رمز الخبر: ۱۶۵۲۷
تأريخ النشر: 10:58 - 17 October 2009
عصرایران - لرستان يمكن تشبيهها بأرض أحلام تقع في قلب سلسلة جبال زاكروس الوسطى، وهي كذلك معلم تراثي بارز يؤرخ للثقافة والحضارة العريقة في الأرض الإيرانية. هذه المحافظة العريقة في تاريخها والغنية بتراثها تستقبل آلاف السياح الإيرانيين والأجانب كل عام وفي مختلف فصول السنة.

إن المناظر الطبيعية الخلابة المفعمة بالخضار، والجبال الشاهقة، والبحيرات المليئة بالماء، والأنهار الجارية، والشلالات المنحدرة من الجبال، والمناظر التي يختلط فيها السراب مع الواقع، والأهوار الرائعة الجمال التي تسحر العين قبل العقل، وما يوجد فيها من آثار قديمة فريدة من نوعها كل ذلك يجعل من هذه الأرض مكاناً تتلاقى فيه حضارات مختلف الأقوام والشعوب، ويدفع بالسياح للسفر اليها من كافة المناطق الإيرانية ومن أقصى بقاع العالم.

تقع محافظة لرستان ومركزها مدينة خرم آباد في الجنوب الغربي من ايران، وتبلغ مساحتها 28 ألفاً و64 كيلومتراً، وتمتاز بتنوع مناخها بحيث يلاحظ وجود اختلاف واضح في المناخ بين المناطق الشمالية والجنوبية من المحافظة.

فالمنطقة المرتفعة في شمال المحافظة ذات مناخ شتوي يتميز ببرودته القارسة وتتساقط فيها الثلوج، أما الجنوب فيتميز بقلة تساقط الأمطار فيه وصيفه الحار، في حين نجد مناخاً معتدلاً في النواحي المركزية من المحافظة، وهذا التنوع المناخي يسهل للزائر لهذه المحافظة أن يقيم فيها في مختلف فصول السنة.

ويرى خبراء فرع منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة في محافظة لرستان أن الإهتمام بالقطاع السياحي في المحافظة وتطويره يساهم في تحسين الظروف الإقتصادية والثقافية والإجتماعية لسكان المحافظة.

يقول نائب الشؤون السياحية في فرع منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة في لرستان بهذا الصدد: إن لرستان تتمتع بطبيعة جميلة خضراء ما يؤهلها لاجتذاب عدد كبير من السياح إذا ما أعير اهتمام أكبر بها.

وأضاف محمد عزيزي قائلاً: إن سفوح جبال زاكروس تنتشر فيها غابات البلوط وتنمو فيها أنواع عديدة من النباتات منها الفستق واللوز والزيتون والجوز والعرعر والزعرور والدردار والفواكه البرية كالكمثرى والكرز البري والكرز حيث إن بعض السياج يأتون الى هذه المنطقة فقط لغرض زيارة مثل هذه المناطق.

وأشار عزيزي الى أن هناك عددا من البحيرات والتجمعات المائية (الأهوار) ذات الطبيعة الخلابة والجمال الرائع مؤهلة لكي تكون معالم سياحية بارزة في المحافظة، وقال: إن بحيرة (كهر) تعد من أهم وأجمل البحيرات الجبلية في ايران وهي تجتذب العديد من السياح على مدى فصول السنة وفي الصيف على وجه الخصوص لقضاء قسط من الوقت في الراحة والإستجمام بجوارها. وهناك بحيرة أخرى في مدينة خرم آباد تسمى (كيو). هذا عدا عن عشرة أهوار تقع في مدينة بلدختر (جنوبي المحافظة) وآخر في مدينة بروجرد جميل للغاية هو مأوى للحيوانات والطيور المائية.

