رمز الخبر: ۱۵۱۲۴
تأريخ النشر: 13:11 - 29 August 2009


عصرایران - اعلنت مصر تأجيل جولة الحوار التي كانت مقررة اليوم، الى ما بعد عيد الفطر، وذلك على ضوء جولة الاتصالات الواسعة التي اجراها وفد مصري في رام الله ودمشق مع قادة وكبار المسؤولين من فتح وحماس، وهذا ليس هو التأجيل الاول ولن يكون الاخير على الارجح.

ولم يكن احد يتوقع انعقاد الجلسة في موعدها او انجاح الاجتماع في حال الانعقاد لان مواقف الاطراف ولا سيما حركة حماس تبدو على حالها من التشدد سواء على ارض الواقع او الاجواء الاعلامية المتوترة.

من دلائل هذا التشدد ان كل طرف يقول ان ليس لديه معتقلون سياسيون من الطرف الاخر ثم نسمع ان هذا الطرف او ذاك افرج عن مئات المعتقلين بمناسبة بدء شهر رمضان او اية مناسبات اخرى.

كما ان كل طرف يواصل اتهام الطرف الاخر باعتقال او اختطاف او احتجاز حسب المصطلحات المستخدمة فلان او علان من اتباع هذه الحركة او تلك الا ان المحك الحقيقي لاختيار النوايا يكمن في الدعوة الى الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها كانون ثاني العام القادم.

تدعو السلطة وفتح الى اجراء الانتخابات في موعدها والاحتكام الى الشعب لانه ابو الشرعيات كلها ليقول كلمته ويمكن بذلك الخروج من دائرة ودوامة الانقسام الى واقع جديد يقرره المواطنون انفسهم.

ويبدو ان مصر تؤيد هذا الطرح بعد ان اكتشفت صعوبة الاتفاق بالحوار وتمسك كل طرف بمواقفه الا ان حماس ترفض وتضع المصالحة والاتفاق شرطا لاجراء اية انتخابات.

ولكن ما الذي يمكن فعله اذا لم تتحقق المصالحة وتنتهي الشرعيات كلها؟

باية صفة يستطيع المجلس التشريعي او الرئاسة ان تعمل واذا كان البعض يقول ان حكومة د.سلام فياض غير شرعية لانها لم تحصل على تأييد المجلس التشريعي فبأي منطق يستطيع اسماعيل هنية او غيره ان يحكم او ان يكون رئيسا للوزراء بعد كانون ثاني اذا تأخرت الانتخابات.

ازاء هذا الواقع يبدو واضحا ان الحوار يواجـه ابوابا مغلقة وذلك لغياب النوايا الصادقة والرغبة الحقيقية في انجاحه وتقديم المصالح الفئوية على المصلحة الوطنية ويتساءل المواطنون بحق الى متى سنظل نركض وراء السراب ونخادع انفسنا ونتمسك بالحوار بينما الحوار يبدو نظريا اكثر منه عمليا ويبدو امنية عزيزة بعيدة المنال وامامنا خياران لا ثالث لهما اما استمرار السعي والركض وراء الحوار او البحث عن بدائل في مقدمتها اتخاذ القرار الشجاع باجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها والاعلان عن ذلك والبدء فورا باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة والمطلوبة من اجل ذلك او اية بدائل اخرى قد يتوصل اليها صانعوا القرار في بلادنا.

ان وطننا يواجه تحديات مصيرية وتتهيأ الاجواء الدبلوماسية لتحرك سياسي قوي نحو الحل بينما تواصل اسرائيل اعمال ومخططات الاستيطان والتهويد في القدس وليس من المنطقي ولا المقبول ان نظل نواجه ذلك ونحن على ما نحن عليه من انقسام وتناحر واتهامات متبادلة واجندات مختلفة.