رمز الخبر: ۱۷۹۳۲
تأريخ النشر: 10:57 - 25 November 2009
عصرایران - أكدت القمة الهندية الأميركية على الأسس المتينة للشراكة الإستراتيجية بين البلدين مع حرص واشنطن على طمأنة نيودلهي بأن علاقاتها مع بكين وإسلام آباد لن تكون على حسابها.

فقد شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما في المؤتمر الصحفي الذي عقده الثلاثاء في واشنطن مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، على أن العلاقة بين الطرفين ستكون "إحدى الشراكات الحاسمة في القرن الحادي والعشرين" كمؤشر على أولوية توسيع وتعزيز العلاقات الثنائية.

وفي هذا السياق، وقع المسؤولون الهنود والأميركيون سلسلة من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات عديدة أهمها مكافحة الإرهاب والتغير المناخي والعمل على وقف انتشار التكنولوجيا النووية، وتنسيق السياسات الاقتصادية.

الاتفاق النووي

وتعهد الرئيسان بالتطبيق الكامل لاتفاق نووي -وقعت عليه الدولتان العام الماضي في عهد الرئيس السابق جورج بوش- يسمح للهند بشراء تكنولوجيا نووية أميركية متقدمة للطاقة للأغراض المدنية، ويلغي أكثر من 30 عاما من الحظر النووي عليها.

ومع ذلك، فإن الاتفاق كان مثيرا للجدل لدى العديد من الأوساط الأميركية لأن الهند ليست طرفا في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والمواد الخطيرة.

وفي هذا الإطار كان رئيس الوزراء الهندي حريصا على التأكيد خلال المؤتمر الصحفي أن بلاده ملتزمة بمنع انتشار التكنولوجيا النووية، وأنها ستشارك في "قمة أوباما" العام المقبل لبدء المباحثات ذات الصلة بالتخلص من الأسلحة النووية.

التغير المناخي

كما أعلن الرئيسان التزام بلديهما بالعمل معا على نحو وثيق لتطوير أشكال نظيفة للطاقة للمساعدة على الحد من التهديد الذي تشكله ظاهرة الانحباس الحراري.

ويعد كسب تأييد الهند هدفا رئيسيا لأوباما لأن الهند كانت وحتى وقت قريب ترفض أي إجراءات من شأنها عرقلة نموها باعتبارها دولة تصنف في إطار الاقتصادات الناشئة التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة.

كما يأتي التعهد الهندي بالتعاون في مجال مكافحة ظاهرة الانحباس الحراري قبل أسبوعين من قمة المناخ في كوبنهاغن التي ستسعى للتوصل إلى اتفاقية جديدة تضع سقوفا لمعدل انبعاثات الغازات الناجمة عن استهلاك الوقود الأحفوري الذي يعد السبب الرئيس في تداعيات التغير المناخي.

الدور الإقليمي

من جانب آخر، سعى أوباما إلى تخفيف حدة قلق الهند إزاء المساعدات المالية الأميركية الضخمة لباكستان -المنافس اللدود للهند في القارة- باعتبارها جزءا رئيسيا في جهود الولايات المتحدة لمكافحة ما يسمى الإرهاب وتحديدا على طول الحدود مع أفغانستان.

وأعلن أوباما عزمه تشجيع الجارين اللدودين على وضع كافة الآليات والوسائل التي تكفل تحقيق الأمن والاستقرار بينهما، معربا في الوقت نفسه عن امتنانه لالتزام نيودلهي بشأن الوضع في أفغانستان.

يذكر أن سينغ حذر في خطب ألقاه الاثنين من محاولات استرضاء تنظيم القاعدة أو حركة طالبان قائلا إن تحقيق الأمن في كل من باكستان وأفغانستان يعد أمرا ضروريا للاستقرار في جنوب آسيا.

وفي هذا السياق، نقل عن مسؤولين هنود توقعاتهم بأن تمارس الولايات المتحدة المزيد من الضغوط وتنتهج سياسة أشد حزما مع باكستان التي تتهمها الهند بإيواء متشددين مثل أولئك الذين نفذوا هجوم مومباي.

وفي الإطار ذاته، قال مراقبون تابعوا زيارة رئيس الوزراء الهندي إن مظاهر الاحتفاء بهذا الأخير عكست حرص الولايات المتحدة على طمأنة الضيف الزائر بشأن علاقاتها مع الصين المنافس القديم للهند التي راقبت بقلق بالغ الزيارة الأخيرة التي قام بها أوباما إلى بكين.