رمز الخبر: ۱۵۷۴۶
تأريخ النشر: 12:36 - 22 September 2009
ان الاشتباكات بين جماعة الحوثي والحكومة اليمينة في صعدة بشمال اليمن استؤنفت خلال الايام الاخيرة بعد فترة من الهدوء وامتدت اضافة الى صعدة الى مناطق عمران وحرف سفيان.
عصر ايران – ان الاشتباكات بين جماعة الحوثي والحكومة اليمينة في صعدة بشمال اليمن استؤنفت خلال الايام الاخيرة بعد فترة من الهدوء وامتدت اضافة الى صعدة الى مناطق عمران وحرف سفيان.

وقد اندلعت الاشتباكات خلال اليومين الماضيين في حين ان مقاتلي الحوثي وحكومة علي عبد الله صالح قدم كل منهما مشروعا منفصلا لوضع نهاية للاشتباكات والتوصل الى اتفاق.

وواضح تماما بان الطرفين على استعداد كبير للتخلي عن الاشتباكات واللجوء الى المحادثات السياسية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا يتم انتهاك الاتفاقات بهذه السهولة؟ ويتحدث الجانبان عن وجود دولة "اخرى" تعتبر العامل الرئيسي لارباك الاتفاقات ، وطبعا فان الحكومة اليمنية تاتي على ذكر ايران لكن جماعة الحوثي وبعض المصادر المستقلة تاتي على ذكر "العربية السعودية". وواضح تماما بان ايران لاترغب اطلاقا بالتدخل في هذا الموضوع كما ان امكانية التدخل الايراني – الدعم التسليحي – مستحيلة بسبب عدم وجود حدود برية او مائية مشتركة لذلك فان اقحام ايران في هذه القضية امر لا اساس له اطلاقا. لكن فيما يخص التدخل السعودي في الاشتباكات اليمنية يمكن الاشارة الى النقاط التالية :

1- ان السعودية تستولي منذ القدم على ثلاث محافظات يمنية وهي عسير ونجران وجيزان. ووفقا لاتفاق الطائف الذي ابرم عام 1934 فقد تقرر ان تعيد السعودية هذه المحافظات الثلاث الى اليمن عام 1954 لكن وبسبب تمديد الاتفاق خلال الاعوام 1954 و 1974 و 2004 ظلت السعودية تسيطر على هذه المحافظات. ويقال ان السعودية ومن خلال التمديد المتكرر لاتفاق الطائف قامت بضم هذه المحافظات الى اراضيها.

2- ان السعودية واليمن تعدان الدولتين الوحيدتين في الشرق الاوسط اللتين لم يتم تحديد حدودهما المشتركة بسبب تزايد الخلافات الحدودية وفي الحقيقة اطماع السعودية بالاراضي اليمنية وهذا الامر اسفر منذ استقلال اليمن عن اندلاع اشتباكات كل عامين مرة في المتوسط.

3- ان السعودية تستولي على عدة جزر يمنية حساسة في البحر الاحمر وبحر العرب. وقد استولت القوات السعودية قبل 10 اعوام على جزيرة "دئوهوراب" اليمنية واعلنت انه طالما لم يتخل اليمن عن جزيرة "عاشق" المتعلقة باليمن نفسه فانها ستظل تستولي على هذه الجزيرة. وفي هذا العام اي 1998 استولت السعودية على جزيرة يمنية اخرى وهي الدويمة في البحر الاحمر عن طريق الاشتباكات العسكرية. وتسيطر السعودية في الوقت الحاضر على اكثر من عشر جزر يمنية.

