رمز الخبر: ۱۷۹۹۱
تأريخ النشر: 00:13 - 27 November 2009
Photo
عصر ايران - رويترز - مع دقات الساعة الثامنة مساء بتوقيت بغداد يفتح ستار المسرح الوطني العراقي لبدء عرض يتمنى ممثلوه أن يصبح استئنافا لعروض المساء العادية بعد ست سنوات ونصف السنة على الغزو الامريكي للبلاد.

واسم العرض "اللي يريد الحلو يصبر على مره" مما يذكر مئات المشاهدين العراقيين بالمآسي التي تعرض لها بلدهم وبأن عرض مسرحية في هذا التوقيت من المساء يمثل انجازا كبيرا.

ويرتدي الممثلون أزياء بيضاء في اشارة للسلام وتدور المسرحية حول قبيلتين تتنازعان بسبب زواج ترفضانه لكنهما تتحدان في نهاية العرض وتعيشان في سلام وانسجام.

ويصدح الممثلون بأغنية في المسرحية يقولون فيها "لنفرح. لم نحزن من دون كل البشر.."

وسمح تراجع حاد للعنف الطائفي في العراق على مدى الشهور الثمانية عشرة المنصرمة للعراقيين بالعودة حثيثا لحياتهم الطبيعية كما عادت للعمل الملاهي الليلة والنوادي والمطاعم ومعارض الفنون.

لكن هجمات انتحارية ضخمة كالهجوم على مبان حكومية يومي 19 أغسطس اب و25 أكتوبر تشرين الاول تذكر العراقيين بأن الامن المتزايد هش.

وحاول المسرح الوطني العراقي استئناف عروض المساء عام 2008 بمسرحية كوميدية لكن الامر لم يستمر سوى شهرين فقط.

وكرر المحاولة في سبتمبر أيلول بعدما تم تقليل مدة حظر التجول في بغداد وأصبح العراقيين أكثر استعدادا للخروج في المساء.

وقال حارث سليم (32 عاما) الذي يستكمل دراساته العليا "نحن متشوقين لهذه العروض. هذه العروض تذكرنا بالايام الحلوة القديمة."

وتحرس الشرطة العراقية المسرح المحاط بأسوار تقيه من الانفجارات والذي له مدخل واحد. وتفتش الشرطة رواد المسرح.

لكن الامن لا يشكل التحدي الوحيد.. فمحاولة اقناع الممثلين العراقيين بالعودة لبلدهم ليست سهلة.

وكان كثير من الممثلين العراقيين فروا الى سوريا هربا من العنف الذي أثاره الغزو الامريكي عام 2003 وتنامي خطر الميليشيات الدينية.

وذكر عصام العباسي منتج المسرحية أن العرض يتناول حب العراق والعودة اليه وقال "بالتأكيد كان الاقبال الجماهيري في الماضي اكبر والسبب استقرار الوضع الامني في البلد. قيام هذا العمل في هذه الظروف يعتبر انجازا بذاته."

ويسع المسرح لنحو 1300 متفرج وبني أثناء الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات. وكان المسرح يعرض في تلك الايام كلاسيكيات لكتاب كبار مثل شيكسبير وتشيخوف لكنه يعرض الآن بعض المسرحيات العراقية.

وتغلب الكوميديا مع تزايد اعتياد العراقيين على السخرية من قادتهم ومآسيهم مما يمثل تغييرا عما كان عليه الحال أيام الرئيس الراحل صدام حسين.

وقال الممثل ناهي مهدي "قبل التغيير المسرح لم يكن جريء. لكن الان بعد التغيير صارت النكتة يعبر عنها بحرية."

وكانت الممثلة العراقية انعام الربيعي من القلائل الذين لم يتركوا العراق ايام الاقتتال الطائفي الدموي.

وقالت "لا زال الرقيب يعيش بداخلنا لكن ليس كالسابق. اليوم نستطيع الحديث بحرية."

وأضافت أنه في الايام التي تقع فيها انفجارات ضخمة تودي بحياة العشرات يكون المسرح أكثر ازدحاما بالمتفرجين. وقالت انه يبدو أن الجمهور يريد ايصال رسالة معينة للمهاجمين بأنه ليس خائفا وبأن الحياة مستمرة.