رمز الخبر: ۱۵۳۳۴
تأريخ النشر: 10:34 - 07 September 2009
عصرایران ـ القدس العربي  ـ نزع فتيل التوتر الليبي المغربي وتقررت عودة السفير المغربي لدى ليبيا الاثنين بعد ان غادر طرابلس يوم الثلاثاء الماضي رفقة الوفد المغربي الذي انسحب من احتفالات الذكرى الاربعين لـ"ثورة الفاتح" احتجاجا على مشاركة زعيم جبهة البوليزاريو في هذه الاحتفالات.

وعلمت "القدس العربي" ان عودة السفير المهدي العلوي الى مقر عمله رسالة من المغرب بتجاوز ما وقع في طرابلس وقبول ما ورد في مذكرة توضيحية لوزارة الخارجية الليبية حول حضور محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليزاريو لاحتفالات "ثورة الفاتح" رغم ان الجبهة ابرزت الطابع الرسمي لحضور عبد العزيز في هذه الاحتفالات وايضا توشيحه من طرف العقيد معمر القذافي.

وانسحب وفد مغربي برئاسة الوزير الاول عباس الفاسي كان يمثل الملك محمد السادس من احتفالات ليبيا بالذكرى الاربعين لوصول القذافي الى الحكم بعد مشاهدة الوفد زعيم جبهة البوليزاريو محمد عبد العزيز في منصة الاحتفالات بين رؤساء الدول.

ولاحظت الاوساط السياسية بالرباط حرصا رسميا مغربيا بعدم التصعيد مع ليبيا واكتفاء المسؤولين المغاربة بطلب "التوضيحات الضرورية والمناسبة بخصوص هذا التصرف غير الودي إزاء مشاعر الشعب المغربي".

وفيما شنت الصحف المغربية غير الحزبية هجومات مكثفة ضد ليبيا والقذافي، واكتفت الصحف الحزبية بنشر البلاغات الرسمية المغربية فيما قررت احزاب كان مقررا ان تشارك في اجتماعات تعقد على هامش الاحتفالات عدم الذهاب الى ليبيا دون ان تصدر بيانات عكس ما يجري في احداث مشابهة جرت في وقت سابق مثل استدعاء السفير المغربي لدى دكار للتشاور احتجاجا على مشاركة مسؤول في حزب سنغالي معارض في مؤتمر لجبهة البوليزاريو او اغلاق السفارة المغربية في كاراكاس احتجاجا على تكليف السفير الفنزويلي في الجزائر بتقديم اوراق اعتماده كسفير لدى جبهة البوليزاريو في تندوف.

وأفاد بلاغ لوزارة الخارجية المغربية صدر بالرباط امس الاحد أن السفارة المغربية بطرابلس تسلمت، السبت، "مذكرة من اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزارة الخارجية ) للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، ردا على المساعي وطلب التوضيح الذي تقدم به المغرب حول حادث الفاتح من سبتمبر".

وقالت وزارة الخارجية المغربية أن السلطات الليبية أوضحت ان "تواجد محمد عبد العزيز بالجماهيرية العظمى كان بمناسبة المشاركة في قمة الاتحاد الافريقي التي عقدت بمدينة طرابلس في 31/8/2009، الخاصة بفض النزاعات باعتبار (الجمهورية الصحراوية) عضوا في الاتحاد الافريقي، ولم يكن مدعوا للاحتفالات رغم إبدائه رغبة في ذلك في حال وجهت له دعوة بهذا الشأن، حيث أن الدول التي دعيت للمشاركة في الاحتفالات تمت دعوتها للمشاركة بوفود رسمية تضم رؤساءها أو من يمثلهم ووحدة عسكرية وفرقة فنية، وهو ما لم يحدث بالنسبة للجمهورية الصحراوية، وقد جاء ذلك التزاما منا بالضمانات المقدمة للأشقاء في المملكة المغربية".

واكدت اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي الليبية ان ما حصل "لم يخرج عن هذا التوضيح، وأن أية ملابسات قد فهمت من طرف الأشقاء في الحكومة المغربية، ربما كانت ناتجة عن بعض الاشكاليات البروتوكولية غير المقصودة مردها ضخامة المناسبة وارتفاع عدد المدعووين، الأمر الذي تسبب في بعض الارباكات والتي هي مسائل تقع في مثل هذه المناسبات".

واكدت "وبشكل قاطع بأنه لاوجود لأية أبعاد سياسية في الخصوص، وهي تعبر عن حرصها الشديد على استمرار وتدعيم وترسيخ العلاقات الاخوية والاستراتيجية بين ليبيا والمغرب في كافة المجالات".

وقال بيان رسمي لجبهة البوليزاريو ان محمد عبد العزيز غادر طرابلس بعد "الزيارة التي قادته إلى ليبيا، للمشاركة في القمة الإفريقية الاستثنائية، والاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 40 لثورة الفاتح من سبتمبر الليبية وان وفدا ليبيا هاما يترأسه أمين اللجنة الشعبية العامة للشؤون الاجتماعية كان في وداعه في مطار "امعيتيكة" الدولي إلى جانب وحدات عسكرية من الجيش الليبي أدت له تحية الوداع.
وكانت جبهة البوليزاريو قد اعلنت في وقت سابق ان "القائد الليبي معمر القذافي "منح محمد عبد العزيز وسام الذكرى 40 لثورة الفاتح من سبتمبر".

وقالت ان مراسم التوشيح جرت "خلال حفل عشاء أقامه الزعيم القذافي على شرف رؤساء الدول والحكومات في إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، والمشاركين في الدورة الخاصة لمجلس الاتحاد الإفريقي لحل النزاعات في إفريقيا واحتفالات الذكرى السنوية الأربعين لـ"ثورة الفاتح".