رمز الخبر: ۱۶۶۴۷
تأريخ النشر: 23:25 - 19 October 2009











عصر ايران - فيينا (رويترز) - قالت ايران إنها لن تتردد في تخصيب اليورانيوم الى درجة عالية بنفسها اذا لم يتم التوصل الى اتفاق في محادثاتها مع القوى العالمية التي بدأت يوم الاثنين في حين يأمل الغرب في خفض مخاطر اكتسابها قدرة في مجال التسلح النووي.

وبدأ الاجتماع بين مسؤولين من ايران وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة في فيينا بعد فترة وجيزة من اعلان التلفزيون الايراني الرسمي أن طهران لن تتعامل بشكل مباشر مع فرنسا لانها لم تلتزم بتوريد "مواد نووية" في الماضي.

وقد تؤدي خطوة ايران المفاجئة الى عرقلة المحادثات التي تهدف الى وضع تفاصيل اتفاق أولي يقضي بأن تشحن ايران اليورانيوم المخصب الى روسيا وفرنسا لمزيد من المعالجة ثم اعادته اليها كوقود لمفاعل يصنع نظائر مشعة للاغراض الطبية.

وقالت وسائل اعلام ايرانية أخرى ان من أسباب عدم استعداد ايران للتعامل بشكل مباشر مع فرنسا مزاعم تدخلها في جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران لتحسين التعاون بينهما.

ويتيح اجتماع فيينا الذي تستضيفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أول فرصة للبناء على مقترحات لنزع فتيل الازمة بشأن أنشطة ايران النووية طرحت في اجتماع رفيع المستوى في جنيف في أول اكتوبر تشرين الاول.

ونفي مسؤول ايراني كبير تقارير أفادت بان ايران غير مهتمة الا باستيراد يورانيوم اعلى تخصيبا. وسيكون ذلك امرا صعبا بالنسبة الى ايران حيث تحظر عقوبات الامم المتحدة التعامل معها في المواد النووية الحساسة.

وتحدثت ايران بلهجة تحد قبل بضع ساعات من الاجتماع.

وقال علي شيرزاديان المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الايرانية انه لن يكون من "المجدي اقتصاديا" بالنسبة لايران ان تزيد بنفسها تنقية اليورانيوم منخفض التخصيب لانتاج ما بين 150 و300 كيلوجرام تحتاجها للمفاعل لكنها ستفعل ذلك اذا لم تحقق محادثات فيينا "النتائج المرغوبة في ايران".

وأفلتت ايران من التعرض لعقوبات دولية أكثر صرامة من خلال الموافقة في أول اكتوبر على تفتيش موقع نووي لم يكن معلنا من قبل وقبولها من حيث المبدأ ارسال اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج لتخصيبه بدرجة أكبر لتعويض احتياطي الوقود المتضائل لمفاعل طهران.

غير ان ايران لم ترسل الى محادثات فيينا سوى وفد فني منخفض المستوى بقيادة سفيرها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدلا من رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية.

وقال مسؤولون غربيون ان ايران وافقت بشكل أولي على الجوانب الرئيسية لمقترحات جنيف. لكن طهران نفت ذلك.

وقال دبلوماسي غربي رفيع طلب عدم نشر اسمه "من المفترض أن تنتهي محادثات هذا الاسبوع بابرام الاتفاق."

وأضاف "لكن لاننا لم نجر مفاوضات حتى الان مع الايرانيين فقد تعيد الايام القليلة المقبلة فتح كثير مما كنا نتصور اننا توصلنا لاتفاق مبدئي بشأنه."

وقال دبلوماسيون ان المحادثات التي بدأت في مقر الوكالة بكلمة لمديرها محمد البرادعي قد تستمر فترة تتراوح بين بضع ساعات وثلاثة أيام.

وقد تخيم على المحادثات كذلك مزاعم ايران أن الولايات المتحدة وبريطانيا دعمتا متشددين قتلوا 42 شخصا منهم ستة من كبار قادة الحرس الثوري في هجوم انتحاري يوم الاحد.

وقال شيرزاديان لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية "توفير الوقود لمفاعل طهران يمثل اختبارا جيدا لمعرفة ما اذا كان الغرب يتعامل بنزاهة مع ايران." وقال ان برنامج ايران الذي يهدف لانتاج يورانيوم مخصب بنسبة خمسة في المئة سيستمر أيا كانت نتيجة المحادثات.

وقال "لن نتخلى أبدا عن حقنا (في تخصيب اليورانيوم)."

ويقول دبلوماسيون غربيون انه ينبغي لطهران في نهاية الامر ان تحد من برنامجها لتبدد المخاوف بشأن امكان زيادة تخصيب الكميات المتراكمة من اليورانيوم منخفض التخصيب الى درجة نقاء تصل الى 90 في المئة وهي الدرجة اللازمة لصنع قنبلة نووية. ويستخدم اليورانيوم المنخفض التخصيب في تشغيل محطات الطاقة النووية المدنية.

وقال دبلوماسيون غربيون ان ايران أشارت في جنيف الى انها مستعدة لشحن نحو ثلاثة ارباع مخزونها المعلن من اليورانيوم المخصب الى درجة خمسة في المئة الى روسيا ليتم تنقيته الى درجة 19.7 في المئة ثم الى فرنسا لتحويله الى قضبان وقود.

وسيكون اليورانيوم الناتج مقاوما للمزيد من التخصيب.

وسيتيح ذلك للقوى العالمية مزيدا من الوقت للتفاوض على اجراءات ايرانية أخرى مثل تجميد نمو عمليات التخصيب والسماح بعمليات تفتيش دون معوقات لتبديد الشكوك بشأن احتمال وجود جدول أعمال سري يرمي لتطوير سلاح نووي.

وليس لمخزونات ايران من اليورانيوم منخفض التخصيب استخدام مدني ظاهر اذ ان طهران ليس لديها بعد محطات توليد كهرباء تعمل بالطاقة النووية لكنها تكفي الان لصنع قنبلة نووية واحدة اذا اختارت ايران زيادة التخصيب الى مستوى انتاج السلاح النووي