رمز الخبر: ۱۶۱۴۶
تأريخ النشر: 11:54 - 05 October 2009
عصرایران - (رويترز) - حفر اندونيسيون حفرة يوم الاحد من أجل اجراء دفن جماعي في مدينة بادانج التي ضربها زلزال بينما واصل قرويون في التلال القريبة الحفر في الطين بالجرافات الخشبية بحثا عن مئات دفنوا نتيجة لانهيارات أرضية.

وقالت فرق الانقاذ التي تنقب بين الانقاض ان الامل ضعيف في العثور على المزيد من الناجين من الكارثة التي تقول السلطات انها ربما أودت بحياة ثلاثة آلاف شخص.

ومع توغل فرق الانقاذ في العمق وراء المدينة الساحلية عثروا على قرى بأكملها طمستها الانهيارات الارضية وعلى ناجين مشردين في حاجة ماسة للطعام والماء والمأوى.

ذو الفهم (39 عاما) الذي كان في قرية كابالو كوتو قرب بريامان على مسافة ما يقرب من 40 كيلومترا شمال باندانج كان بصحبة 36 من أفراد عائلته عندما ضرب زلزال بقوة 7.6 على مقياس ريختر المنطقة وقال "انا الوحيد الباقي.

"طفلي وزوجتي وحماتي كلهم ماتوا. انهم تحت الارض الان."

وابلغت وزيرة الصحة الاندونيسية سيتي فضيلة سوباري رويترز بالهاتف ان تقديرات الحكومة لعدد القتلى قد تصل الى ثلاثة الاف مضيفة ان انتشار الامراض صار مبعث قلق خاصة في مدينة بادانج حيث تنبعث الروائح النتنة للجثث المتحللة من المباني المدمرة.

وقالت "نحاول انتشال الناس من تحت الانقاض موتى كانوا او احياء. نحاول مساعدة الناجين كي يظلوا على قيد الحياة. نركز حاليا على تقليل حالات الوفاة بعد الزلزال الى أدنى درجة."

وفي مدينة بادانج الساحلية التي يقطنها 900 الف نسمة وكانت في وقت من الاوقات مركزا لتجارة التوابل مازال رجال الانقاذ ينقبون بين المباني المنهارة بحثا عن مايصل الى الاف الاشخاص الذين مازالوا مدفونين.

وقال عامل انقاذ بريطاني يدعى بيتر اولد من فريق (رابيد يو كيه) للاغاثة "نقوم بعمليات التحقق الاخيرة قبل ان نعلن انتهاء مرحلة الانقاذ. نعتقد اننا بصدد نهاية مرحلة الانقاذ.

"لا توجد فرصة تذكر في العثور على احياء."

وحفرت حفرة في مقبرة تانجول هيتام العامة في بادانج من أجل اجراء دفن جماعي لاحدى عشرة جثة لم يتم التعرف على أصحابها عثر عليها في فندق أمباكانج المدمر الذي يعود تاريخه الى حقبة الاستعمار الهولندي وهو احد معالم بلدة مشهورة في كل انحاء اندونيسيا بطعامها الحار واسقفها شديدة الانحدار.

وفشلت عملية انقاذ كبيرة في الفندق تضمنت فرقا دولية تساعدها الكلاب المدربة في العثور على ناجين بين أطلال الفندق.

ولم يتبين بعد في مناطق أبعد مستوى الدمار الذي أحدثه الزلزال حيث ابتلعت انهيارات الطين والصخور خمس قرى على الاقل. وأصاب أحد هذه الانهيارات الارضية حفل زفاف.

وقال رستم باكايا رئيس مركز الازمة بوزارة الصحة "نقدر ان 600 شخص قتلوا في القرى الواقعة بباريامان." وباريامان التي تقع قرب مركز الزلزال هي احدى اشد المناطق تضررا من الزلزال.

واضاف "دفنت مئذنة ارتفاعها 20 مترا في احدى القرى بشكل كامل.. ومن ثم فاني افترض ان القرية باكملها دفنت جراء انهيار ارضي عمقه 30 مترا."

وفي منطقة ريفية اخرى قال احد السكان ان الوقت فات لتقديم العون.

وقال وهو يشير الى انهيار صخري قطع احد الطرق "لا تزعجوا انفسكم بمحاولة نقل مساعدات الى هناك. الجميع ماتوا."

لكن مناطق أخرى مازالت في حاجة ماسة الى المساعدات.

وقال هيري المسؤول في سونجاي ليماو "لم يكن لدينا طعام سوى المعكرونة سريعة التجهيز لاربعة أيام. هناك العديد من المصابين ونحتاح الى مساعدة طبية."

ونشرت على لوحة اعلانات في مكتبه أسماء ضحايا تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و95 سنة.

وقالت وكالة ادارة الكوارث في اندونيسيا ان الزلزال دمر 20 الف مبنى وان معظم المقار الحكومية دمرت.

وقال ايكو سهادي المتحدث باسم الصليب الاحمر الاندونيسي "من شأن الضرر الذي تعرضت له البنية الاساسية على نطاق واسع ان يجعل من الصعب ان تنهض المدينة من جديد."

وفي علامة على العودة البطيئة للحياة الطبيعية أعادت المحال التجارية فتح أبوابها في بعض مناطق بادانج وازدحمت مطاعم البيتزا بالاكلين.

لكن بالقرب من الحي الصيني الذي سبب فيه الزلزال خسائر شديدة كانت هناك ست نساء تسحبن المياه القذرة من مصرف للامطار الموسمية.

وتقع بادانج على اكثر خطوط الفوالق الزلزالية نشاطا في العالم لكن جيولوجيا قال ان المدينة اسيء تخطيطها ولا تزال معرضة لخطر ان تمحى من من الوجود اذا ضربها زلزال اكثر قوة في السنوات العشر المقبلة.

وقال داني هيلمان من معهد العلوم الاندونيسي "اعتقد ان بادانج غير مستعدة (للزلازل) تماما. وبشكل عام فان المباني الموجودة ليست مصممة لمقاومة الزلازال وهذا سبب ضخامة حجم الدمار."