رمز الخبر: ۱۵۸۵۰
تأريخ النشر: 14:12 - 26 September 2009
yahoomail.com
عصر ايران / خاص – لقد القى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة وكذلك الرئيس الامريكي باراك اوباما. وكان اوباما قد قال في وقت سابق انه يمد يد الصداقة نحو ايران شرط الا تجعلها على شكل قبضة. كما قال احمدي نجاد في مستهل زيارته لنيويورك ردا على سؤال حول العلاقات مع اميركا "كل من يمد يده بصدق فان الشعب الايراني سيشد عليها بحرارة".

ومنذ بداية العام الحالي ارسل البلدان الى احدهما الاخر علامات ورسائل علنية وسرية يمكن الاشارة الى ارسال اوباما رسالتين سريتين الى كبار المسؤولين الايرانيين – حيث بث خبر ذلك ولم يتم نفيه-.

وخلال الاحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية في ايران ، وفي حين اتخذت بعض الدول الاوروبية مواقف حادة ضد ايران وحتى انها هددت بسحب سفرائها من ايران (الشئ الذي لم يحدث اطلاقا) ، فان ادارة اوباما اتبعت سياسة حذرة وحاولت اتخاذ موقف بشكل لا يزعج المحتجين والا يسئ الى حكومة احمدي نجاد.

ان ادارة اوباما ومن خلال طرح دبلوماسية البوينغ تحدثت مرة اخرى عن اقامة علاقات دبلوماسية. كما قال برجينسكي اخيرا في تصريح غير مسبوق بانه يجب منع الهجوم العسكري الاسرائيلي على ايران واذا ما حلقت الطائرات الاسرائيلية في سماء العراق وهي في طريقها لمهاجمة ايران فانه يجب منع هذا الهجوم حتى اذا تطلب الامر اسقاط الطائرات الاسرائيلية وتعقيد الوضع و... .

كل هذا مؤشر على ان وراء الكواليس ثمة تطورات تحدث حول العلاقات بين ايران واميركا. ويجب القول انه الى جانب هذه العلاقات الايجابية فان الادبيات الامريكية المتسمة بالتهديد رغم خفة حدتها مازالت قائمة لكن يجب القول بان الظروف للحوار بين ايران واميركا رغم انها غير مثالية لكنها افضل من السابق.

وفي مثل هذه الظروف فان رئيسي ايران واميركا يشاركان في اهم اجتماعات دولية في اهم منظمة دولية ويلقيان كلمة فيها.

ونظرا الى شعارات الجانبين حول حسن النية والصداقة ، فان المتوقع كان ان يبقى كل منهما داخل قاعة الجمعية العامة اثناء القاء الاخر كلمته.

لذلك فعندما القى اوباما كلمته فان احمدي نجاد فعل الشئ الذي كان متوقعا ، فهو استمع الى كلمة اوباما في اطار ما كان قد قاله حول حسن النوايا والاستعداد للاصغاء والمحادثات.

لكن وبعد كلمة اوباما وعندما وصل الدور الى احمدي نجاد ليلقي كلمته ، غادر الرئيس الامريكي الذي كان قد تحدث مطولا عن حسن النوايا ومد يد الصداقة وقضايا من هذا القبيل وجعل من "التغيير" شعاره الرئيسي ، غادر قاعة الاجتماع ليثبت بهذه الطريقة ازدواجية الكلام والتصرف ويوجد شكوكا جادة حول النية الحقيقية لاميركا حول الحوار مع ايران.

لذلك فانه اذا كان مقررا نقد اجراء احد الرئيسين ، فان من منطلق الواقع يجب القول بان قرار اوباما بعدم الحضور يستحق النقد واللوم.

وهنا يجب ان نوجه الانتقادات الحادة الى اوباما من انه على الرغم من الشعارات الطنانة حول التغيير التي كان يطرحها ، فانه اتبع سلوكا يشبه بالضبط سلفه جورج بوش.

ولكن عندما القى رئيس الوزراء الاسرائيلي كلمته يوم الجمعة امام الجمعية العامة وانتقد فيها ممثلي الدول التي حضرت للاستماع الى كلمة احمدي نجاد ، يصبح من الواضح تماما اين تكمن المسالة وان اوباما الذي يدعي التغيير يخضع الى اي حد لتاثير اللوبي الاسرائيلي بحيث انه لا يستطيع الالتزام بشعاراته حتى.