رمز الخبر: ۱۶۲۸۸
تأريخ النشر: 11:34 - 10 October 2009
مصیب نعیمی
عصرایران - القدس والاقصى هما رمز كرامة الامة الاسلامية وهو أمر يعرفه العدو الصهيوني المحتل خير معرفة، ولذا فهو يمارس ضدهما أبشع انواع الاجرام، فضلا عن جرائمه المتواصلة في الاراضي المحتلة وبحق الفلسطينيين العزل. وان لم نخرج عن صمتنا كمسلمين أمام ما يجري في ظل الاحتلال اليوم من تهويد وحصار وتدمير، سيكون خيانة لا تغفرها لنا الاجيال القادمة، بل ستحاسبنا عليها، وحينها لن يكون لدينا ما نقوله حول سبب تقاعسنا وتهاوننا في هذه المرحلة التأريخية العصيبة التي فرضتها علينا بعض القوى الكبرى التي وقفت بكل قوتها الى جانب الاحتلال الصهيوني وارتضينا بها دون ان نحاسب انفسنا على عجزنا، كدول صاحبة جيوش، عن مقارعة عدو مني بشر الهزيمة والاذلال امام جماعة مؤمنة قاومته وصدته وألحقت العار به.

ان القوى الكبرى التي احتضنت الاحتلال الصهيوني ورعته في قلب الارض الاسلامية، اوحت ان بالامكان استعادة الحق ايضا عن طريق السياسة بدل المقاومة والصمود، وعملت على استصدار قرارات دولية تدعو في ظاهرها الى انسحاب العدو من الاراضي المحتلة، ومن ثم حثت على الدخول في ما يسمى مفاوضات ومعاهدات سلام تطبيقا لتلك القرارات التي يتعين ان تلتزم بها هذه القوى الكبرى قبل غيرها، لكنها وقفت على مسافة متساوية من الجانبين الظالم والمظلوم في ظاهر الامر، بينما كانت مغ الظالم تدعمه وترعاه فيما يرتكبه من اجرام ونحن نقف موقف الشاهد دون ان نحرك ساكنا، حتى بات العدو، حسب تصوره الباطل، صاحب اليد الطولى، يفعل ما يشاء دون ان يحاسبه احد ممن توسطوا في ابرام ما وصف باتفاقيات السلام، ويتعين عليهم اليوم ان يكونوا ملتزمين بها ويلزموا العدو ايضا على تطبيقها.

ان تهويد القدس وما يجري من حصار على المسجد الاقصى ومنع أبناء هذه المدينة المقدسة من الدخول اليه، ليس بالامر الذي يمكن التغاضي عنه، فهذه جريمة ضد الانسانية ولا تقرها الشرعية الدولية، ولا حتى القرارات التي صدرت من مجلس الامن الدولي والتي تدعو الى الانسحاب من الاراضي المحتلة، وهي قرارات اقرتها تلك القوى الكبرى التي تشارك اليوم الكيان الصهيوني جرائمه وتلوذ بالصمت المطبق حيالها.

فهل يحق لنا ان نسكت امام ما يجري اليوم من طمس للواقع الاسلامي في فلسطين على يد الاحتلال ومن مظالم بحق أبناء هذا الوطن؟ اننا نتحمل مسؤولية جسيمة حيال ما يجري اليوم، وقبل كل هذا لابد ان نتخلص من ايحاءات القوى الكبرى التي تتظاهر انها تتحرك من موقف وسيط محايد ونزيه، بينما الحقيقة هي انها تتلاعب وتمارس الخديعة معنا لحين يمرر العدو الصهيوني نواياه المشؤومة وحينها نكون أمام أمر واقع لا ينفع معه الندم.