رمز الخبر: ۱۷۲۷۶
تأريخ النشر: 11:36 - 07 November 2009
عصر ايران – اعلنت اسرائيل ان وحداتها الخاصة بالقوة البحرية اعترضت يوم الاربعاء 4 نوفمبر سفينة شحن في مياه شرق البحر الابيض المتوسط.

وهذه السفينة التي تدعى "فرانكوب" كانت تسير في البحر الكاريبي بعلم دولة "انتيغوا" وقبطانها من مواطني بولندا والسفينة مسجلة في المانيا.

وتفيد المعلومات التي تم بثها بان السفينة اعترضت من قبل سلاح البحر الاسرائيلي بعد عبورها للمياه المصرية وعلى بعد 180 كلم من جنوب قبرص ومن ثم اقتديت الى شواطئ ميناء "اشدود" الاسرائيلي.

ويعد ساعة عرض التلفزيون الاسرائيلي صورا عن مئات الصناديق التي تحوي عتاد من على متن السفينة وزعم بان السفينة كانت تحمل سلاحا ايراني الصنع مرسلا الى حزب الله في لبنان وكان من المقرر ان يتم تفريغه في سورية.

وحسبما نقلت "دويتشة وله" الالمانية وسائر وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية عن "راني بن بودا" احد ضباط سلاح البحر الاسرائيلي بانه ان لم يتم اعتراض السفينة ، فان حزب الله كان بامكانه بواسطة هذا العتاد القتال مع اسرائيل لمدة شهر او اكثر.

وحسب زعم هذا الضابط الاسرائيلي ، فانه تم العثور على وثيقة داخل السفينة تظهر بان المكان الذي انطلقت منه هذه السفينة ، هو ايران!

وردا على ذلك ، رفض وزير الخارجية الايراني منوجهر متكي ونظيره السوري وليد المعلم المزاعم الاسرائيلية حول سفينة فرانكوب. وقال متكي والمعلم في مؤتمر صحفي في طهران بان الاسلحة التي تم ضبطها في سفينة فرانكوب ليست ايرانية الصنع.

وقال وليد المعلم "للاسف ان بعض القراصنة البحريين يمنعون تنقل السفن التجارية ويتسببون في بعض الاحيان وتحت مسمى التفتيش بمشاكل للنقل التجاري بين سورية وايران". واضاف المعلم ان هذه السفينة كانت تقل سلعا سورية متوجهة الى ايران.

ان هذا السيناريو ، قد تبلور على وجه الدقة تزامنا مع مناقشة تقرير "غولدستون" الذي يتطرق الى جرائم الحرب الاسرائيلية في غزة وان تصديقه في الامم المتحدة ، يمهد من الناحية القانونية لمحاكمة مسؤولي الحكومة والجيش الاسرائيليين في المحاكم الدولية لمجرمي الحرب (مثل محاكمة القادة الصرب في المحكمة الدولية).

ان هذا الوضع ، مهلك ومدمر بالنسبة لاسرائيل التي حاولت من خلال نفوذها في وسائل الاعلام الغربية على مدى 60 عاما ، رسم صورة مختلفة عنها ، ويسهم في نسف جميع ما قامت به من دعاية في هذا المجال.

لذلك كان من الضروري ان يحدث شئ ما بالتزامن مع المصادقة على تقرير غولدستون ، الحدث الذي كان يجب ان يكون بمقياس هوليوود لكي يدفع اخبار غولدستون الى الهامش.

والملفت ان اسرائيل تزعم بوجود وثائق في السفينة تظهر بان مصدر السلاح ايراني ، في حين ان اي دولة ان ارادت تهريب السلاح لا تضع ابدا اي وثائق داخل السفينة لكي تسمح للاخرين بالاطلاع على الامر!

ولكن لو افترضنا جدلا بان السلاح كان يعود الى ايران وكان مرسلا الى سورية ، فان ذلك لا يوجد اي حق لاسرائيل ، لان اسرائيل – التي اكدت الامم المتحدة بانها مجرمة حرب – تحصل على انواع الاسلحة المتطورة والطائرات القاذفة والسفن الحربية والغواصات النووية من اميركا واوروبا ، فهل هناك من يعترض على ذلك؟ وهل ان عددا من مدافع الهاون والصواريخ والطلقات و... تعتبر مهمة في مقابل الاسلحة الذرية للجهة التي هي ليست عضوا في معاهدة حظر الانتشار النووي.

وبشان هذه السفينة التي اختلقت اخبارها اسرائيل المتورطة بتقرير "غولدستون" ، يجب القول من دون اي مجاملة بانه كما تبيع او تهدي اميركا انواع الاسلحة الى حليفتها اي اسرائيل ، فان لايران الحق ايضا بان تتعاون من الناحية الدفاعية مع حلفائها من اجل الحفاظ على التوازن الاقليمي وموقعها.

وهذا التوقع في غير محله بان يتصور الغربيون بان بامكانهم فعل اي شئ في منطقتنا – الشرق الاوسط – وان نقف نحن موقف المتفرج ، واذا كان الامر كذلك لما تحقق النصر في حرب ال33 يوما في لبنان.

ومن الافضل للاسرائيليين وبدلا من التعويل على مزاعم حتى ان تم اثباتها لا توجد اي حق لهم ، ان يتصلوا بالمحامين الدوليين لكي لا تتعقد اوضاعهم اكثر في المحاكم الدولية ، طبعا اذا سمح حكام البيت الابيض ان يتم تسليم مجرمي الحرب والقتلة المحترفين الاسرائيليين الى العدالة!

لكن المؤكد هو ان "فرانكوب" لا تعد سفينة ملائمة للهرب من وحل "غولدستون".

يبقى ان نشير في هذا الخصوص الى اداء بعض وسائل الاعلام العربية ، التي تصرفت مع الاسف وكأنها الناطق باسم حكومة تل ابيب والقوة البحرية الاسرائيلية وابتهجت بالاخبار الاسرائيلية المفبركة في حين انه حتى لو كانت المزاعم الاسرائيلية صحيحة فان هذه السفينة كانت تحمل السلاح للجبهة العربية – الاسلامية المناهضة للصهاينة والمثير للاستغراب ان يكون بعض ارباب الاعلام المسلمين مرتاحين لهذه الدرجة الى افتقاد جبهة الاسلام للسلاح!