4- لقد عارضت السعودية توحد اليمنين وهي تبذل محاولات الان لفصل الجزء الجنوبي من اليمن عن شماله. وكان اليمنان الشمالي والجنوبي قد اتحدا عام 1990 بعد اعوام من الانفصال الا ان السعودية ومن خلال علاقاتها التقليدية مع اليمن الجنوبي حاولت تدمير الوحدة بين اليمنين وجعلت علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض زعيمي اليمنين في مواجهة احدهما الاخر. وقبل ذلك قامت السعودية من خلال تقديم الاموال لقادة القبائل اليمنية بايجاد مواجهات 9 اشهر بعد تاسيس اليمن. وقد اشتد الصراع بين الرئيس اليمني ومساعده يوما بعد يوم الى ان توصل الجانبان عام 1994 الى اتفاقات مهمة في عمان. وتوجه علي سالم البيض من عمان الى السعودية وقدم تقريرا عن الاتفاقات الى المسؤولين السعوديين. وهذا الامر تسبب في اندلاع الاشتباكات العسكرية بين الجزئين الجنوبي والشمالي من اليمن بعد 24 ساعة من اتفاق عمان. واستمرت الاشتباكات شهرا واحدا وانتهت بعد فرار 200 الى 300 من قادة الجزء الجنوبي من اليمن الى الرياض وسيطرة قوات علي عبد الله صالح على عدن.



5- وخلال الاشتباكات التي وقعت عامي 1994 و 1995 ارسلت السعودية عددا كبيرا من ضباطها الى اليمن الجنوبي ليقاتلوا الى جانب علي سالم البيض ضد قوات اليمن الشمالي. وآنذاك ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية بان السلطات السعودية استاجرت 12 مقاتلة ميغ 29 مع طياريها الروسيين ووضعتها بتصرف علي سالم البيض. وقد انفقت السعودية ملياري دولار خلال هذه الاشتباكات انفق القسم الاعظم منها لشراء الاسلحة من اوكرانيا وبلغاريا وبولندا وارسالها الى ساحات القتال عن طريق ميناء المكلا الواقع في اليمن الجنوبي. وخلال هذه الاشتباكات قتل واصيب 200 الى 300 الف يمني بسبب السياسات والسلاح السعوديين.

6- وخلال الحروب الداخلية اليمنية قدمت السعودية مشروعا من 5 مواد الى الاعضاء الدائمين لمجلس الامن الدولي يتضمن الاعتراف بانفصال اليمن الجنوبي عن اليمن. واضافة الى ذلك اقنعت السعودية اعضاء مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي – ماعدا قطر – بالاعتراف بانفصال اليمن الجنوبي عن اليمن. وهذا الامر تسبب باحتجاج على عبد الله صالح الذي القى كلمة في محافظة حضرموت توجه فيها الى الحكومة السعودية وقال "اننا ندعوهم الى عدم التدخل في شؤوننا الداخلية ... اننا موجودون على الخريطة الجغرافية وان شعبنا هو شعب تاريخي وان بلدنا كان موجودا منذ القدم لا منذ 60 عاما – اشارة الى السعودية كونها لم تكن دولة مستقلة قبل انهيار الحكومة العثمانية – وليس بامكان احد محونا من على الخريطة الجغرافية".

ويبقى ان نقول بان الزيدية الذين يقطنون شمال اليمن شكلوا على امتداد التاريخ العقبة الاهم امام سيطرة السعودية على اليمن. ان الاشتباكات السائدة في صعدة بشمال اليمن والتي امتدت الى محافظتي عمران وحرف سفيان توفر ظروفا مؤاتية جدا للسعودية. ان السعودية لا تواجه مشاكل في جنوب اليمن. فالسعودية تمارس السيطرة عمليا على القسم الجنوبي من اليمن عن طريق الوهابيين واليهود والحنابلة اليمنيين الذين يقطنون الى القرب من مثلث السعودية ، عمان واليمن وعن طريق دفع الاموال الى قادة القبائل في جنوب اليمن. وفي الوقت الحاضر فان قوات علي سالم البيض تتواجد في جنوب اليمن من خلال تمتعها بالسلاح السعودي والغطاء الاستخباراتي الذي توفره لهم السعودية وهذه القوات مستعدة لشن حرب ضد الجزء الشمالي من اليمن.