رمز الخبر: ۱۶۸۴۴
تأريخ النشر: 08:57 - 25 October 2009
عصرایران - الجزیره - يصوت نحو خمسة ملايين تونسي في اقتراع رئاسي وتشريعي انتقدت منظمات دولية ومحلية الأجواء التي أحاطت بحملته الانتخابية، ويتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيه الرئيس زين العابدين بن علي (73 عاما) بولاية خامسة، وتترسخ فيه هيمنة التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم على المشهد الحزبي.

ويواجه بن علي ثلاثة مرشحين هم الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية محمد بوشيحة والأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي ومحمد الإينوبلي -اللذان ينظر إليهما على أنهما مرشحان شكليان- وأحمد إبراهيم من حزب التجديد، الذي حل محل الحزب الشيوعي سابقا.

وكان إبراهيم، الذي لم يبدأ حملته إلا قبل أسبوع من الاقتراع، أعلن أنه سينافس بن علي منافسة ند لند، لكنه -وهو يخاطب الجمعة نحو 400 من أنصاره في العاصمة- قال إنه واثق من أنه لن يفوز.


شهادة زور

ويقاطع الانتخابات أحد أبرز وجوه المعارضة وهو الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي نجيب الشابي.

وبرر الشابي في لقاء مع الجزيرة المقاطعة بقوله إن "الحكومة أمعنت في الانغلاق وعدم الاستماع إلى المجتمع في مجال المشاركة".

وقال إن حزبه يرفض أن يكون "طرفا في تزييف الإرادة الشعبية"، ورفض دعم أي مرشح لأن المشاركة الآن "فرصة للحكومة حتى تدعي أن هذه الانتخابات كانت تعددية وتوفرت فيها الشروط".

"عراقيل" السلطة

وتدخل المعارضة الانتخابات في ظل قانون سن العام الماضي يمكنها من ربع مقاعد الغرفة السفلى من البرلمان الذي يعد 214 مقعدا.

واشتكى مرشحون معارضون "عراقيل" السلطة، لكن هذه الأخيرة تتحدث عن خطوات لتحقيق التعددية، وتضرب مثلا بتجمعاتٍ سمح للمرشحين المعارضين بتنظيمها في العاصمة، وبتوجه كل منهم إلى الناخبين بخطاب تلفزيوني مدته ساعة.

وانتقدت منظمات دولية -بينها منظمة العفو وهيومن رايتس ووتش ومراسلون بلا حدود- "التضييق" على المعارضين ونشطاء حقوق الإنسان وعلى الصحافة.

وحسب خمس منظمات تونسية غير حكومية، استحوذ بن علي وحزبه، الذي يحكم منذ 53 عاما، على 90% من المساحات المخصصة للحملة الانتخابية في الصحافة المكتوبة.

أمر محسوم

وقال حاتم -وهو صاحب محل في وسط تونس لم يشأ كشف لقبه حتى لا يبدو أنه ينتقد النظام- إن من نافلة القول إن إعادة انتخاب بن علي أمر محسوم.

وحسب الدستور فإنها المرة الأخيرة التي يستطيع فيها بن علي، الذي يحكم منذ 1987، الترشح لمنصب الرئيس.

وعلى الرغم من انتقادات منظمات دولية ومحلية، يرى تونسيون كثيرون في بن علي ضمانا للاستمرارية في بلد يتوقع نموا قدره 3% رغم الأزمة، ولديه، حسب منظمات دولية، معدلات جيدة في محاربة الأمية وتحقيق الرفاه الاجتماعي، مما جعل حلفاء غربيين يعتبرونه نموذجا لدولة مستقرة و"معتدلة".

وقال أيمن -وهو عاطل عن العمل متحدثا إلى رويترز- "سأصوت لبن علي. إننا نثق فيه لأنه بصراحة نفذ كل ما وعد به"، قبل أن يضيف "صحيح أنني عاطل لكن لا بديل عن بن علي".

"استقواء بالخارج"

وتحدث بن علي في خطاب البارحة عن إجراءات لـ"ضمان سير عملية الاقتراع في أفضل الظروف"، وهاجم "قلة من التونسيين الذين لا يتورعون عن الالتجاء إلى الخارج للاستقواء بأطراف أجنبية"، وصحفيين أجانب "يشككون حتى في نتائج الانتخابات قبل أن تقع".

وقال إن "القانون سيطبق بالحزم ضد كل من يتهم أو يشكك في نزاهة العملية الانتخابية دون إثبات وبراهين".