رمز الخبر: ۱۷۷۲۲
تأريخ النشر: 09:17 - 21 November 2009
مصیب نعیمی
عصرایران - لا يختلف اثنان حول أهمية حسن الجوار والتلاقي بين الجيران، في ضوء الوقائع التاريخية والتجارب الميدانية، حيث تأثير الجوار الجغرافي لا يقل عن التأثيرات الداخلية في حياة الشعوب سلباً أم إيجاباً.

وبهذا فإن زيارة رئيس الوزراء الكويتي الى طهران اليوم تعتبر خطوة أساسية وهامة في إطار التكامل والتعاضد الثنائي، ودعماً إضافياً للتعاون الإقليمي بين بلدان تربطها أكثر من علاقة مشتركة ومصير مشترك. هذه الزيارة إضافة إلى أنها خصصت للتأكيد على الجذور الراسخة في العلاقات الإيرانية-الكويتية كما جاء في تقرير وكالة (كونا) للأنباء، غير أنها يمكن ان تستثمر في تنمية العلاقات الاقليمية كافة، خاصة البلدان المجاورة، كون الكويت ترأس الدورة المالية لمجلس التعاون، وتملك رصيداً لدى كافة البلدان المطلة على الخليج الفارسي، وهي أيضاً حريصة على إزالة الأزمات الجانبية، وتحقيق التكامل نحو مستقبل أفضل. وهذا ما يرفع سقف النتائج المنشودة من الزيارة الى أكثر من علاقات ثنائية ناجحة.

وفي نظرة عابرة الى المستجدات الإقليمية، يبدو ان هناك بعض الفتور في العلاقات بين الجيران، وتراشق إعلامي يعمل على تعكير الأجواء دون وجود أي خلاف جوهري مبرر. فلا يتصور أحد ان تأتي الحلول من الخارج ان لم يكن المعنيون في مستوى المسؤولية.

وليس هناك أي مصلحة في ترويج الكراهية بين أمم قدر لها الله سبحانه وتعالى ان تسير في مركب واحد وتعيش معاً في السراء والضراء.

والتجارب الكارثية أفضل دليل على عدم جدوى الصراعات الجانبية والخلافات العبثية بين أبناء الأمة الواحدة وأصحاب الرسالة والحضارة التاريخية المشتركة. خاصة وان هناك تحديات مشتركة تستهدف الجميع وقد دفعنا الثمن كثيراً فيما مضى.

فكل ما ترجوه شعوبنا هو ان يعمل الجميع لإزالة رواسب المرحلة الماضية، وبناء مستقبل زاهر وإثبات المقدرة على بناء مستقبل مطمئن لأننا أمة حضارية ونستحق ذلك.