رمز الخبر: ۱۵۷۳۹
تأريخ النشر: 11:39 - 22 September 2009

عصرایران - (رويترز) - يستضيف الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء أول قمة فلسطينية اسرائيلية في عهده لكن الفرصة أمامه محدودة لتحقيق انفراجة تسمح باستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة.

وينخرط أوباما في أكثر وساطة دبلوماسية مباشرة له في الشرق الاوسط حين يستضيف يوم الثلاثاء في نيويورك الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل يوم من الخطاب الذي سيلقيه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة.

ومع تمسك كل جانب بموقفه قد لا يتمخض الاجتماع وهو الاول بين عباس ونتنياهو عن أكثر من مناسبة للتصافح بالايدي بدلا من الانقلاب الدبلوماسي الذي أمل البيت الابيض ان يحققه في وقت ما.

وحرصت كل الاطراف على خفض سقف التوقعات.

واعلن البيت الابيض يوم الاثنين انه لا يعلق "امالا كبيرة" على الاجتماع وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض ان اوباما لا يعلق امالا كبارا على نتائج محادثات الشرق الاوسط.

وقال جيبز للصحفيين "لا نعلق امالا كبيرة على مجرد اجتماع واحد سوى مواصلة...العمل الشاق..دبلوماسية يوم ليوم التي يجب ان تبذل سعيا لتحقيق سلام دائم."

وأفضل فرصة أمام أوباما للخروج بشيء من هذه المحادثات هو ان يجد سبيلا لتضييق الهوة بين اسرائيل والفلسطينيين او انتزاع مجرد تنازلات متواضعة تكشف عن حسن النوايا.

وخفتت امال تحقيق انفراجة من قمة يوم الثلاثاء بعد ان عاد جورج ميتشل مبعوث أوباما الخاص الى الشرق الاوسط من المنطقة يوم الجمعة الماضي بعد مهمة مكوكية دون ان يتوصل الى اتفاق مع اسرائيل بشأن فرض قيود على البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.

وتبادل الجانبان الاتهامات وتحميل الاخر مسؤولية فشل مهمة ميتشل واحباط الجهود الامريكية لانعاش مفاوضات السلام.

وأوضح رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي سيجتمع يوم الثلاثاء مع الرئيس الفلسطيني للمرة الاولى منذ توليه رئاسة الحكومة الاسرائيلية في مارس اذار من خلال متحدث باسمه انه سيدافع عن التوسع في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في مواجهة مطالب من عباس ومن اوباما بوقف البناء في المستوطنات.

وفيما يعكس تصريحات مسؤولين فلسطينيين يقولون ان الاجتماع الذي سيعقد على هامش دورة الجمعية العامة للامم المتحدة لا يعني العودة الى عملية التفاوض التي توقفت في ديسمبر كانون الاول قال بيني بيجن حليف نتنياهو ان "القمة لن تمثل بداية المفاوضات."

وعبر بيجن الوزير بالحكومة الاسرائيلية عن مشاعر الاستياء ازاء الضغوط التي تمارسها الادارة الجديدة في البيت الابيض على حليفها الرئيسي في الشرق الاوسط للوفاء بتعهد قطعته اسرائيل عام 2003 بوقف التوسع في المستوطنات.

وقال بيجن لراديو الجيش "الولايات المتحدة والدول الاوروبية جعلت الفلسطينيين يعتقدون انهم سيحصلون على أي شيء يريدونه مع تقديم رأس اسرائيل كطلب اضافي الى طبق ماكدونالد رخيص."

وأضاف "لكن هذا لن يحدث."

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان التدخل الشخصي لاوباما محل ترحيب.

وذكر ان الرسالة الواضحة التي بعث بها المجتمع الدولي للجانبين على مدار الاشهر الثمانية الاخيرة تشير الى ضرورة الوفاء بالتزاماتهما لتهيئة مناخ لاستئناف المحادثات وان الفلسطينيين يؤيدون بشدة هذا الموقف.

وأضاف عريقات في بيانه انه لا يمكن ان تتملص اسرائيل من التزاماتها وذكر ان تجميد المستوطنات هو التزام اسرائيلي وليس شرطا مسبقا للفلسطينيين.

غير ان نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون قال ان نتنياهو يرى تجميد الاستيطان شرطا مسبقا "غريبا غير مألوف" واتهم عباس بالتنصل من تعهداته التي قطعها في عام 2003 بموجب " خارطة الطريق" التي تدعمها الولايات المتحدة. وقال ايالون لرويترز ان من بين ذلك التقاعس عن حل الجماعات المتشددة الفلسطينية.

وبالرغم من ان أوباما جعل من اقرار السلام في الشرق الاوسط أولوية لدى تسلمه الرئاسة في يناير كانون الثاني في ابتعاد عن المسار الذي اختطه لنفسه سلفه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الذي انتقد على مستوى العالم لاهماله صراع الشرق الاوسط الا انه لم يتحقق حتى الان اي تقدم ملموس.

وينظر الى تنشيط الدور الامريكي في جهود السلام الفلسطينية الاسرائيلية على انها محاولة من جانب أوباما لتحسين صورة الولايات المتحدة في العالم الاسلامي.

لكن ادارته لم تنجح حتى الان في ازالة العقبات من اجل استئناف التفاوض للتوصل الى اتفاق لاقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وحسم الخلاف حول مستقبل القدس واللاجئين الفلسطينيين.

وتمر العلاقات بين واشنطن وحليفتها الوثيقة اسرائيل بواحدة من أكثر مراحل التوتر بعد رفض الحكومة اليمينية لنتنياهو الضغوط الامريكية لوقف التوسع الاستيطاني.

وقال نتنياهو انه مستعد للتفاوض لكنه لن يستأنف المفاوضات التي كان يرعاها الرئيس الامريكي السابق من حيث توقفت في العام الماضي في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت.

ويواجه نتنياهو معارضة قوية من جانب أنصار ائتلافه الحاكم لتقديم تنازلات بشأن المستوطنات حيث يعيش نصف مليون يهودي وسط نحو ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية وهي أراض احتلتها اسرائيل في عام 1967 .

وقال مسؤولون اسرائيليون الاسبوع الماضي ان نتنياهو عرض على المبعوث الامريكي تجميد الاستيطان لمدة تسعة أشهر في الضفة الغربية لكن واشنطن تريد تجميده لمدة عام على الاقل لاقناع عباس باستئناف مفاوضات السلام التي علقت في ديسمبر كانون الاول.