 وذكر بأن التنوع في النظام البيئي في لرستان أدى الى انتشار أنواع عديدة ومتنوعة من الحياة البرية فيها فهناك أنواع من الحيوانات البرية تعيش في هذه البيئة منها الدب القهوائي والسمور والسنجاب والخنزير البري والضبع والثعلب والماعز الجبلي والكبش والنعجة والنمر والغزال وغيرها من الحيوانات البرية فضلاً عن انواع مختلفة من الطيور والكائنات والحيوانات المائية.

وحول الصفات التي يتحلى بها أهالي محافظة لرستان قال عزيزي: يتميز سكان لرستان بعدد من الخصائص والخصال الحميدة منها حبهم وكرمهم وإكرامهم للضيف ودأبهم على العمل والصبر والإلتزام بالمعتقدات الدينية والإسلامية.

وقال مشيراً الى تقاليد اللرستانيين الشعبية: لقد اعتاد أهالي لرستان إحياء حفلات الزواج باستخدام الموسيقى الشعبية المحلية التي تعتبر مهمة جداً في مثل هذه المراسم.

أما علي مرزبان الخبير بالصناعات اليدوية في لرستان فقال: تشتهر محافظة لرستان بمصنوعاتها اليدوية حيث أن لهذه المصنوعات صيت وشهرة واسعة وإن إنتاج وعرض مثل هذه المصنوعات من شأنه المساهمة في تحسين ونمو إقتصاد سكان المحافظة.

وذكر بأن من أهم الصناعات اليدوية في لرستان حياكة السجاد التي يكثر انتشارها في مدن خرم آباد وأليكودرز ودورود، وكذلك حياكة أنواع أخرى من البسط كالجليم والجاجيم. وهناك حرف يدوية أخرى يمارسها سكان المحافظة مثل الصناعات النحاسية والنقش على الأواني، الى جانب حياكة الأحذية المحلية الشعبية التي تعرف باسم (كيوة) والدباغة وانتاج العسل والألبان وغيرها من الصناعات والحرف اليدوية الأخرى التي بإمكانها المساهمة في تطوير إقتصاد المنطقة من خلال الإهتمام بها لغرض إجتذاب عدد أكبر من السياح للمحافظة من داخل ايران وخارجها .
من جانبه قال رئيس فرع منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة في محافظة لرستان: تحتل لرستان موقعاُ بارزاً ومتميزاً ومهماً في ايران والعالم من حيث تراثها الثقافي الغني ومن حيث تاريخها والآثار التاريخية التي تم العثورعليها فيها.

وتابع محمد رحم دل حديثه قائلاً: هناك آثار تعود لعصور ماقبل التاريخ عثر عليها في المواقع الأثرية في المحافظة وتتضمن هذه الآثار رسوماً ونقوشاً مرسومة ومنقوشة على جدران المغارات والكهوف، إضافة الى قطع من الخزف والبرونز. كما ينتشر في المحافظة عدد كبير من المغارات والملاجئ الصخرية الطبيعية معظمها سبق تسجيله ضمن قائمة التراث الثقافي الوطني. ومن هذه الكهوف والمغارات مغارتي هوميان 1 و 2 ومغارة (ميرملاس) في منطقة (كوهدشت) ومغارة (دوشة) في ناحية (جكني) التابعة لخرم آباد، هذا بالإضافة الى مغارات تعود لعصور ماقبل التاريخ كانت تستخدم لغرض سكن البشر القدماء وهي تقع في وادي خرم آباد ومناطق (باسنكر) و(قمري) و(كنجي) و(كرارجنة) و(يافتة)، هذا فضلاً عن مغارة (كلماكرة) الأثرية المدهشة والغريبة التي تقع في مدينة (بلدختر).

كما أشار رحم دل الى أن المنظمة دأبت على تقوية قطاع السياحة في المحافظة وهذا الأمر يتطلب توفير إمكانيات وتجهيزات مناسبة ليكون بالإمكان إجتذاب عدد أكبر من السياح لزيارة المحافظة.
وذكر بأن هناك خططا لزيادة 2000 سرير للطاقة الإستيعابية في منشآت السكن والإقامة في المحافظة حيث سيتم قريباً تدشين 200 سرير منها.