رمز الخبر: ۱۵۲۵۱
تأريخ النشر: 11:44 - 03 September 2009
عصرایران - تتواصل الاشتباكات بين الجيش اليمني وعناصر جماعة الحوثيين في مناطق متعددة بمحافظة صعدة شمالي البلاد، في حين أعلن مصدر عسكري فجر اليوم مقتل 11 من عناصر التمرد وتدمير مواقع لهم، وقد هدد زعيم الحوثيين السلطات بإعلان الجهاد بعد رفض مقترحه لوقف إطلاق النار، في حين قدمت الأمم المتحدة مقترح هدنة إنسانية لإغاثة المتضررين من القتال.
 
وقال مراسل الجزيرة في صنعاء أحمد الشلفي إن تصريح المصدر العسكري لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) تضمن الإعلان عن تدمير عدة مواقع يتمركز فيها من وصفهم بعناصر التمرد والإرهاب الحوثي في مناطق المنزلة والحمزات ونشور وقرية ذو سليمان، إضافة للسيطرة على خمسة أوكار لهم.
 
وأشار المصدر العسكري إلى أن قوات الجيش والأمن قصفت أيضا مواقع الحوثيين في مناطق المشتل والعند وسنبل وألحقت في صفوفها خسائر كبيرة، مؤكدا مصرع 11 من عناصر " التمرد والإرهاب" في منطقة دماج.
 
وفي تطور متصل أوضح مراسل الجزيرة نقلا عن البيان العسكري أن وحدات من أمنية اشتبكت مع ما وصفتها بخلية نائمة للمتمردين في مدينة صعدة القديمة، حيث تم تطويق المجموعة ويجري التعامل معها حتى الآن لإجبارها على الاستسلام.
 
وكان مصدر عسكري يمني قال أمس الأربعاء إن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من طرد المتمردين الحوثيين من مواقع كانوا يسيطرون عليها في محافظة صعدة وأنها كبدتهم خسائر كبيرة في الساعات الماضية.
 
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن المصدر قوله إنه تم القبض على عدد من عناصر الحوثيين في منطقة بني معاذ، في حين قتل عدد آخر منهم مع قائدهم عبد العزيز القطابري أثناء محاولتهم الهجوم على مدينة قطابر واستهداف المحكمة.
 
وأشار إلى أن أوامر صدرت إلى وحدات القوات المسلحة والأمن بفتح معابر ونقاط خاصة لمرور واستقبال من يرغب بتسليم نفسه من الحوثيين.
 
تهديد الحوثي

وردا على رفض اقتراحه لوقف إطلاق النار هدد زعيم الحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي السلطات اليمنية بإعلان الجهاد.
 
وفي بيان سبق هذا الإعلان توعد الحوثي بما سماه "حرب استنزاف طويلة ومفاجآت ثقيلة".
 
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحوثي إن صنعاء "من الآن ستتحمل كل تبعات ونتائج الحرب وما ستخلفه من آثار وخيمة، ونعدها بمفاجآت ثقيلة (...) وبحرب استنزافية طويلة الأمد نتماشى معها بنفس طويل، طويل أكثر مما تتوقع".
 
وقال البيان -الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن السلطة اليمنية "ضيعت فرصة ثمينة كان يجب عليها أن تقف معها بمسؤولية وبما يثبت سيادة قرارها"، مشيرا إلى أن الحكومة "تكابر وتحاول حجب الشمس عن حقائق ساطعة"، في إشارة إلى ما يقول المتمردون إنها خسائر عسكرية أنزلت بالجيش وعرضهم مقاطع فيديو من ساحات المواجهات لم يتم التأكد من صحتها أو تاريخ تسجيلها.
 
هدنة إنسانية

وسط هذه التطورات قالت الأمم المتحدة إنها قدمت مقترحا للحكومة اليمنية بوقف لإطلاق النار في صعدة يلتزم به طرفا الصراع يومياً لساعات محددة وذلك بهدف إغاثة المتضررين من القتال.
 

وقالت ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بصنعاء إن نحو 150 ألف نازح فقدوا منازلهم ويحتاجون لمساعدات.
 
وفي هذا السياق دعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى وقف القتال الذي اندلع يوم 11 أغسطس/آب الماضي. وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان له إنه لم يستطع تقديم الطعام سوى لنحو عشرة آلاف نازح فقط الشهر الماضي من مجموع النازحين.
 
وأفادت المتحدثة باسم البرنامج إيميليا كاسيلا بأن البرنامج اضطر إلى إجلاء موظفيه مؤقتا من صعدة بسبب القتال لكنه كلف جماعة الإغاثة الإسلامية بتوزيع الأغذية في المحافظة حين تتحسن الظروف الأمنية.
 
وقد حذرت المنظمة الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب في مدينة صعدة، وقال المتحدث باسم هيئة شؤون اللاجئين بصنعاء أندريش ماهيسيس إن الأزمة الإنسانية بالمدينة تتفاقم والوضع يتردى يوما بعد يوم.
 
وأشار إلى أن نحو 35 ألف شخص في المدينة تقطعت بهم السبل داخلها جراء القتال، وأنهم يعانون من نقص في الأغذية والرعاية الطبية والمياه والكهرباء.