رمز الخبر: ۱۷۱۲۲
تأريخ النشر: 10:18 - 02 November 2009
وأكد السفير سادونيكوف مجدداً ان بلاده بصفتها العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي وعنصر فاعل في المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني، قد أعلنت وتعلن عن حق ايران البديهي في امتلاك وتطوير التقنية النووية السلمية. ونحن سنساعد ايران في هذا المجال على قدر استطاعتنا.
عصرایران - تحدث السفير الروسي في طهران، الكساندر سادونيكوف، بأسهاب حول العلاقات مع ايران والبرنامج النووي وقضايا المنطقة والعالم في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا)، حيث أشار في مستهل اللقاء الى مباحثات فيينا حول تزويد ايران بالوقود النووي لمفاعل طهران، مؤكداً ان هذا الاقتراح لا يمثل خداع لإيران للحصول على كافة اليورانيوم الذي خصبته على أراضيها، وان هذا الاقتراح قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ضوء عدم امتلاك ايران للتكنولوجيا اللازمة لتحويل اليورانيوم المنخفض الى يورانيوم عال التخصيب لمفاعل طهران للأبحاث. وأعرب عن اعتقاده ان الموافقة على الاتفاقيات الفنية لإنتاج الوقود لمفاعل طهران ستكون لصالح ايران وستساعد في حل الموضوع النووي الايراني نهائياً.

وحول رزمة المقترحات الإيرانية ومواصلة المفاوضات مع ايران، أكد ان روسيا قد بذلت جهوداً كبيرة خلال مباحثات جنيف لبحث الرزمة الإيرانية، لأننا ندرك مدى أهميتها ودورها في قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة. كما أكد سادونيكوف على ضرورة مواصلة المباحثات مع مجموعة الست، للتوصل الى حلول لكافة القضايا العالقة، بالإضافة الى تعزيز العلاقات والتقارب مع ايران، داعياً كافة الأطراف المعنية الى التحلي بالحكمة السياسية والنظرة الإيجابية بالإضافة الى الصبر. وحول قرارات مجلس الأمن الدولي ضد ايران، أعرب السفير الروسي في طهران عن اعتقاد بلاده ان المفاوضات يجب ان تسير في أجواء بناءة وبعيدة عن أي نوع من التهديد أو الترهيب، وكما أكدت موسكو مراراً، فإن فرض العقوبات والحظر والتهديد ستؤدي الى المزيد من تعقيد الأوضاع ووصولها الى طريق مسدود.

وأكد السفير سادونيكوف مجدداً ان بلاده بصفتها العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي وعنصر فاعل في المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني، قد أعلنت وتعلن عن حق ايران البديهي في امتلاك وتطوير التقنية النووية السلمية. ونحن سنساعد ايران في هذا المجال على قدر استطاعتنا.
ولكنه نوّه في نفس الوقت ان بلاده تؤيد موقف شركائها في محموعة الست، والذين يعتقدون ان ايران لم تكن شفافة في بعض القضايا المنطقة بالنشاط النووي سابقاً.

وفي جانب آخر أعلن السفير الروسي في طهران، ان مفاعل بوشهر النووي سيتم تدشينه قريباً، وان عمليات إعداده تتم وفقاً للجدول الزمني المخصص. كما لا ننسى في نفس الوقت ان هذا المفاعل يمثل مشروعاً عظيماً ومعقداً، وقد تقع بعض التأخيرات في إنجازه.

وأكد في نفس الوقت بأن الخبراء والمسؤولين في البلدين يقومون حالياً بدراسة تنفيذ مشاريع أخرى لمحطات الطاقة النووية في ايران.

وحول ما إذا كان برنامج ايران النووي يمثل تهديداً، قال سادونيكوف: ان ذلك يعتمد على الجهة التي يتوجه إليها هذا البرنامج، فإذا كان يتجه بنفس اتجاه الأهداف المعلنة وهي الاستفادة السلمية من الطاقة والتقنية النووية، فإن هذا البرنامج لا يمثل تهديداً للأمن الروسي.

وفي نفس الوقت أعلن ان بلاده تعارض بشدة امتلاك دول الشرق الأوسط الأسلحة النووية، وأضاف: نحن ندعو كما ايران بمنطقة عارية من السلاح النووي في الشرق الأوسط.

وحول مدى صحة الإدعاءات بشأن قيام روسيا بعقد صفقة مع أميركا ضد المصالح الإيرانية حول برنامج الدرع الصاروخية، نفى السفير الروسي في طهران ذلك بشدة، وقال: (انها عارية عن الصحة تماماً)، معرباً عن اعتقاده بأن قرار أمريكا بالتخلي عن هذا البرنامج جاء بعد قيام أمريكا بدراسة الواقع الموجود بحكمة، وأدركت خطأ حكومت بوش الابن في إدارة العالم من طرف واحد.

وحول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، استعرض السفير سادونيكوف حجم التبادل التجاري بين البلدين، مؤكداً ان البلدين يعتبران شريكان تجاريان مهمان تقليديان في منطقة الشرق الأوسط والشرق الأدنى.

واستعرض المشاريع المتعددة المشتركة بين البلدين خلال فترة ما قبل الثورة وبعدها، مثل مصنع صهر الصلب في اصفهان، ومصنع أراك لصناعة السيارات، ومحطة رامين والشهيد منتظري للطاقة، ومحطة أرس الكهرومائية، وخط أنابيب غاز كجساران-آستارا.

وتابع، ان حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة 2000-2006م، ارتفع من (687) مليون دولار الى مليارين و(150) مليون دولار، وفي عام 2008م تجاوز (7ر3) مليار دولار.

وأشار السفير الروسي الى مجالات العلاقات التجارية-الاقتصادية بين البلدين، قائلاً ان المجالات تشمل النفط والغاز والطاقة النووية، والكهرباء والمواد الخام، والبضائع والمكائن والمعدات، بالإضافة الى أجهزة الطائرات المدنية، والنقل والمواصلات والاتصالات وعلوم الفضاء.

وأكد ان العلاقات المستقبلية ستشمل أيضاً قطاعات الصيرفة والزراعة والسياحة وتبادل المعلومات والعلوم وصيد الأسماك، والصناعات والمناجم وغيرها.

وأشار أيضاً الى الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين البلدين للتعاون في مجال النفط والغاز، بما فيها تأسيس مؤسسة مشتركة لتنفيذ مشاريع اكتشاف واستخراج الغاز (حقلي بارس الجنوبي والشمالي) وحقول النفط (آزادكان الشمالي)، بالإضافة الى بناء منشآت لتحويل النفط والغاز في ايران.

كما نصت الاتفاقية بين شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة (غاز بروم) الحكومية الروسية، على تصدير النفط الخام من بحر قزوين الى خليج عمان عبر خط أنابيب نكا-جاسك، كما تعتزم الشركتان إقامة مشروع سوآب المشترك لاستخراج الغاز في شمال وجنوب ايران. بالإضافة الى مشاريع إسالة الغاز في ايران.

وفي جانب آخر من تصريحاته، أشاد السفير الروسي في طهران بالجيل الجديد للطائرات الروسية، وقال: ان مواصفات طائرات ايلوشين وتوبولوف الجديدة متطابقة مع المعايير الدولية، مرحباً بالتعاون مع ايران في هذا المجال.