رمز الخبر: ۱۸۱۲۳
تأريخ النشر: 09:16 - 01 December 2009
عصرایران - أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي على ان تخصيب اليورانيوم في ايران هو جزء من رساميلنا الوطنية، موضحاً: ان الغرب يحاول اخراج هذه الثروة من ايران، مضيفاً: ان البرادعي ودولاً أخرى وخلال تصريحاتهم المشوبة بالعصبية والاستياء طرحوا موضوع منح ضمانات لايران.

أعلن علي لاريجاني ذلك، في مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين، على اعتاب الذكرى السنوية لاستشهاد آية الله السيد حسن مدرس وبمناسبة يوم المجلس، وأجاب خلاله على أسئلة جمع من المراسلين المحليين والأجانب حول مختلف القضايا الداخلية والدولية.

وخاطب لاريجاني الدول الغربية، متسائلاً: ما هي سوابقكم المشرقة في مجال منح الضمانات لايران والوفاء بها؟؟

وصرح لاريجاني مخاطبا الغرب: ان الايرانيين موهوبون واذكياء ويدركون الطريق الذي تسلكونه، مضيفاً: ان ايران طرحت مطالبها حول توفير الوقود النووي لمفاعل الأبحاث في طهران، وفقاً للقوانين والمقررات، والوكالة الدولية للطاقة الذرية رشحت دولتين لشراء هذا الوقود منها.

وتسائل لاريجاني عن سبب سخط الغرب حيال هذا الموضوع، قائلاً: انهم يريدون استغلال هذه المسألة للحصول على اليورانيوم المخصب من ايران ولا ندري لماذا لا يكفون عن افكارهم الاستعمارية التي أكل عليها الدهر وشرب.

وأضاف: ان الغرب على مفترق طرق فاما ان يقبل بان تواصل ايران نشاطها النووي تحت اشراف الوكالة الدولية وفقا للقوانين والمقررات المعترف بها دوليا مع تقديم الضمانات لها. فاذا عملت دولة ما بشكل صحيح والتزمت باشراف الوكالة وعمليات التفتيش، فعلى النظام الدولي ان يقدم لها ضمانات. واما اذا لم يرغبوا بتقديم تلك الضمانات فحين ذلك ستفكر ايران في خيار آخر لتلبية حاجتها، كما ينبغي لها ان تفكر بسبل الحفاظ على كيانها وفي مثل هذه الحالة لسنا بحاجة الى ضمانات دولية للاستفادة منها.

ورداً على سؤال مراسل (لوس انجليس تايمز)، حول المشروع الذي أقره مجلس الشورى الاسلامي أخيراً والقاضي برصد ميزانية بغية التصدي لمؤامرات امريكا وإماطة اللثام عن انتهاكات حقوق الانسان ومصاديقها، قال لاريجاني: لقد اعترف الرئيس الامريكي، باراك اوباما، قبل فترة بأن الامريكان انتهكوا حقوق الإنسان في معتقل غوانتانامو وسجن ابوغريب، وان عمليات تعذيب ارتكبت بحق المعتقلين.

وتسائل لاريجاني: لماذا سكتوا عن هذا الموضوع وما هو الاجراء الذي اتخذوه بهذا الشأن؟

وتابع قائلاً: الجرائم التي ارتكبت في افغانستان والعراق وفلسطين ليست بجرائم قليلة، وأن نستطيع مساعدة التيارات الرائدة في العالم لإيصال صوتها الى العالم والكشف عن جرائم امريكا، فهذه هي خطوة جيدة ومحمودة.

وفي معرض إجابته على سؤال مراسل قناة الجزيرة، القاضي بأن المراقبين يعتقدون بأن الملف النووي الايراني عاد الى نقطة الصفر بعد القرار الأخير، وهناك ثلاثة خيارات هي الخيار الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية والهجوم العسكري، فما هو الخيار الذي سيعتمد؟ قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي: ان هذه الخيارات كانت مطروحة منذ البداية ولم تغفل عنها ايران ابداً. فخلال تعاوننا مع الوكالة الذرية والمفاوضات النووية كان الصهاينة يطلقون تهديداتهم دائما وهذه التهديدات هي التي جعلت ايران تفكر بصيانة منشآتها النووية لان النظام الدولي تجاهل هذه النقطة. ان هذه التهديدات كانت موجودة دائماً، ولكنهم لم يجرؤوا على القيام بأي خطوة، لأن الوضع الداخلي في الكيان الصهيوني متخبط جداً.

وأضاف لاريجاني: أما على صعيد التهديدات الاقتصادية، فإن هذا الموضوع أيضاً كان قائماً دائماً ومع الأسف فإن مفاوضاتنا النووية كانت تعتمد على الشد والجذب، وكانوا يتصورون ان بإمكانهم القيام بعمل ما من خلال انتهاج أسلوب العصا والجزرة. فحين طرحوا هذه القضايا الجديدة، قال الرئيس اوباما: انه يريد احترام حقوق الشعوب، في مثل هذه الظروف تصور البعض ان هناك تغييرات، لكن تبين بعد ذلك ان هذه التصريحات هي تصريحات تكتيكية للاستهلاك المحلي.كما تبين ان هؤلاء يتابعون نفس نهجهم السابق.

