رمز الخبر: ۱۵۳۸۹
تأريخ النشر: 10:12 - 08 September 2009
عصرایران ـ القدس العربي  ـ سارع المغرب لالتقاط رسالة التوضيح "الاعتذار" الليبية عن مشاركة محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليزاريو في احتفالات ذكرى "ثورة الفاتح" وبعث وفدا رفيع المستوى الى طرابلس للقاء مع الرئيس الليبي معمر القذافي فيما لا تزال جبهة البوليزاريو تبرز مشاركتها بالاحتفالات وتندد بانسحاب الوفد المغربي الذي كان حاضرا.

وابدى مسؤولون مغاربة ارتياحهم لمذكرة اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي(وزارة الخارجية اللليبية) التي بعثت بها الى السفارة الليبية بطرابلس تؤكد فيها عدم دعوة محمد عبد العزيز للاحتفالات ونسبت حضوره الى خطأ في البروتوكول وهو ما ادى فيما بعد الى انسحاب الوفد المغربي برئاسة عباس الفاسي الوزير الاول الذي كان يمثل الملك محمد السادس.

ومن المقرر ان يصل اليوم الاثنين الى طرابلس وفد مغربي برئاسة مصطفى المنصوري رئيس مجلس النواب ويضم وزيري الدولة (نائبي رئيس الحكومة) محمد اليازغي ومحند العنصر لازالة من علق من توتر في العلاقات وتطويق اي تداعيات قد تكون نجمت عن حضور عبد العزيز وانسحاب الوفد المغربي والحملة الصحفية المغربية التي تعرض لها و لازال الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي.

وقال الوزير محمد اليازغي ل"القدس العربي" ان لقاء الوفد المغربي مع الرئيس الليبي اشارة على رغبةت الطرفين في الحفاظ على علاقات الاحترام والتعاون ان كان على الصعيد الثنائي او على الصعيد المغاربي.

الا ان موقف الحكومة المغربية لم يلق ارتياحا في الاوساط الصحفية المغربية التي تخوض حربها الخاصة مع ليبيا منذ رفع الرئيس الليبي دعوة قضائية ضد ثلاث صحف وحكم فيها بغرامة تصل الى اكثر من 360 الف دولار بحق هذه الصحف.

واظهرت عناوين وتعليقات هذه الصحف عدم مصداقية التوضيح الليبي وتقترح ان المذكرة محاولة من طرابلس لغسل يدها من دعوة وفد جبهة البوليزاريو للاحتفالات وفيما قالت صحيفة اخبار اليوم ان المذكرة الليبية جاءت لتنقذ الدبلوماسية المغربية من ورطة تدبير الازمة التي نشأت مع طرابلس قالت صحيفة الجريدة الاولى المستقلة انه كان على الحكومة المغربية صونا لمشاعر الشعب المغربي "ان كانت بالفعل تحس بنبضه، ان تتخذ قرارا سياديا وتستدعي سفيرها في طرابلس وتطرد سفير القذافي من الرباط".

وتبادلت الصحف المستقلة هجمات مع صحيفة "العلم" لسان حزب الاستقلال، حزب الذي كان زعيمه عباس الفاسي بصفته رئيسا للحكومة رئيسا للوفد المغربي الذي كان في طرابلس والتي حملت الاصحف المستقلة مسؤولية التوتر الذي عرفته العلاقات مع طرابلس.

وقالت "العلم" انه اذا كان "يصعب التكهن بالسبب الحقيقي الذي دفع المسؤولين في الشقيقة ليبيا إلى الاقدام على هذا القرار (دعوة محمد عبد العزيز)، ولكن يمكننا أن نتحدث عن احتمالات عديدة أهمها الحملة الصحافية المعادية المنظمة التي استهدفت رئيس هذا البلد الشقيق باسم حرية الصحافة والتعبير، بيد أن دولا أخرى كانت تعيش أحداثا دامية بسبب الاحتجاج على ما اعتبرته المعارضة تزويرا في الانتخابات الرئاسية لم تلق نفس الاهتمام من هذه الأقلام "الغيورة" على الديمقراطية وحقوق الانسان. ويحق للملاحظ الآن أن يحمل مسؤولية ما حدث للذين وقفوا وراء الحملة الاعلامية المخطط لها، إذ قد يفهم المراقب ردة فعل مسؤول تعرض إلى حملة عنيفة."

