رمز الخبر: ۱۵۰۹۷
تأريخ النشر: 09:22 - 27 August 2009
عصرایران - تزامن إعلان التهدئة في محافظة صعدة اليمنية مع توعد السلطات اليمنية بتطهير المنطقة من تمرد جماعة الحوثيين. وفي الأثناء اندلعت اشتباكات بين المتمردين وجماعة سلفية. ودوليا دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن.

فقد قتل 20 شخصا وجرح العشرات في مواجهات اندلعت في صعدة بين الحوثيين وأتباع التيار السلفي. وجرت هذه المواجهات قرب مدرسة يديرها السلفيون بعد يومين من صلح عقده الطرفان.
 
وتوعد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في زيارة لمعسكر للجيش مساء الأربعاء بأن قواته ستعمل في الأسابيع القادمة على "تطهير" مناطق التمرد، وأشار إلى تجارب سابقة في سنوات سابقة وقال "نحن على ثقة بأننا سنخمد هذه الفتنة".

وأضاف الرئيس اليمني مخاطبا جنوده "مهما قدمنا من خسائر فهو من أجل الوطن ونصرة الحق وضد عناصر التخريب والتمرد والإرهاب الذين يريدون أن تعود عقارب الساعة إلى الخلف".
 
لكن صالح أشار إلى صعوبة المعركة مع الحوثيين، وقال "صحيح أنها لو كانت المواجهات مع قوة نظامية لحسمت في الأشهر الأولى أو في الأسابيع الأولى، ولكننا نواجه حرب عصابات وليس حرباً نظامية".
 
هدنة مؤقتة

يأتي حديث الرئيس اليمني متزامنا مع إعلان لجنة إحلال السلام في صعدة عن التوصل إلى تهدئة بين الجانبين.
 
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر في تلك اللجنة قوله إن الاتفاق يسري مع مساء الأربعاء ويقضي بوقف لإطلاق النار بين الجانبين لما من شأنه وصول مساعدات إنسانية للعالقين من النازحين.

وقال مراسل الجزيرة في اليمن إن الاتفاق يلزم الحوثيين بفتح الطرقات وإزالة التمترس في الجبال مقابل وقف الدولة عملياتها العسكرية.  وأوضح المراسل أن الاتفاق المعني هو اتفاق تهدئة وليس لحل مشكلة صعدة، مشيرا إلى أن الاتفاق شفهي.

وجاء الإعلان عن اتفاق التهدئة بعد يوم من إعلان الحكومة اليمنيّة أن الحوثيين "قتلوا اتفاق الدوحة بين الجانبين وتنكّروا له" والذي كان جرى توقيعه عام 2007 بوساطة قطرية.


وقد أجرى الرئيس اليمني مساء الأربعاء اتصالا هاتفيا بأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بعد ساعات من التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الجيش اليمني والحوثيين.

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي قد أكد في وقت سابق الأربعاء أن بلاده ماضية في القضاء على "فتنة التمرد والتخريب بمحافظة صعدة وفرض سيادة الدولة والقانون على جميع المناطق التي تتمترس فيها عناصر التخريب والتمرد".

ونقلت وكالة الأبناء اليمنية (سبأ) عن الناطق الرسمي تشديده في مؤتمره الصحفي الأسبوعي بصنعاء على أن الدولة عازمة على "استئصال البؤر المتسببة بزعزعة الأمن والاستقرار وتهديد المواطنين والسكينة العامة بما يضمن القضاء عليها دون رجعة".

في المقابل قالت جماعة الحوثيين في بيان إنها صدت هجومين شنتهما القوات الحكومية بهدف طردهم من معاقلهم، وأكدت أنها صدت محاولات القوات الحكومية للتقدم على جبهتين في مدينتي صعدة وعمران.

وجاء في البيان "لقد قامت السلطات بمحاولتين فاشلتين للتقدم في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران والمنزلة بمحافظة صعدة ولكنها تراجعت". وأضاف البيان أنه تم تدمير دبابة وناقلتي أفراد مدرعتين في تبادل لإطلاق النار.

لكن مصدرا حكوميا نفى تلك المزاعم، وأشار إلى أن الجيش انتزع السيطرة على أحد الأودية بعد وقوع خسائر على الجانبين في قتال شرس. وتتعقب القوات الحكومية قواعد المتمردين في إطار هجوم كبير بدأ منذ 11  أغسطس/آب الجاري.

وعلى الصعيد الدولي، دعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء إلى وقف فوري لإطلاق النار، مبديا قلقه لتصاعد وتيرة المعارك التي خلفت العديد من الضحايا والنازحين. وقالت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي في بيان إن الاتحاد الأوروبي قلق لاحتدام المعارك.

وكان مسؤول مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي  قد حذر في مايو/أيار من أن اليمن يمكن أن يصبح دولة فاشلة وملاذا آمنا لعناصر تنظيم القاعدة. كما دعت الولايات المتحدة الطرفين إلى العودة إلى اتفاق أبرم العام الماضي لوقف إطلاق النار. وفي مايو/أيار قالت واشنطن إن أعمال العنف في جنوب البلاد الذي يشهد اضطرابات يمكن أن تقوض وحدة اليمن.