رمز الخبر: ۱۶۹۷۴
تأريخ النشر: 09:58 - 28 October 2009


عصر ایران  ـ للمرة الاولى وعشية انعقاد المؤتمر العام للحزب الحاكم، اعلن رئيس الوزراء المصري الدكتور احمد نظيف ان جمال مبارك مرشح ممكن في انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، ليضفي بذلك طابعا رسميا غير مسبوق على الجولات التي يقوم بها نجل الرئيس في مختلف انحاء البلاد، والتي ما زالت تصنف رسميا في اطار ما يعرف بـ'برنامج تنمية الألف قرية الاكثر فقرا'.

وقال نظيف ان الوقت ما زال مبكرا للغاية على توقع أن يتخذ الرئيس حسني مبارك قرارا بشأن ما اذا كان سيخوض انتخابات الرئاسة في عام 2011، وسعى نظيف لطمأنة المستثمرين بشأن مسألة خلافة الرئيس.

وقال نظيف 'أعتقد انه ليس من الانصاف بالنسبة للرئيس ان يتخذ ذلك القرار قبل الانتخابات بسنتين. لا اعتقد ان اي رئيس... يمكنه القيام بذلك'. واضاف متحدثا في قمة 'رويترز' للاستثمار في الشرق الاوسط ان مبارك 'بصحة جيدة'.

وقال انه اذا قرر مبارك (81 عاما) عدم ترشيح نفسه فسيجد الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بديلا. وسئل ان كان جمال مبارك ابن الرئيس يتمتع بالقدرة على تولي المنصب فقال إنه يراه مرشحا ممكنا.

وتابع أنه يدرك وجود قلق بشأن مسألة خلافة الرئيس. وأضاف 'أقول للمستثمرين لا تقلقوا هناك دائما سبيل وهناك دائما بديل. وهكذا كان الحال في مصر في الماضي'.

ومن المتوقع ان يصعد تصريح نظيف الجدال حول قضية التوريث، رغم اعلان الامين العام للحزب االحاكم صفوت الشريف ان موضوع الترشح للانتخابات لن يطرح للنقاش، الا ان هذا لن يمنع تزايد الضغوط السياسية على النظام لتقديم تفسير رسمي لحقيقة الموقف من مستقبل الرئاسة.

ورأى مراقبون ان تصريح نظيف ينقل قضية التوريث الى مرحلة جديدة، ربما تبدو اكثر شفافية لانها بالتاكيد ليست اقل تعقيدا، ولا يعني بالضرورة وضوح الرؤية عند القيادة المصرية بشأن هذا الملف الشائك، بل ربما يمثل تصعيدا للضغوط من 'دولة رجال الاعمال' التي تمثل العمود الفقري لحكومة نظيف، وينتمي معظم اعضائها الى امانة السياسات التي يرأسها جمال، على الرئيس مبارك ليفسح المجال امام ترشح نجله للرئاسة.

وكان الرئيس مبارك قال في بداية العام 2007 انه سيبقى في الحكم 'طالما في الصدر قلب ينبض'، وعندما سأله الصحافي الامريكي تشارلي روث قبيل زيارته للولايات المتحدة في شهر آب (اغسطس) الماضي حول التوريث قال 'ان جمال لم يتحدث معي حول رغبته في الترشح للرئاسة'.

واعتبروا ان تصريح نظيف 'اللادبلوماسي' يأتي ضمن حملة اعلامية - سياسية يقودها رموز محسوبة على 'امانة السياسات' وبعض اركان الحكم، في وسائل الاعلام الرسمية، وتسعى للترويج لنقل الرئاسة الى جمال في العام 2011 وهو العام المقرر للانتخابات الرئاسية او حتى قبل ذلك، ما دعا البعض الى اعتبار ان ما يحدث يشكل بوادر.

وكان جمال صرح اثناء زيارته للنوبة مؤخرا بأن العام المقبل قد يكون حاسما في تاريخ مصر، وعندما سئل اثناء شهر رمضان ان كان يخطط لخوض انتخابات الرئاسة، اكتفى بالقول 'انه لا يحب الحديث في السياسة اثناء الصيام'.

واضافوا ان ' نظيف ناقض الموقف الرسمي للدولة، اولا عندما اقر بوجود قلق دولي حول مستقبل الحكم في مصر، وهو ما ينفيه النظام بشدة، وثانيا عندما ذهب بعيدا في طمأنة المستثمرين، بأن اعلن نجل الرئيس مرشحا للرئاسة رغم تعهد الرئيس بتحمل المسؤولية حتى النفس الاخير'.

وسواء كان تصريح نظيف مقصودا ردا على صعود في اسهم بعض منافسيه المحتملين مثل عمر سليمان او عمرو موسى او محمد البرادعي، او مجرد 'زلة لسان'، فانه يعكس مأزقا وارتباكا رسميين بسبب مسألة التوريث، وكذلك قلقا عميقا لدى 'دولة رجال الاعمال' وبعض اركان الحكم من 'فيتو' للمؤسسة العسكرية قد يجهض سيناريو التوريث قبل ان يرى النور، خاصة اذا جاء في ظل فراغ في سدة الحكم لأي سبب من الاسباب الطبيعية او السياسية.