واضافت "العلم": "لا يهمنا أن ندخل في التفاصيل المتعلقة بأشياء أخرى، ولكنا نعتبر دوما المصلحة العليا لبلادنا فوق كل المساومات الصغيرة، ففي الشقيقة ليبيا يوجد أكثر من 250 ألف مغربي، وقضية وحدتنا الترابية تجتاز ظروفا دقيقة ومن واجبنا ومن صميم مسؤوليتنا صيانة مصالح بلدنا، لا أن نضرب بالحجارة في جميع الاتجاهات، ولا أن نختار من نضربه بهذه الحجارة لحساب طرف ما."

وكانت العلم قبل اندلاع ازمة الاحتفالات وفي خضم الموجهات القضائية بين الصحف المغربية المستقلة والرئيس معمر القذافي قد نشرت تقريرا ايجابيا مطولا عن ليبيا ونظامها السياسي.

ودعا علي انوزلا مدير يومية "الجريدة الاولى" لـ"الحفاظ على مشاعر المغاربة" ان تعتذر صحيفة "العلم"، "جريدة الوزير الاول" لقرائها عن المديح المطول والمستفز للديكتاتور الليبي."

ووصفت صحيفة المساء موقف صحيفة "العلم" بـ"الخطوة الغريبة" وقالت "كأن جريدة حزب الوزير الاول تجرعت اهانة القذافي للشعب المغربي".

جبهة البوليزاريو تجاهلت مذكرة الخارجية الليبية للسفارة المغربية واكدت مشاركتها الرسمية بالقمة الافريقية واحتفالات الفاتح بطرابلس ونددت بالموقف المغربي الذي وصفته بالابتزازي.

وحرص مجلس الوزراء البلوليزاريو السبت على تجديد تهنأته الشعب الليبي الشقيق، بقيادة القائد معمر القذافي، بمناسبة مرور 40 سنة على انتصار ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة، وهي الذكرى التي تمر على الجماهيرية الليبية وقد ازدانت بالانتصارات والانجازات، داخلياً وخارجياً"

استنكر المجلس، حسب بلاغ صدر امس الاثنين "سلوك الوفد المغربي المدعو للمشاركة في هذه الاحتفالات وانسحابه غير المبرر في آخر لحظة، معتبراً إياه تصرفاً غير مسؤول وغير ودي تجاه الشعب الليبي الشقيق".

وعبر المجلس عن استغرابه حيال الأعذار الواهية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبرر هكذا تصرف، معتبرا أنه لا يمكن للحكومة المغربية التحجج برفض الجلوس إلى جانب وفد صحراوي، لأنها طالما جلست على طاولات المفاوضات المباشرة مع جبهة البوليزاريو، حيث كان آخر لقاء مباشر بين الطرفين هو ذلك الذي شهدته جمهورية النمسا في شهر اب/أغسطس الماضيز

وقال البيان إن مثل هذا السلوك لا يمكن تفسيرة إلا أنه سعي لاتبزاز الجماهيرية العظمى في عيدها الأربعين، والتدخل في قرارها السيد في استضافة من تشاء، في محاولة مفضوحة لجعلها تعدل عن استضافة ممثلي البوليزاريو الذين ظلوا حاضرين على الدوام، ومنذ سبعينيات القرن الماضي، في مناسبات وأعياد وذكريات الشعب الليبي الشقيق".

وقال مصطفى البشير السيد عضو الأمانة الوطنية وعضو وفد الجبهة المشارك بالاحتفلات الليبية للجبهة أن المشاركة الصحراوية في احتفالات ثورة الفاتح إلى جانب القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي، يعد تأكيد على الانتماء إلى الاتحاد الإفريقي والقارة الإفريقية ودليل عل عمق علاقاتها مع ليبيا.

وأوضح "أن الاستقبال الرسمي وكرم الضيافة الذي حظي به الوفد الصحراوي خلال إقامته، دليل على قوة العلاقات مع ليبيا.

واكد البشير مصطفى السيد ان البوليزاريو دعيت رسميا للمشاركة في الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ40 لثورة الفاتح من سبتمبر، إلى جانب العديد من دول العالم من بينها المغرب، وأن الوفد المغربي انسحب من الاحتفالات عندما لاحظ وجود الوفد الصحراوي، واصفا هذا التصرف بـ"اللامسؤول".