رمز الخبر: ۱۷۸۸۳
تأريخ النشر: 12:17 - 24 November 2009
عصرایران  ـ قال نور الدين يزيد زرهوني وزير الداخلية الجزائري ان الاعتداء الذي وقع على منتخب بلاده في القاهرة يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أمر خطير كون السلطات المصرية لم توفر الحماية له.
وأضاف زرهوني مساء الأحد على هامش احتفال لتكريم من ساهموا في تأهل المنتخب إلى المونديال أن الجزائر اقترحت على الحكومة المصرية قبل مباراة القاهرة التعاون لتفادي حدوث تجاوزات قبل وبعد موقعة القاهرة، معربا عن أسفه لأن "السلطات المصرية لم يكن لديها استعداد والمقابل كالذي لمسناهما لدى السلطات السودانية".

وأكد أن الجزائر لم تلمس ارادة لدى الجانب المصري لتفادي ما وقع في القاهرة، موضحا: كان بالإمكان التخفيف من مثل هذه الأحداث، لو تواجدت إرادة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، ولو وجد التعاون بين هيئات الدولتين المعنيتين، مشددا على أن "الأمر يتعلق بعبرة ينبغي استخلاصها لأن المستقبل أمامنا وأمام شعوبنا عمر طويل" .

وأشاد بكل الأطراف التي ساهمت في تأهل الفريق الوطني إلى كأس العالم 2010، وشكر تعاون الهيئات السودانية في الخرطوم مع رجال الدفاع المدني والأمن وكل الموظفين الذين تنقلوا إلى الخرطوم لحضور والإشراف المناصرين الجزائريين في السودان، مشيرا إلى أن الشعب السوداني يستحق الشكر على حسن الضيافة والاستقبال للفريق والجمهور الجزائريين.

وكذّب زرهوني ما ينشر في وسائل الإعلام المصرية، معتبرا أن ما أعلن في القاهرة عن تعرض المناصرين المصريين لاعتداءات في الخرطوم على يد الجمهور الجزائري، لا أساس له من الصحة وأنه "لم يتم تسجيل أي حادث اعتداء".
من جهته أكد الهاشمي جيار وزير الشباب والرياضة في تصريحات صحافية أنه عاد إلى الجزائر على متن آخر طائرة، وذلك بعد أن اطمأن على عودة كافة أنصار "الخضر" إلى أرض الوطن، مشيدا بالطريقة الحضارية التي تصرف بها الأنصار في السودان الذين كانوا في المستوى.

وأوضح جيار أن الجزائر ستكون صارمة فيما يتعلق بأي إهانة تلحق بكرامة الجزائريين وبالمنتخب، مشيرا إلى أنه "لا أحد يحق له أن يحل مشاكله الداخلية على ظهر الآخرين" في إشارة واضحة للحملة التي يقوم بها النظام المصري عبر فضائياته ضد الجزائر، منذ المباراة الفاصلة التي لعبت في السودان وانتهت لصالح الجزائر.

وأعرب وزير الشباب والرياضة عن أمله في أن تتوقف حالة الهستيريا الموجودة في مصر، مشددا على أن الجزائر "ستقلب الصفحة ولكن دون تمزيقها".

وأوضح أن اتحاد الكرة سيصرف مكافأة للاعبين تفوق ما تم الإعلان عنه سابقا أي أكثر من 200 ألف يورو، وذلك طبقا لقرار من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وأشار إلى أن السلطات ستحاول تكرار تجربة تسهيل نقل الأنصار إلى أنغولا، مشيرا إلى أنه حتى وان كان تكرار تجربة الخرطوم صعبا نوعا ما، غير أن السلطات ستدرس الأمر في المستقبل القريب.

وأفاد أن الانتصار التاريخي الذي حققه المنتخب وتأهله إلى المونديال، يفرض علينا مراجعة أشياء كثيرة، موضحا أن مشروعا لاعتماد سياسة رياضية سيطرح على مجلس الوزراء قريبا.

من جهته دعا رئيس المجلس الوطني الشعبي الجزائري (الغرفة الأولى في البرلمان) عبد العزيز زياري إلى عدم الوقوع في "فخ الإستفزازات" التي تحاول توجيه المواطن المصري "البسيط الغاضب أصلا من أوضاعه المعيشية" نحو الجزائر.

وقال زياري في تصريح للصحافيين، على هامش جلسات البرلمان، "إن الفضائيات المصرية تحاول توجيه غضب الشارع المصري عن المشاكل التي يعيشها المواطن المصري البسيط نحو الجزائر ونحن لا يجب أن نقع في هذا الاستفزاز"، داعيا إلى "طي الصفحة والنظر إلى المستقبل".

كما أعلن وزير التضامن الجزائر جمال ولد عباس اليوم الأحد أن الحكومة أنشأت خلية أزمة لمتابعة أوضاع الجالية الجزائرية في مصر بعد ورود أنباء عن "وقوع اعتداءات" طالت الطلبة هناك على وجه الخصوص.

خلية أزمة

وقال ولد عباس في تصريح للصحافيين بالعاصمة الجزائرية، "أنشأنا هذه الخلية بأمر من رئيس الجمهورية (عبد العزيز بوتفليقة) وننتظر أي معلومات تصدر إلينا للتدخل فورا والتكفل بالجزائريين في مصر"، مشيرا الى أنه التقى بطلبة جزائريين عادوا للتو من مصر اشتكوا له أوضاعهم "السيئة" هناك وبأنهم "مختبئون في شققهم".

ونقلت صحيفة "الخبر" عن بعضهم قولهم في اتصال هاتفي معها "إننا محاصرون وممنوعون من شراء الخبز كما تم قطع الكهرباء والماء عنا وتم اقتحام بيوت الطلبة في كل من حدائق المعادي والفيصل ومدينة العاشر والسابع والجيزة والبعوث".

وتتهم السلطات الجزائرية السلطات المصرية بتدبير المؤامرة ضد البعثة الرياضية والرسمية الجزائرية السبت قبل الماضي في القاهرة للإطاحة بالفريق هناك بهدف التأهل لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا خدمة لأجندة داخلية، بينما تقول السلطات المصرية إن شيئا من هذا القبيل لم يحدث، منتقدة في الوقت نفسه ما وصفته بـ"الاعتداءات"، التي وقعت ضد مشجعيها في السودان وبحرق مقرات تابعة لشركة أوراسكوم تيليكوم ومقر مصر للطيران في الجزائر.