكارها لصدور هذا الكتاب بالخارج في عام 1973 وبذلت ما بوسعها لمنع دخوله إلى الاتحاد السوفيتي.

ورحل ستالين عن الحياة في عام 1953، ثم خرج نظامه من حيز الوجود. إلا أن استطلاعات للرأي ما فتئت تبين أن ستالين يحتفظ بشعبيته العالية.

ولا يزال كثيرون يذكرون أن الحقبة الستالينية مليئة بإنجازات عظيمة كتصنيع البلاد والانتصار على ألمانية النازية التي غزت الاتحاد السوفيتي في عام 1941.

ولا يذكر هؤلاء أو يتهربون من تذكر حقائق قاسية كحقيقة صدور حكم بالسجن لمدة 10 أعوام بحق شخص أخذ حفنة من الحبوب من حقل للقمح تابع لإحدى المزارع الجماعية.

وكتب الكاتب الصحفي فياتشيسلاف كوستيكوف، وهو معلق أسبوعية "ارغومينتي إي فاكتي" وكان ناطقا رئاسيا في فترة من حكم الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين:

- "أذكر أن مساعدي يلتسين دفعوه لاستخدام الحسم والشدة لإزالة آثار الحقبة الستالينية، فوافقهم يلتسين الذي كان جده من ضحايا النظام الستاليني، الرأي ولكنه أعاق هذه العملية بحجة أن الشعب لن يقبل هذا.

والحقيقة أن الشعب لا يزال يتشبث بتركة ستالين.

صحيح أن عدد الروس الذين يعبرون عن نظرة إيجابية إزاء ستالين ودوره في التاريخ انخفض من 53% قبل خمسة أعوام إلى 39% حاليا ولكن مؤيدي ستالين لا يزالون كثيرين ويمثلون 27% من شباب روسيا اليوم.

فما السبب؟ ولا يعطي علماء الاجتماع ردا واضحا.

ومن الواضح أن هناك أسبابا عديدة من أهمها انعدام الإنجازات الحقيقية في تنمية البلاد وتحسين أحوال الشعب المعيشية.

لقد انقضت 18 عاما، أي أربع خطط خماسية سوفيتية تقريبا، على تحوّل روسيا لاعتماد النظام الرأسمالي، فلم يتحقق إي إنجاز يستفيد منه عامة الشعب.

ولن يموت ستالين إلا عندما يلوح في الأفق ما يرقى إلى مستوى ما تحقق خلال الحقبة الستالينية".