رمز الخبر: ۱۴۹۰۱
تأريخ النشر: 10:51 - 19 August 2009
عصرایران ـ "القدس العربي"  ـ عقد وفد امني مصري الثلاثاء سلسلة من اللقاءات مع حركتي فتح وحماس وباقي فصائل العمل الوطني الفلسطيني بالضفة الغربية في اطار السعي المصري لتقريب وجهات النظر بين الاشقاء الفلسطينيين تمهيدا لتوجيه دعوة مصرية للاطراف الفلسطينية لاستئناف حوارها بالقاهرة بهدف الوصول لاتفاق وطني ينهي الانقسام الداخلي.

وبدأ الوفد الامني المصري برئاسة اللواء محمد ابراهيم مساعد رئيس المخابرات المصرية لقاءاته الثلاثاء بلقاء مع وفد حركة فتح للحوار مع حماس.

واكدت مصادر فلسطينية بأن عضو اللجنة المركزية لفتح ابو ماهر غنيم الذي عاد للاراضي الفلسطينية مؤخرا انضم لوفد الحركة الذي التقى الوفد الامني المصري.

وقال رئيس وفد فتح الى الحوار مع حماس احمد قريع قبل ان يغادر للاردن عقب لقاء الوفد المصري ان "الاخوة المصريين يقومون بمحاولة استطلاع المواقف للتوصل الى صيغة تمهد لتوقيع اتفاق المصالحة المقرر في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في القاهرة".

وتابع قريع "لا يوجد اي تغير في مواقف حماس بشكل جوهري حتى الآن (...) لكن رغم تعنت حماس اذا ما تم التفاهم على صيغ لهذه القضايا سيتم التوقيع على اتفاق انهاء الانقسام والمصالحة في الخامس والعشرين من هذا الشهر او بعده بقليل".

ومن جهته اكد عزام الاحمد عضو وفد فتح للحوار مع حماس للاذاعة الفلسطينية الرسمية بان جولة الحوار من المرجح ان تكون النهائية، مشيرا الى ان المصريين سيكتبون نص الاتفاق الوطني عقب المشاورات التي يجريها الوفد الامني المصري مع جميع الاطراف الفلسطينية.

وشدد الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية، على إن حركة فتح لديها رغبة حقيقية في إنجاح الحوار الوطني، وجادة بإنهاء الانقسام، مضيفا ان "هناك مقترحات جديدة كثيرة استمعنا لها من الوفد المصري لتقريب وجهات النظر، ونأمل أن تستكمل بالفعل بعد زيارة دمشق" في اشارة الى زيارة الوفد المصري اليوم لدمشق للقاء قادة حماس هناك.

واشار الاحمد الى ان حركة فتح في انتظار مصر الشقيقة، لتأكيد الموعد كما هو مقترح سابقا في 25 من الشهر الجاري، أو في اي موعد مقترح، مبينا أن الرئيس محمود عباس أكد للواء محمد إبراهيم الاثنين في عمان أن فتح وكل فصائل منظمة التحرير موافقة على الموعد الذي تحدده مصر بغض النظر عن الالتزامات الأخرى.

وبعد اللقاء مع فتح بدأ الوفد المصري اجتماعا في رام الله مع وفد من حماس يضم النواب في المجلس التشريعي عمر عبد الرازق ومحمود الرمحي وسميرة حلايقة.

وأكد عمر عبد الرازق، أحد قادة حماس بالضفة الغربية، قبيل لقاء الوفد المصري، إن موعد توقيع الاتفاق في مصر، قائم، في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وأشار إلى أن الخروج باتفاق يعتمد على نجاح المصريين في تقريب وجهات النظر.

وكان قريع اشار الى ان هناك عددا من القضايا ما زالت عالقة بين الحركتين وبحاجة الى حل مثل "تشكيل حكومة فلسطينية وضرورة التزامها بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية".

واوضح انها يجب ان تكون "حكومة تنهي الحصار عن الشعب الفلسطيني ولا تعيده وان تقوم بمهمة اعادة الاعمار في غزة وتهيىء للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة". وتابع ان القضية الاخرى التي ما زالت "محل خلاف" هي الامن.

وقال ان حركة فتح "تطرح عودة منتسبي الاجهزة الامنية بالتدريج الى غزة كما كانوا قبل الانقلاب الذي نفذته حماس فيما تتحدث حماس عن رقم لا يمكن ان يشكال اساسا لاتفاق".

