رمز الخبر: ۱۵۰۶۲
تأريخ النشر: 09:02 - 26 August 2009
عصرایران  ـ "القدس العربي" - طالب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض ابناء الشعب الفلسطيني الثلاثاء بالمضي قدما في بناء المؤسسات والعمل على انشاء الدولة الفلسطينية خلال العامين القادمين، دون الانتظار للوصول للتسوية السلمية النهائية مع اسرائيل.

وجاءت تلك الدعوة خلال عرضه الثلاثاء برنامج الحكومة الفلسطينية الثالثة عشرة، والذي تضمن رؤية لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

وشدد فياض خلال عرض برنامج حكومته الذي جاء تحت عنوان "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة" على ان إقامة الدولة الفلسطينية يتطلب بناء المؤسسات القوية الفاعلة القادرة على تقديم الخدمات للمواطنين وتعزيز صمودهم، إضافة الى اعادة الوحدة للوطن، وهي بحاجة إلى جهد دولي مكثف لانهاء الاحتلال.

وقال فياض خلال مؤتمر صحافي عقده برام الله: "من أجل أن نجعل من الدولة حقيقة واقعة على الارض علينا ان نبذل كل جهد لتخرج الدولة الى حيز الوجود.. يجب أن نكون مبادرين وعلينا ان نشمر عن سواعدنا ونقيم هذه الدولة"، مشددا على انه لا ينبغي على الفلسطينيين ان ينتظروا التسوية السلمية النهائية مع اسرائيل، ولكن عليهم المضي قدما في انشاء دولتهم، داعيا الى فتح باب الحوار الوطني وعودة الوحدة الى الوطن عبر الاتفاق على صيغة سياسية مشتركة.

وقال فياض "لن نقبل أن تستمر الفترة الانتقالية إلى ما لا نهاية، وسنعلن إقامة الدولة الفلسطينية، رغم كل العقبات التي تواجهنا"، مبينا أن هذه الفترة كان ينبغي أن تنتهي عام 1999 باعلان الدولة الفلسطينية.

واوضح فياض في مؤتمره الصحافي الذي عقده بمقر مجلس الوزراء برام الله ان وثيقة "فلسطين: انهاء الاحتلال واقامة الدولة" هي برنامج عمل حكومته وأن هذا البرنامج، وما يتضمنه من أهداف وطنية وسياسات وبرامج حكومية، يستهدف بناء مؤسسات الدولة القوية والقادرة على تلبية احتياجات المواطنين، وتنمية إمكانياتهم وتعزيز قدرتهم على الصمود، إضافة إلى تقديم الخدمات الأساسية لهم بالرغم من الاحتلال وممارساته. وتابع فياض "إن حكومتنا ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية من أجل تحقيق إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967 في غضون العامين القادمين".

وأضاف: "تعمل حكومتنا كسابقاتها، وفق محددات القانون الدولي بما يكفل الوفاء بالتزاماتنا تجاه مواطنينا وشركائنا الدوليين، وعلى الرغم من الإجراءات الاحتلالية المعيقة لعملنا، أثبتنا نجاحنا في بناء مؤسسات تستطيع أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن دولة فلسطين المستقلة وكاملة السيادة، وتلتزم هذه الحكومة التزاما مُطلقا بمواصلة العمل والبناء على انجازات الحكومات السابقة لتطوير مؤسسات الحكم الفعالة والناجعة وفق أسس الحكم الرشيد القائم على حسن الأداء والمحاسبة والشفافية.

وشدد فياض على ضرورة تكاتف أبناء الشعب الفلسطيني وإصرارهم على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة من خلال استعادة وحدة الوطن ومؤسساته، وترسيخ الوحدة الوطنية، والتعاون على جميع المستويات وفي كافة أنحاء الوطن، مضيفا "إن إقامة الدولة الفلسطينية تستلزم حسّاً مشتركا وإدراكا جامعا لهذا الهدف الوطني، الذي تجتمع عليه قوانا السياسية والاجتماعية، ومؤسساتنا الأكاديمية والثقافية، ومنظماتنا غير الحكومية وجمعياتنا الخيرية، ومجالسنا المحلية، وقطاعنا الخاص، ولجان حماية الأرض ومناهضة الاستيطان والجدار، وكافة القطاعات الحية الشبابية والنسائية في بلادنا".

وتابع فياض "إن برنامج الحكومة يولي تركيزا كبيرا على ضرورة إشراك جميع فئات المجتمع وأطيافه بدورها في تنمية مؤسساتنا وتطويرها، وإننا ندرك تمام الإدراك تطلع شعبنا نحو حكومة توفر له الأمن والتنمية والخدمات الأساسية في مختلف المجالات، وفي ذات الوقت تحترم حقوق أفراده وحرياتهم، ونؤمن بأنه لا يمكن بناء هذه المؤسسات وضمان ديمومتها إلا من خلال الشراكة المعقودة بين الحكومة والمواطنين".

وأضاف أن هذه الوثيقة تحدد الأسس الوطنية، والأهداف والنشاطات التي تقع على رأس سلم أولويات مؤسسات السلطة الوطنية خلال العامين القادمين، وستقوم الحكومة الثالثة عشرة بكل ما في وسعها وصلاحياتها لضمان إجراء الانتخابات العامة في موعدها الدستوري المقرر في شهر كانون الثاني من العام القادم، بما يتوافق مع أحكام القانون والمعايير الدولية، مؤكدا أن هذا حق للمواطن واستحقاق دستوري لا يجوز إغفاله أو التغاضي عنه.

وأوضح فياض أن السلطة الوطنية تتطلع إلى استمرار الدعم الإقليمي والدولي لبناء فلسطين دولة عربية مستقلة وديمقراطية وتقدمية وعصرية، تتمتع بالسيادة الكاملة على ترابها الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس، على حدود عام 1967، مبينا أن فلسطين ستكون دولة محبة للسلام، ترفض العنف وتلتزم بحسن الجوار والتعايش مع جيرانها، وتقيم جسور التواصل مع المجتمع الدولي، وتمثل شعارا للسلام والتسامح والرخاء في هذه البقعة المضطربة من العالم، وبتجسيد كل هذه القيم والمعاني السامية ستكون فلسطين فخرا وعزة لجميع مواطنيها، ومرساة استقرار لهذه المنطقة من العالم.