رمز الخبر: ۱۷۳۲۶
تأريخ النشر: 09:59 - 09 November 2009
مصيب نعيمي
عصرایران - بعد جدل إعلامي اتخذ طابعاً تحريضياً بعض الأحيان، انكشفت الخيوط عن حقيقة ما يجري بين ايران والمجموعة الغربية حول صفقة شراء الوقود النووي لمفاعل الأبحاث في طهران. حيث بدا واضحاً بأن هناك محاولة لكسب مآرب أبعد مما يدّعى ويثار.

ان الموضوع كما تفيد المعلومات، ليس أكثر من طلب مشروع للحصول على وقود نووي عالي التخصيب بنسبة 20% لمفاعل نووي أمريكي الصنع يعمل في طهران منذ أكثر من ثلاثة عقود ونشاطه يندرج في إطار الأبحاث وإنتاج الأدوية المشعة، واختبار قضبان الوقود، وبهذا فعلى الوكالة الدولية حسب معاهدة (ان.بي.تي) ان تؤمّن الوقود له حسب الطلب.

غير ان حدثاً عادياً ومشروعاً مثل هذا تحوّل الى مادة دسمة للإعلام الغربي وأداة سياسية للاستغلال والخديعة. هذه الأساليب الغادرة، والتي واجهتها ايران وجربتها طوال عهود مع الغرب، فتح الصراع من جديد بين مطلب حق وتبريرات باطلة.

فإيران تطالب بـ116كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، وحسب اقتراح الوكالة الدولية لمبادلة الوقود بالمخزون الإيراني الأقل تخصيباً. وقد وافقت ايران على خطة التبادل بضمانات اقتصادية وأساليب تقنية قابلة للتنفيذ. ولكن كما يبدو، هناك نوايا غير صادقة تعمل للاصطياد في الماء العكر، مما يزيد الشكوك حول النوايا الحقيقية للجانب الآخر.

ومهما كانت الأهداف والأدوات لصرف الأنظار، فإن ايران غير مستعدة للتضحية بحقوقها ومصالحها، ويجب ان يعرف الغرب بأن بناء الثقة لا يمكن ان يكون من جانب واحد، وكما يلوحون هم بشكوكهم حول نوايا ايران، فإن من حق ايران أيضاً ان تشك في نواياهم.

وإذا كانت هناك مصداقية لتنفيذ ما اتفق عليه، فيجب ان يؤخذ التخوف الإيراني من المماطلة والمراوغة بعين الاعتبار أيضاً، خاصة وان الغرب اعتاد على الكيل بمكيالين، والتخلف عن الوعود والمواثيق منذ ان فتحوا معركة غير متكافئة تحت أسم ملف ايران النووي. وليس بإمكان الغرب ان يخدع العالم لفترة طويلة، لأن الحقيقة في هذا الصراع واضحة وضوح الشمس.