والمشكلة الثالثة العالقة هي النظام الانتخابي للاقتراع التشريعي المقبل. وقال قريع "لا زالت هناك وجهات نظر متباينة بيننا لكن يمكن حل هذه القضية وجسر الهوة في وجهات النظر فيها". اما قضية المعتقلين، فقال قريع ان "حركة حماس تطرح قضية المعتقلين وهي مهمة لكن هناك تجاوبا من طرفنا فيها".

الا انه اضاف "لكن خطوة حماس بمنع مشاركة اعضاء المؤتمر السادس من قطاع غزة شكلت مزيدا من التعقيد".

ومنعت حماس قادة فتح في قطاع غزة من التوجه الى الضفة الغربية لحضور المؤتمر العام لحركتهم في بيت لحم (الضفة الغربية مطالبة بالافراج عن معتقلي حماس في سجون السلطة).

ومن جهته أكد فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس الثلاثاء، أن حركته لا تريد حوارات بصيغة متكررة مضمونها بمزاج حركة "فتح"، وإنما تريد حواراً جدياً يؤدي لاتفاق، كما لا ترغب حركته في تلبية نزوات "فتح".

وقال برهوم في تصريح "لا معنى لأي حوار في ظل الاعتقالات المستمرة في الضفة الغربية ضد أبناء الحركة، وأن أي حوار يحتاج إلى أجواء مناسبة، في حين أن سلوك فتح هذه الأيام مشين، ولا ينم عن قرب اتفاق وطني، حيث لم تذلل الأخيرة أي عقبة أمام التوصل لاتفاق نهائي".
وعن دور مصر في جولات الحوار، بين برهوم بأن مصر جاهزة لتذليل أي عقبات ولكن يجب أن تتحرك من أجل العمل على الإفراج عن المعتقلين السياسيين لدى السلطة، والكرة الآن في ملعب حركة "فتح".

كما انتقد برهوم، موقف حركة فتح، حيث أكد أنها لم يسبق لها أن ساهمت في دفع الحوار وكل ما تقوم به في جلسات الحوار هو جلسات استراتيجية مغلقة ذات أفق محدود ولا ينم عن نوايا التوصل لمصالحة وطنية.

وأضاف برهوم، ان حركته لا تريد جولة تلبي نزوات حركة فتح، حيث أن الأخيرة سبق وأن التقت وفداً أمنياً مصرياً ولم تتجاوب معه، حيث أن فتح تستقوي على القاهرة كما استقوت على حماس، ولا تتجاوب مع الجهود المصرية، الداعية للإفراج عن معتقلي الحركة لدى أجهزة السلطة في الضفة الغربية.

ومن جهته أكد النائب عن حركة حماس بالضفة الغربية د. عمر عبد الرازق على ضرورة حل قضية معتقلي حماس في سجون السلطة وضرورة اطلاق سراحهم تهيئة للحوار.

ومن جهته أكد الدكتور محمود الرمحي، أمين سر المجلس التشريعي وأحد قيادات حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة، أن تهيئة الأجواء لنجاح الحوار الجاري في القاهرة مع حركة فتح يبدأ بتفكيك ملف الاعتقال السياسي في الضفة.

وقال د. الرمحي للصحافيين الثلاثاء "هناك الكثير من القضايا التي اتفقنا عليها مع حركة فتح، وهناك قضايا خلافية ولكن يمكن تجاوزها إذا خلصت النوايا". مضيفاً "هناك أمل لدينا بنجاح الحوار في القاهرة.

وأضاف": لا بد من تهيئة الأجواء بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين - لان هناك المئات من أنصار حركة حماس في الضفة الغربية لا زالوا في سجون السلطة - للوصول إلى نتائج مجدية في الحوار.

وعلى صعيد آخر اكدت مصادر فلسطينية بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعتزم زيارة السودان اليوم الاربعاء، وذلك في ظل انباء عن جهود وساطة سودانية بين فتح وحماس.

وكشف مصدر فلسطيني بأن زيارة عباس للخرطوم جاءت بطلب منه بعد أن كان قد طلب من الخرطوم أن تتوسط لدى حركة حماس من أجل تمكين أعضاء مؤتمر عام فتح من القطاع من حضور فعاليات المؤتمر الذي انعقد في بيت لحم الا ان الخرطوم لم تنجح في مساعيها بسبب اصرار حماس على اطلاق سراح معتقليها من سجون السلطة.

ولم يستبعد المصدر أن تقدم الخرطوم على قيادة وساطة بين فتح وحماس لإنهاء الانقسام وذلك بضوء اخضر من مصر التي تواصل مساعيها لانهاء الانقسام الفلسطيني.