رمز الخبر: ۱۴۹۷۲
تأريخ النشر: 09:28 - 23 August 2009
عصرایران- مع حلول شهر رمضان لن يكون أمام عشرات الآلاف من الباكستانيين الذين اضطروا لترك منازلهم بسبب الحرب ضد حركة طالبان خيار سوى أن يلقوا الأمرين في المخيمات أو في استضافة عائلات لهم خلال الشهر الكريم.

واضطر نحو 2.3 مليون شخص إلى ترك منازلهم بسبب القتال في شمال غرب باكستان خاصة بعدما أطلقت قوات حكومية عملية ضد مقاتلي طالبان في سوات في ابريل نيسان مما تسبب في واحدة من أكبر عمليات النزوح الداخلي في العصر الحديث.

وبينما تمكن كثيرون من العودة إلى منازلهم بعدما مشط الجيش أغلب أراضي الوادي الذي كان مزارا سياحيا في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي فإن آخرين ما زالوا يقيمون في مخيمات النازحين خوفا من العودة إلى منازلهم واستئناف حياتهم.

وقال مباشر فداء مسؤول الاتصالات في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر رمضان هو أكثر الشهور قدسية بالنسبة للمسلمين وهو شهر الصوم والصلاة والبركات.

وأضاف: إنه وقت عصيب بالنسبة للنازحين لأنهم عانوا كثيرا على مدى الشهور القليلة الماضية ويتمنون العودة إلى منازلهم بحلول العيد.

وتتحسر بيبي أمينة (35 عاما) وهي جالسة في مزرعة للدواجن تحولت إلى مخيم على اضطرارها لقضاء رمضان مع أطفالها السبعة ووالديها في ظل هذه الظروف.

وقالت بيبي التي تركت قريتها في سوات عندما بدأ الجيش في شن الغارات الجوية على المقاتلين في المنطقة، لسنا سعداء لقضاء رمضان هنا. نريد فقط العودة إلى منزلنا وحياتنا العادية.

وأضافت: لا يوجد أمامنا خيار سوى البقاء هنا. دمر القتال منزلي ولم تعد مدرسة أطفالي موجودة ولا أملك مالا للإنفاق على أسرتي إذا عدت.

ويقيم في مزرعة الدواجن بقرية إتشريان الواقعة على بعد 120 كيلومترا شمال غربي إسلام آباد نحو 300 شخص يعيشون في عشش كانت تربى فيها دواجن من قبل.

وأقام قرويون في المنطقة المخيم ويوفرون متطلبات الإغاثة الأساسية للنازحين.

وبنى الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالتعاون مع الجمعية الباكستانية للهلال الأحمر دورات مياه عامة ووفر مياها نظيفة كما يقيم جلسات نفسية اجتماعية للأشخاص الذين هزتهم التجربة الصعبة.

وقال محمد علام (25 عاما) الذي ترك بلدة مينجورا مع زوجته قبل ثلاثة أشهر كان الأمر سيئا عندما جئنا إلى هنا أول مرة فلم يكن هناك شيء.. مجرد عشة للدواجن واعتقدت أن هذا المكان يصلح للدجاج وليس للبشر.

وأضاف: نريد العودة بحلول العيد لكننا سنضطر لقضاء رمضان هنا دون العائلة.. سيكون من الصعب الصيام في ظل هذه الظروف كما أن إحياء الشهر لن يكون كما كان في السابق.

وقبل يومين من حلول رمضان احتشدت نساء وفتيات ترتدين أغطية ملونة للرأس في مصلى متنقل لتلاوة القرآن والدعاء لمن يعانون نتيجة الصراع.

ويتضرع المصلون إلى الله طلبا لإحلال السلام في باكستان وإنهاء محنتهم بعدما عاشوا في خوف لأكثر من عامين في ظل حكم طالبان ثم نزحوا بعد ذلك تاركين وراءهم كل شيء.

وحتى إن أصبحت المناطق التي جاء منها النازحون آمنة فإنهم يقولون إنهم لن يفكروا في العودة إليها قبل العيد لان رحلة العودة الطويلة ومحاولة إعادة بناء منازلهم وحياتهم أثناء الصيام ستكون صعبة للغاية.

وقال أحد النازحين: سمعت أن منطقتي آمنة لكن كيف يمكنني أن أتوقع تحمل أطفالي وزوجتي لرحلة العودة ورؤية منزلهم المدمر وهم صائمون.

وأضاف: سنضطر إلى البقاء على الأقل في الفترة الحالية.

ومن جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية باكستانية ان سيدتين قتلتا، في حين أصيب طفلان عندما سقط 11 صاروخا على منطقة بنجكور بإقليم بلوشستان في جنوب غرب باكستان.

وقالت قناة جيو التليفزيونية الباكستانية الخاصة على موقعها الالكتروني في وقت متأخر الجمعة إن 11 صاروخا انطلقوا من منطقة مجهولة وسقطوا على منطقة بنجكور، مما أدى إلى مقتل السيدتين وإصابة الطفلين وإلحاق أضرار بالغة بالعديد من المباني.

ويعتقد ان جماعات المتمردين البلوش المناوئين للحكومة المركزية في إسلام أباد هم المسئولون عن أعمال العنف التي يشهدها الإقليم.

ويطالب المتمردون بنصيب أكبر من ثروات النفط والغاز في الإقليم، فضلا عن قدر أكبر من الحكم الذاتي للمنطقة.