رمز الخبر: ۱۷۹۴۴
تأريخ النشر: 12:17 - 25 November 2009
کریم جعفری - وفي الجانب الاخر هناك السعودية. فلا شك ان السعودية هي المشجع والباعث على هذه الحرب لكن ما هو الهدف الذي تتابعه من هذه الحرب؟ ويبدو ان السعودية التي خاب املها من القضاء على حزب الله وحماس اصبحت بصدد اختبار حظها في اليمن مدعية بان الشيعة في اليمن يحظون بدعم ايران.
عصر ايران، كريم جعفري – اكثر من مائة يوم تمضي على الحرب الدامية في شمال اليمن وخلال هذه الفترة لم يتمكن طرفا الحرف من ارغام الطرف الاخر على قبول سيطرته. وفيما دخل الجيش اليمني بكافة استعداداته وامكاناته الحرب مع الميليشا الزيدية فان الجيش السعودي الذي كان قد دخل هذه الحرب منذ اليوم الاول حسبما افادت القرائن والمستندات ، لكنه خاض هذه الحرب رسميا خلال الاسبوعين الاخيرين.

واظهرت التقارير التي نشرت خلال الايام الاولى من الحرب بان الخبراء الاستخباراتيين الامريكيين وبعض الضباط المصريين كانوا الى جانب الجيش اليمني في مقاتلة الحوثيين.

وقد نشرت موضوعات مختلفة لحد الان حول هذه الحرب الا انه قلما تم التطرف الى مصير الحرب وايا من طرفي الحرب سينتصر فيها وما هي المكاسب التي ستجنيها الدول المتورطة فيها.

ويجب بداية الاشارة الى ان الجيش اليمني خسر لحد الان ثلاث مقاتلات له اضافة الى عدد من الطائرات العمودية والدبابات والعربات المدرعة وكذلك المئات من العسكريين وليس واضحا ما حصل في المقابل.

وفي الجانب الاخر هناك السعودية. فلا شك ان السعودية هي المشجع والباعث على هذه الحرب لكن ما هو الهدف الذي تتابعه من هذه الحرب؟ ويبدو ان السعودية التي خاب املها من القضاء على حزب الله وحماس اصبحت بصدد اختبار حظها في اليمن مدعية بان الشيعة في اليمن يحظون بدعم ايران.

فقد دخلت القوة الجوية السعودية الحرب منذ الايام الاولى وفي الاسبوعين الاخيرة دخل سلاحا الجو والبحر السعوديين الحرب مع المقاتلين الزيديين. ان السعودية بصدد اختبار قواتها المتمرسة والمتدربة في حرب عصابات ومحدودة وان هذا الامر واضح تماما من خلال الصور والافلام التي يبثها الجيش السعودي. ويبدو بان الجيش السعودي شانه شان الجيش اليمني لم يحقق نجاحا في هذه المعركة بل ان جماعة الحوثي هي التي تدير الحرب وتحدد كيفية اداء الطرفين. ان الجيش السعودي ورغم ارسال العديد من وحداته المدفعية والمدرعة الى محافظة نجران الحدودية لكنه اخفق في صد الحوثيين عن المواقع التي استولوا عليها.

ان هزيمة الجيش السعودي في الحرب مع الحوثيين تظهر هذه النتيجة بان المليارات التي كان ينفقها هذه الجيش ذهبت سدى وان القوات السعودية غير قادرة عمليا على خوض حرب حقيقية وتملك فقط الاسلحة المتطورة. وفيما يخص هزيمة واخفاق الحكومة اليمنية في قمع الشيعة في هذا البلد فانه يجب الاشارة الى هذه النقطة بان الحزب الحاكم ورغم استحواذه على السلطة فانه لا يتمتع بالقوة الكافية في داخل البلاد. ان تيار الاخوان المسلمين في اليمن الذي يملك اكثر من مائة الف شخص مسلح مازال يعلن الحياد في الحرب في حين ان العديد من الضباط والعسكريين اليمنيين يميلون الى الاخوان المسلمين وانهم غير جاهزين لخوض الحرب ضد الحوثيين.

ان اطالة امد الحرب ونفقاتها الباهظة بالنسبة لبلد فقير كاليمن اضافة الى الخسائر الفادحة دفع قادة اليمن منذ ثلاث اسابيع الى التفكير بانهاء القتال. لكن السعودية منعت ذلك ودخلت الحرب مباشرة من اجل تحفيز قادة صنعاء وحاولت عشية عيد الاضحى ومن خلال منابرها لكسب دعم الدول العربية والاسلامية في هذه الحرب. ان السعودية وتصورا منها بان الانتصار في الحرب الداخلية في اليمن سيجلب لها الردع وان ايران هي الخاسر في النهاية فقد اوقعت نفسها في مستنقع من الدم.

ان نهاية الحرب بحاجة الى المحادثات والتوقيع على اتفاق وان الدول العربية وبسبب دعمها للسعودية واليمن في الحرب لن تحظى بموقع في هذه المفاوضات. وكما ان جماعة الحوثيين هي التي تتولى ادارة الحرب على الارض فان الحوثيين هم الذين سيحددون الطرف الثالث في المفاوضات في الحرب الدبلوماسية. ويجب ان نكون بانتظار هذا اليوم بان تقبل ايران الوساطة بين الحكومة اليمنية والمواطنين المستائين في هذا البلد وتمهد بالتالي السبيل لوضع حد لانهاء حرب دامية.

ان حرب الاربعة اشهر الداخلية في اليمن لن تنتهي بالتاكيد بانتصار السعودية واليمن ومصر واميركا. ان المقاومة التي ابدتها جماعة الحوثي اكدت انه بعد اسطورة حزب الله وحماس في حربي ال33 يوما و22 يوما فان الدور وقع الان على ملحمة الزيديين في اليمن كي توقف في منطقة باب المندب الاستراتيجية جيشين عربيين عند حدهما وتفرض هيمنتها عليهما.

فاذا كان السلطات السعودية تريد تحقيق النصر في هذه الحرب فان عليها ان تدخل الى اليمن لكن هذا الشئ لا يستتطيع القيام به الجيش السعودي الكثير الادعاء وان العسكريين السعوديية يفخرون فقط باسلحتهم الانفرادية ومعداتهم المتطورة في حين ان الحوثيين اوقفوا باقل الامكانات ومن خلال غنائم الحرب والاسلحة الخفيفة جيشين عربيين ، وان هذا السؤال يطرح نفسه وهو انه في حال اندلاع حرب اكبر فان هذه الجيوش كيف تريد حماية انظمتها القمعية. لكن جواب هذا السؤال واضح.