رمز الخبر: ۱۴۹۷۸
تأريخ النشر: 09:31 - 23 August 2009
عصرایران - (رويترز) -أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم السبت أن بلاده ستهزم الارهاب على الرغم من مجموعة من التفجيرات كانت من أعنف الهجمات التي وقعت هذا العام ومتجاهلا تصريحات من وزير الخارجية هوشيار زيباري قال فيها إن الحكومة انخدعت بشعور كاذب بالامن.

وهذه هي أول تصريحات للمالكي منذ وقوع التفجيرات الهائلة بشاحنات ملغومة في بغداد والتي أدت لمقتل حوالي مئة شخص يوم الاربعاء. وقال زيباري قبلها بعدة ساعات إنه يشك أن الشرطة أو الجيش ربما يكونون متورطين في هذه الهجمات.

وانتقد هوشيار زيباري قرارا اتخذه رئيس الوزراء نوري المالكي بازالة معظم الجدران المنتشرة في شوارع بغداد للحماية من التفجيرات قائلا ان هذا القرار كان سببا في تفجيرات الاربعاء.

وقال المالكي ان مرتكبي التفجيرات التي دمرت مبنيي وزارة الخارجية ووزارة المالية قد اعتقلوا.

وأضاف في كلمة أذاعتها قناة العراقية الحكومية أنه يريد أن يقول للعراقيين إن الحرب مستمرة ضد المسلحين وأن قوات الامن ما زال بمقدورها مواصلة المعركة وتحقيق النصر على الرغم من وجود خروقات هنا وهناك.

وبددت الهجمات التي نفذت عن طريق تفجيرات انتحارية لشاحنات ملغومة حالة الشعور المتنامي بالاستقرار التي كانت تخيم على العراق بعد ستة أسابيع من انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية وتسليمها سلطة الامن للقوات العراقية.

وشكلت هذه الانفجارات ضربة للمالكي الذي يستعد للمنافسة في انتخابات عامة في يناير كانون الثاني المقبل وكان يرتكز في هذه المنافسة على انخفاض معدل العنف على مدار 18 شهرا الماضية وعلى ثقة الرأي العام العراقي في قوات أمنه.

واحتفلت الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة بانسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية باعتباره انتصارا على الاحتلال الاجنبي بعد ست سنوات من الغزو الامريكي. وكانت خطة المالكي لازالة معظم الجدران الساترة من التفجيرات خلال 40 يوما تعبيرا عن الثقة في قوات الامن العراقية التي يقول منتقدوها انها ليست مستعدة بعد لتولي المسؤولية.

وقال زيباري بعد استدعائه الصحفيين الى مبنى الوزارة حيث أدت شظايا الزجاج المتطاير جراء الانفجار الى مقتل عشرات الاشخاص ان معلوماته تشير الى وجود تعاون بين قوات الامن والقتلة. وطالب باجراء تحقيق "جاد ومسؤول".

وقال زيباري الذي لم يقدم دليلا مباشرا على اتهاماته إن نقاط التفتيش والجدران الساترة من التفجيرات القريبة من الوزارة أزيلت بناء على "شعور كاذب" بالامن. وكانت الجدران الساترة قد كومت خارج الوزارة تمهيدا لاعادتها الى مكانها.

وقال إن الاشياء تسمى بأسمائها وان على المسؤولين العراقيين أن يتوقفوا عن اطلاق البيانات المتفائلة بلا داع وأن يقولوا للناس الحقيقة وان الحالة الامنية شهدت تدهورا وربما كانت الايام القادمة أسوأ.

ويلقي العديد من العراقيين العاديين باللوم في التفجيرات على التنافس بين الكتل الشيعية قبل الانتخابات أو الى النزاعات المتفاقمة بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية التي كانت تحكم العراق قبل الغزو والاقلية الكردية.

وأشار الخبراء الامنيون الى اللامبالاة وسوء التنظيم والتطاحن الداخلي في صفوف الجيش العراقي والمخابرات وقوات الشرطة كأسباب للسقطات التي سمحت للمتمردين بتنفيذ الهجمات.

وتعهد المالكي بتطهير الشرطة والجيش من هؤلاء الموالين لجهات أو أحزاب أكثر من ولائهم للوطن.

وكرر المالكي اتهامات الحكومة لتنظيم القاعدة والموالين للرئيس السابق صدام حسين وحزب البعث المحظور بتنفيذ هذه الهجمات وقال ان الجناة قد ألقي القبض عليهم.

كما كرر المزاعم بأن دولا في المنطقة لم يسمها تسعى الى اذكاء العنف في العراق.