رمز الخبر: ۱۵۶۷۰
تأريخ النشر: 15:18 - 19 September 2009
عصرایران - عاد التوتر بين الدولتين الجارتين ماليزيا وإندونيسيا يطفو على السطح من جديد على خلفية نشر ماليزيا إعلان ترويج سياحي نهاية الشهر الماضي, يحوي مقطعا من رقصة "بينديت" الإندونيسية التقليدية، التي يعود أصلها لجزيرة بالي الإندونيسية.

ردة الفعل الإندونيسية ظهرت هذه المرة بشكل حاد وملفت حيث شكل قوميون إندونيسيون جبهة ضد ماليزيا, أعلنوا فيها استعدادهم خوض حرب ضد الدولة الجارة، ونظموا عدة مسيرات مناهضة لها في شوارع العاصمة الإندونيسية جاكرتا تخللتها عروض قتال بالسلاح الأبيض.

كما نظمت مسيرات احتجاجية أمام السفارة الماليزية بجاكرتا رشق خلالها المتظاهرون السفارة بالبيض الفاسد, متوعدين الجالية الماليزية في إندونيسيا حيث قام بعضهم بحملات تفتيش عن مواطنين ماليزيين في بعض مناطق العاصمة الإندونيسية.

الرد الرسمي تمثل بمطالبة الرئيس الإندونيسي سيسيلو بامبنغ يديونو الحكومة الماليزية بالتعامل بحذر شديد مع القضايا الحساسة المتعلقة بثقافة الشعبين, مشيرا إلى أن استخدام الماليزيين الرقصة الإندونيسية التقليدية في الإعلان الترويجي كان له نتائج سلبية أثارت غضب الإندونيسيين.

وقال أثناء مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع وزرائه لمناقشة العلاقة مع ماليزيا "آمل من الحكومة الماليزية إباد المزيد من الاهتمام بالقضايا المتصلة بالثقافة وحقوق الملكية الفكرية للإندونيسيين, وألا تدع هذه المسألة تسيء للعلاقة بيننا".

من جانبها أوفدت الحكومة الماليزية وزير خارجيتها حنيفة أمان للقاء نظيره الإندونيسي حسن ورايودا لبحث المسألة, بعد أن تناقلت وسائل إعلام أنباء عن استهداف مواطنين ماليزيين في إندونيسيا.

وقال حنيفة في حديثه للصحفيين في كوالالمبور "من المناسب أن نلتقي لبحث آلية لتخفيف التوتر, ومعالجة وتقليل النظرات السلبية تجاه ماليزيا عند ثلة من الناس هناك", موضحا أن إدراج رقصة بينديت كان خطأ غير مقصور من قناة ديسكفري العالمية التي نشرت البرنامج الترويجي.

اتفاق حكومي وشعبي

وأوضح النائب لطفي حسن -نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإندونيسي- أن الحكومة ومجلس النواب وكافة الفعاليات الحزبية والشعبية متفقة على ضرورة احترام الثقافة الإندونيسية ورفض المساس بها, وليست المسألة متوقفة على هذه الرقصة وإنما هناك موقف مبدئي لدى الجميع من هذه القضية.

وبين النائب حسن في حديثه للجزيرة نت "أنه رغم هذا الموقف لدينا فإننا نعارض بشدة أي تصرفات تخرج بالاحتجاجات الشعبية عن الإطار السلمي الأخلاقي المسموح به, ولسنا مع أي تحرك يسيء للعلاقات الأخوية التاريخية مع ماليزيا", مشيرا إلى رفض المجموع الإندونيسي لما تناقلته وسائل الإعلام من استهداف جماعات إندونيسية لمواطنين ماليزيين في جاكرتا وغيرها من المدن الإندونيسية.

وأضاف أن هناك تحركا على المستوى الرسمي والنيابي لتطويق الأزمة واحتوائها خصوصا مع زيارة وزير الخارجية الماليزي للبلاد, واعتذار حكومته عن الحادثة وتقديم الإيضاحات بشأن حدوثها.

بدورها نظمت مجموعة من الفعاليات الشعبية حملة مقاطعة لماليزيا شملت البضائع ومجالات السياحة, كما أعلنت بعض الجامعات الإندونيسية عزمها منع تدريس الطلبة الماليزيين فيها.

يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي ينشأ فيها توتر بين الجارتين بسبب قضايا ثقافية, حيث سبق أن ثارت عدة خلافات بينهما حول هذه القضايا, كان آخرها في أكتوبر/تشرين الأول 2007 على أغنية عاطفية رائجة بعنوان "مشاعر الحب", التي قال الإندونيسيون إنها أغنيتهم، في حين استخدمتها ماليزيا في حملة للترويج السياحي أيضا.