رمز الخبر: ۱۷۴۰۸
تأريخ النشر: 10:07 - 11 November 2009
مصيب نعيمي
عصرایران - يرى البعض بأن السلطة الوحيدة في إدارة العراق هي الدولة القوية المقتدرة، غير ان الوقائع السياسية الأخيرة أثبتت أن البرلمان في العراق عاد ليدير السلطة من المواقع العليا، بعدما نجح في تحقيق الوفاق والاتحاد بين القوى والأحزاب الفاعلة للإجماع على نظام انتخابي موحد، خاصة وان هذا القرار جاء في أول تجربة بعد خروج الاحتلال من المدن والمناطق السكنية.

والملفت ان إحدى القضايا المعقدة قد حلت في إطار هذا التوافق وهي الوضع الانتخابي في كركوك التي كان بعض المراقبين قد وصفوها بفتيل الأزمة القابلة للانفجار في أي لحظة.

والإنجاز العراقي هذا لم يقتصر في إطاره الأدنى بقدر ما سحب المبرر من الولايات المتحدة التي روجت مصادرها بأن الفشل في الانتخابات سيؤدي الى تأجيل الاتفاق حول انسحاب القوات الأمريكية من العراق.

ولا شك بأن تحقيق هذا الوفاق قد فتح الطريق أمام جميع التيارات الدينية والعلمانية والقومية وغيرها من المجموعات الفاعلة لأن تخوض معركة انتخابية حرة لتعيد للعراق استقراره الداخلي ودوره الإقليمي بما يؤشر على شتاء ساخن للعراقيين.

وفي نفس السياق بدت الطريق ممهدة لتوسيع نطاق التحالفات والإئتلافات، خاصة بين تيار دولة القانون والإئتلاف الوطني العراقي، لتزول بعض المخاوف التي كانت تراود المجموعات المنضوية تحت سقف هذين الائتلافين.

وهذا الإنجاز لا يعني ابتعاد العراق عن مرحلة الخطر، حيث أعلن رئيس وزرائه، نوري المالكي، عن وجود فلول حزب البعث وضباطه في دائرة العداء، ويحاولون محاربة المسيرة الديمقراطية في البلاد.
لكن من حسن الحظ ان بعض الأصوات المقاطعة للانتخابات، كما جرى عام 2005، لم ترتفع هذه المرة مما يعني ان العراق دخل في مرحلة جديدة تعتمد على التعايش واعتراف الجميع بالطرف الآخر، وخوض منافسة ديمقراطية باعتبارها السبيل الأمثل لبناء العراق الجديد.