رمز الخبر: ۱۶۰۶۳
تأريخ النشر: 11:02 - 03 October 2009

عصرایران -  لخصت سيدة فلسطينية كانت تنتظر الافراج عن قريبة لها من قبل الاسرائيليين في اطار صفقة تبادل الاسرى مع حركة 'حماس' المشهد الفلسطيني برمته، عندما قالت في مقابلة مع تلفزيون السلطة في رام الله، ان الفضل في الافراج عن هؤلاء الاسيرات يعود للمقاومة 'البطلة' في وجه الاحتلال، فما كان من المذيع الا الابتعاد عنها، وقطع المقابلة معها بسرعة مريبة.


شريط فيديو لا تزيد مدته عن دقيقة واحدة، يؤكد ان الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط ما زال على قيد الحياة وبصحة جيدة، كان النقطة الحاسمة في تحقيق هذا الانجاز الكبير، ورسم بشائر الفرحة على وجوه مئات العائلات الفلسطينية التي استقبلت اسيراتها يوم امس، بعد طول معاناة خلف قضبان سجون الاحتلال.

المفاجأة جاءت بعد مفاوضات مضنية تمت خلف الغرف المغلقة، وبوساطات متعددة الاطراف، من قبل مصر وجمهورية المانيا الاتحادية التي دخلت على الخط مؤخرا، واعطى هذا الدخول زخما متميزا لهذه المفاوضات المتعثرة.

الشعب الفلسطيني الذي تابع فصول هذه القضية ومعه كل الشعوب العربية عبر شاشات التلفزة طوال الايام الثلاثة الماضية، تجددت قناعته الراسخة بان الاسرائيليين لا يتجاوبون الا مع لغة المقاومة، وليس مع سياسات الاستجداء والتنازلات المجانية، فهكذا فعلوا اثناء صفقة التبادل او ما سمي حينها بصفقة النورس التي افرجت اسرائيل خلالها في الثمانينات عن مئات الاسرى الفلسطينيين والعرب، مقابل افراج الجبهة الشعبية/القيادة العامة عن جنديين اسرائيليين في المقابل، او اثناء تسليم حزب الله اللبناني جثامين جنود اسرائيليين قتلوا على ايدي رجال المقاومة في لبنان مقابل مئات الاسرى اللبنانيين والفلسطينيين وجثامين الشهداء قبل عام تقريبا.

السلطة الفلسطينية في رام الله بدت محرجة كثيرا من جراء عملية الافراج هذه التي شملت في معظمها اسيرات من حركة 'فتح' حزب السلطة، او فصائل تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية الداعمة للرئيس محمود عباس، لان هذا يعني ان حركة 'حماس' تعاملت مع جميع الاسرى الفلسطينيين دون اي تفرقة او تحيز.

الامر المؤكد ان شريط الفيديو المذكور على قصره ينطوي على درجة كبيرة من الاهمية، لانه اثبت ان الجندي الاسرائيلي ما زال على قيد الحياة، ولم يقتل اثناء العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة، مثلما تردد على لسان بعض المسؤولين في حركة 'حماس' في ذروة المواجهات الدامية.

فالحكومة الاسرائيلية التي تتعرض لضغوط مكثفة من قبل الرأي العام للافراج عن جنديها الاسير كانت بحاجة الى هذا الاثبات لمواصلة المفاوضات، والافراج عن المزيد من الاسرى في صفقة جديدة.

بنيامين نتنياهو نفى ان تكون هذه الصفقة وشيكة، وهذا امر متوقع من شخص مثله، ولكن هناك مؤشرات كثيرة تقول ان اختراقاً كبيراً قد حدث بسبب براعة الوسيط الالماني، وخبرته الطويلة في هذا الخصوص التي اكتسبها من خلال وساطات سابقة بين اسرائيل وحزب الله. وعلينا ان نتوقع اخباراً سعيدة للطرفين قريباً جداً.