رمز الخبر: ۱۷۵۷۹
تأريخ النشر: 12:32 - 16 November 2009
روح الله قاسميان
عصرایران - تسلّم حامد كرزاي السلطة في أفغانستان وهو في أدنى مستويات الشرعية منذ عام 2001 بعد الحرب التي شنتها قوات التحالف الدولي بقيادة اميركا على هذا البلد. وبذلك يكون السيد كرزاي قد فقد في الواقع مكانته وشعبيته وشرعيته بين أبناء الشعب الأفغاني والسبب في ذلك هو أن الكثيرين من الأفغان في المناطق الجنوبية لم يشاركوا في الإنتخابات بسبب الضغوط التي تعرضوا لها من حركة طالبان. كما أن بعضاً ممن صوتوا في الإنتخابات كانوا من دوائر إنتخابية في وسط وشمال أفغانستان. ومع إنصراف الدكتور عبدالله وأنصاره من الإنتخابات تصاعدت المعارضة لأسلوب كرزاي في إدارة البلاد، وتدنت شعبيته بين المجتمع الأفغاني.

إن الرئيس كرزاي سيواجه خلال الأعوام الخمسة المقبلة ومن دون أدنى شك العديد من التحديات مثل مكافحة الإرهاب وزراعة المخدرات وتهريبها ومكافحة الفساد المتفشي على نطاق واسع في المؤسسات الحكومية والعسكرية ومعالجة الأوضاع الإقتصادية في البلاد.

إن الخبراء السياسيين يرون بأن الحل الأمثل لأفغانستان هو في أن يمد كرزاي يده للشخصيات البارزة في المجتمع وقادة المجتمع المدني في أفغانستان، وأن يتخذ نوعاً من سياسة المصالحة الوطنية، ويقوم بتشكيل حكومة إئتلافية تضم مختلف القوى السياسية وتكون ركيزتها رضا تلك القوى. وفي حال لم يفلح السيد كرزاي في تشكيل حكومة تحظى بدعم شعبي فإنه سيواجه ولامحالة مشكلة في التعامل مع هذه التحديات وربما لن يتمكن حتى من الإستمرار وإنهاء فترة رئاسته بسلام.

أفغانستان بحاجة للعدول عن مطالبها

إن الظروف السائدة حالياً في أفغانستان تدفع بالمرء الى التوقع بأن تعود الأوضاع في أية لحظة الى نقطة الصفر وبدء جولة جديدة من النزاعات والحروب الداخلية، وهذا الأمر يتطلب مرونة وعدولاً عن المطالب. بمعنى أن الأطراف المتنازعة مطالبة بالعدول عن مطالبها وبالخروج من نطاق التحرك الحزبي والفئوي، وبتعبير آخر أن تترك الأنانية وحب النفس وأن تختار طريق حل يتسم بالعقلانية والحكمة. وفي حالة كهذه فإن كلاً من السيد كرزاي والدكتور عبدالله مطالبان بإبداء المرونة لكي يكون بإمكانها قيادة المجتمع الأفغاني نحو الأمام بعد أعوام طويلة من الحروب والنزاعات، وإلا فإن عدم الإستقرار والأمان سينتشران ويتوسع نطاقهما بشكل لن يكون في صالح أي منهما.

وهناك بعض المراقبين ممن يرون بأن تحرك هذين الاثنين في مسيرة التعاون أمر لا مناص منه لأنه في غير هذه الحالة لن يكون أمامهما سوى التصادم والنزاع، وحينها ستستغل حركة طالبان الفرصة ولن يبقي أمامهما أي مجال أو فضاء سياسي لممارسة النشاط السياسي، لأن هناك الكثيرين من أبناء الشعب الأفغاني باتوا يؤمنون بأن الإنتخابات الأخيرة قللت من بريق الديمقراطية لدى الأفغان وعززت فكرة أن أداة الضغط الذي تستعملها القوى الدولية في أفغانستان هي قوية للغاية.