رمز الخبر: ۱۷۷۱۸
تأريخ النشر: 08:33 - 21 November 2009
عصرایران - القدس العربی - تعيش اسرائيل حالة من العزلة الدولية منذ صدور تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الذي اتهمها بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة اثناء عدوانها الاخير، وزادت هذه العزلة بعد اصرار حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة على مواصلة عمليات الاستيطان في الاراضي العربية المحتلة، بما في ذلك القدس، ضاربة عرض الحائط بالاعتراضات الامريكية والاوروبية على هذه السياسات التي تعرقل عملية السلام وتدعم التطرف في المنطقة.

شمعون بيريس رئيس اسرائيل، والسياسي المخضرم، يريد كسر هذه العزلة عبر البوابة المصرية، مستغلا علاقاته الطيبة مع الرئيس المصري حسني مبارك، ولذلك يستعد حاليا لشد الرحال الى القاهرة وبصحبته ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي لعرض مبادرة سلام تنص على اقامة دولة فلسطينية مؤقتة على اجزاء من الضفة الغربية المحتلة مقابل اعتراف العرب والفلسطينيين بيهودية اسرائيل.

تحرك بيريس باراك هذا لم يجد آذانا صاغية عند أي من المسؤولين الفلسطينيين، بمن في ذلك انصار السلطة في رام الله، فقد أعلن ياسر عبدربه المستشار السياسي المقرب من الرئيس محمود عباس رفض هذه المبادرة، لانها تخلو، على حد قوله، من شرط وقف الاستيطان في الاراضي المحتلة، وقال ان السلطة مستمرة في جهودها للحصول على اعتراف من مجلس الامن الدولي بدولة فلسطينية مقامة على'حدود عام 1967.

الحكومة المصرية يجب ان تغلق ابواب عاصمتها امام هذا الثنائي الاسرائيلي المعروف بمكره الخادع لعدة اسباب، اولها ان بيريس وباراك ليسا من اصحاب القرار في اسرائيل، فالاول رئيس دولة دون أي صلاحيات تنفيذية ومنصبه بروتوكولي شرفي. اما باراك فوزير دفاع يمثل حزبا منقسما، يحتل مرتبة رابعة في الكنيست، ومتهما بالانتهازية السياسية من قبل اعضاء حزبه يقدم مصالحه الشخصية على مصالح الحزب وايديولوجيته اليسارية المفترضة.

اما السبب الثاني الذي يحتم على مصر، رفض استقبال باراك فهو ورود اسمه الى جانب مسؤولين وضباط اسرائيليين بارتكاب جرائم الحرب اثناء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وذلك في تقرير غولدستون المقدم الى مركز حقوق الانسان الدولي وبتكليف منه.

باراك يجب ان يواجه الاعتقال في مصر ومواجهة محاكمة بتهم جرائم الحرب، مثله مثل تسيبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل السابقة، وزعيمة حزب كاديما، وغابي اشكنازي رئيس هيئة الاركان، باعتبار ان ارتكاب هذه الجرائم تم بأوامر مباشرة منهم، عندما كانوا وزراء ومسؤولين في حكومة 'كاديما' بزعامة ايهود اولمرت.

لا نعرف كيف سيكون موقف الحكومة المصرية من هذه المبادرة واصحابها، وما اذا كانت ستستقبلهم كضيوف محترمين ام كمجرمي حرب، ولكن ما نعرفه ان الرئيس المصري حسني مبارك الذي استقبل نتنياهو مرتين رغم مواصلته للاستيطان في الاراضي المحتلة، والقدس خصوصا، لن يتردد في استقبال صديقيه القديمين بيريس وباراك، تحت ذريعة الاستماع الى ما لديهما من افكار.

الرئيس مبارك تعرض لاهانة شخصية عندما خذله نتنياهو، ولم يف بوعده بالعمل على انجاح السيد فاروق حسني وزير الثقافة المصري، اثناء ترشحه لرئاسة منظمة اليونسكو، بل على العكس من ذلك لم يتدخل مطلقا، وبشكل جدي، لوقف الحملات التي شنها اصدقاء اسرائيل في اوروبا وامريكا ضد هذا الترشيح لان السيد حسني اعرب عن عزمه حرق كتب باللغة العبرية ورفض زيارة اسرائيل، وقاوم محاولات التطبيع الثقافي معها.

الاسلوب الأمثل للرد على هذه الاهانة هو في رفض استقبال اي مسؤولين اسرائيليين، خاصة اذا كانت مهمتهم كسر الحصار عن حكومة يمينية اسرائيلية عنصرية، تضم وزير خارجية تهجم على الرئيس مبارك شخصيا، وهدد بقصف السد العالي واغراق مصر وشعبها.