رمز الخبر: ۱۷۴۳۷
تأريخ النشر: 11:07 - 12 November 2009
عصرایران - الجزیره - قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم إن الانفتاح على الدول العربية أولوية عراقية، مشيرا إلى أن العرب والعراق يتحملون معا مسؤولية إعادة العلاقات.
 
وكشف أنه لم يتم التوصل بعد إلى تشكيل تحالف مع ائتلاف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لخوض الانتخابات معا. كما نفى الحكيم أن تكون المرجعيات الشيعية منحازة لجماعة الحوثي في حربها مع السلطة اليمنية.
 
وقال الحكيم في حديث خاص للجزيرة نت على هامش زيارته للعاصمة القطرية الدوحة إنه سيستكمل جولته الإقليمية بزيارة الأردن وتركيا بعد أن كان قد زار البحرين قبل وصوله قطر، وأشار إلى أن زيارة متوقعة للكويت قد تتم في وقت لاحق.
 
وأوضح أن بلاده تحتفظ بعلاقة مميزة مع الأردن إضافة إلى أن السفير المصري في بغداد سلم السلطات العراقية أوراق اعتماده وورقة للتعاون الإستراتيجي بين البلدين.
 
وأضاف أن "التلكؤ العربي" حيال العراق ينبغي أن يعالج، معتبرا أن الدول العربية تتحمل جزءا من المسؤولية فيما يتحمل العراق أيضا جزءا آخر من ذلك.
 
الحكيم العلاقات مع السعودية

وعن العلاقات مع السعودية أكد الحكيم أنه جرى مخاطبة الرياض في أكثر من مناسبة بغية زيارتها، "لكن يبدو أن المملكة في طور دراستها للعلاقة مع العراق، ولم تحسم خياراتها حتى الآن، ونحن نعتقد أنها جارة كبيرة ولنا معها مصالح كثيرة، العراق الجديد تواق للعلاقات مع السعودية".
 
وكان المالكي أكد مؤخراً أن المواقف السعودية باتجاه العراق كانت "سلبية" وأن كل الخطوات باتجاه تحسين العلاقات معها "اصطدمت بالرفض، وهو ما أقنع الأطراف العربية والإقليمية الساعية لتحسين علاقتنا معها بالتوقف عن هذه المساعي".
 
لكن رئيس المجلس الأعلى برر ذلك في حديثه للجزيرة نت بالقول إن "بعض التوقعات من السادة المسؤولين في الحكومة هي أن تكون الدول العربية أكثر انفتاحا" ووصف الحكيم تصريحات المالكي بأنها تأتي من باب المحبة والعتب والرغبة في تحقيق علاقات أخوية مميزة حسب قوله.
 
ونفى الحكيم أن تكون علاقة حزبه مع إيران "تبعية" أو أن المجلس الأعلى "شرطي فارسي" كما يشاع عنه، وقال إن المجلس الأعلى كيان سياسي عراقي له ملايين المؤيدين، وأعضاؤه يتحركون ضمن مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن ما يحكم العلاقة بطهران هي المصلحة العراقية التي تتطلب إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول المجاورة.
 
التحالف مع إيران

وردا على سؤال عن توفيقه بين التحالف مع إيران والعلاقة المميزة بالولايات المتحدة، رفض الحكيم سياسة المحاور، وقال "نريد أن نكون بلدا ينفتح على العالم بعيدا عن المشاكل والاختلافات" وأشار إلى أن العراق يمكن أن يشكل في هذا السياق جسرا لالتقاء الخصوم بما يحقق مصلحة العراق ومصالح الدول الأخرى.
 
أما بخصوص الوضع العراقي الداخلي فقال إن مباحثات تجرى مع ائتلاف المالكي لخوض الانتخابات المتوقع إجراؤها في يناير/كانون الثاني بقائمة تحالفية مشتركة لم تنضج، مشددا على أن الجهود لا تزال جارية في هذا الصدد، ونفى أن يكون لزيارة رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الأسبوع الماضي دورا في الحوار مع المالكي.
 
وردا على سؤال عن دفع طهران لتشكيل قائمة متدينة موحدة بين المالكي والمجلس الأعلى بغية إقصاء القوى والشخصيات العلمانية، قال الحكيم إن التنافس الجاري ليس أيديولوجيا بين إسلاميين وليبراليين، مدللا على ذلك بقوله إن الائتلاف الذي يتزعمه المجلس الأعلى يحتضن شخصيات وقوى ليبرالية عريقة حسب وصفه. وقال إن شعار المجلس في المرحلة المقبلة تحقيق الرفاه الاجتماعي وتقديم الخدمات للمواطنين وتعميق سيادة المشروع السياسي للعراق الجديد.
 
الفدرالية

من جهة أخرى قال رئيس المجلس الأعلى إن مسألة الفدرالية لم تعد في الوقت الراهن قضية ذات أولية، فقد دافع عنها المجلس سابقا وأبان إيجابيتها للشعب العراقي والذي له الحق في تبنيها من عدمه.
 
أما عما ذكر سابقا من تأييده لمطالب الأكراد في قضية كركوك، فأشار الحكيم إلى أن الحل التوافقي جاء من قبل الائتلاف الوطني العراقي، وأكد مجددا أنه سيدعم كل ما يحقق بناء الثقة بين مكونات المجتمع العراقي بجميع طوائفه وقومياته.
 
ونفى رئيس المجلس الأعلى أن تشكل الفدرالية خطرا على مستقبل العراق الموحد، أو أنها قد تؤدي إلى تقسيمه، وقال إن "أكثر الدول وحدة وانسجاما هي الدول الكبرى الصناعية التي تدار عبر النظام الاتحادي مما يؤكد أن اللامركزية ليست سببا في تقسيم البلاد، بل قد تكون سببا في تنمية سريعة وشاملة".
 
وكان الحكيم قد عقد في وقت سابق مؤتمرا صحفيا والتقى الجالية العراقية في قطر، وأشاد في بداية حديثه بلقائه مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كما أثنى على الجهود القطرية في اهتمامها بالشؤون الدولية والإقليمية والدور الذي تقوم به في تنمية وإعمار العراق.
 
وردا على أسئلة الصحفيين، نفى رئيس المجلس الأعلى أن يكون للمرجعيات الدينية الشيعية دور في الحرب الدائرة بين الحوثيين والسلطات اليمنية، وقال"لا أعرف ما هو مذهب الحوثيين، لكن هم عرب مسلمون، لا أتمنى أن يأخذ هذا الموضوع بعدا مذهبيا" مشددا على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وأضاف أنه حين يتم النظر إلى الأزمة اليمنية فإنه يأتي من باب الرغبة في علاج المشاكل العربية والإسلامية.