وصرح رئيس المجلس، قائلاً: اعتقد ان الخيار الدبلوماسي لا زال قائما ومن صالح هؤلاء ان يغتنموا هذه الفرصة الدبلوماسية لكي تتابع ايران نشاطاتها في إطار قوانين ومقررات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت اشرافها وان يتبين لهؤلاء ان نشاطات ايران النووية سلمية بحتة. مضيفاً: انهم مخيرون في اعتماد خيار آخر، ورد ايران سيكون متناسباً مع الخيار الذي ينتهجونه.

ورداً على سؤال مراسل قناة صينية بشأن موقف ايران من الملف النووي، استعرض لاريجاني جوانب من هذا الملف ومسيرته السابقة، وقال: الحقيقة هي ان الغرب لا يريد ان تمتلك ايران هذه التقنية، عليهم ان يتحلوا بالشجاعة ويعترفوا بهذه الحقيقة.

واستطرد قائلاً: اعتقد ان سبب عدم الاعتراف بهذه الحقيقة هو انه ليس من مصلحة الغرب. والآن نرى انهم يسيؤون الى معاهدة حظر الانتشار النووي (ان بي تي)، حيث لم يعد لهذه المعاهدة أي فائدة وخاصية. فوفقاً لهذه المعاهدة، على الوكالة الذرية مساعدة الدول الأعضاء وتوفير الوقود اللازم لها. فماذا فعلوا معنا؟ لم يقدموا إلينا غراماً واحداً من الوقود، ولم يقدموا لنا أي مساعدة فنية. بعد ذلك نرى انهم يعقدون جلسة تلو الأخرى والأجواء التي تسود هذه الجلسات والاجتماعات هي أجواء سياسية بحتة.

وأشار الى الموقف الأخير لمجلس الحكام حول موقع فوردو، وقال: ان هذا الاسلوب الذي ينتهجه مجلس الحكام غريب من نوعه، فالمفتشون جاؤوا وزاروا وركبوا جهازاً في الموقع. أين الخطر الذي تشعرون به لكي تصدروا قراراً ضد ايران؟

وأضاف مخاطباً الدول الغربية: انكم تبحثون عن المغامرات، وتتصورون ان بإمكانكم من خلال ممارسة هذه الضغوط إرغام ايران على التراجع. لكن هذا الموقف لم يكن عقلانياً، وان عادت الدول الغربية الى الخيار الدبلوماسي، فإن التفاهم مع ايران سيكون أسهل.

وفي معرض إجابته على سؤال مراسل قناة عراقية حول الانتخابات التشريعية العراقية المزمع اجراؤها خلال الشهرين او الثلاثة القادمة والدور الامريكي في هذا المجال لاسيما المساعي التي تبذل لاستعادة اعضاء حزب البعث الى السلطة، وقال لاريجاني: المهم هو ان الشعب العراقي يمضي قدما في الطريق الصحيح ونرى بلورة نهج ديمقراطي في هذا البلد بعد سقوط نظام الطاغية صدام، هذا فضلاً عن ان هذا البلد يحظى اليوم بحكومة قوية ومجلس شعبي مقتدر يقل نظيره في المنطقة. فهذا المجلس ليس مجلساً استشارياً للسلاطين كما هو الحال في بعض بلدان المنطقة.

وتابع قائلاً: ان ايران تدعم هذه المسيرة وترى ان مستقبل العراق رهن بسيادة الشعب والديمقراطية. سيادة الديمقراطية في العراق هي بمثابة شوكة في اعين البعض لا سيما امريكا التي كانت تتوهم انها ستتمكن من تنصيب حكومة عميلة لها بعد اسقاط نظام صدام. ولذلك نرى انهم ينتهجون الآن نهجاً مخزياً يتمثل في السعي لإعادة البعثيين الى السلطة.

وأشار الى المقابر الجماعية التي تم كشفها في العراق، وأضاف: يقال ان الطاغية صدام قتل اكثر من مليون عراقي في الانتفاضة الشعبانية. هذا ما هو مثبت في الذاكرة العراقية وهذا الملف لا زال مفتوحا بالنسبة الى بعض بلدان المنطقة أيضاً. ان الذين يعارضون سيادة الديمقراطية في العراق اليوم هم الذين دعموا الدول الغربية والجيوش الصليبية خلال الانتفاضة الشعبانية، بدلاً من ان يقفوا الى جانب الشعب العراقي.

واستعرض جانباً من الدور السعودي والكويتي في الحرب المفروضة على ايران، والمساعدات التي تم تقديمها الى طاغية العراق، ورد الجميل إليهم باحتلال أراضيهم وإذلالهم، والتنظيمات الإرهابية التي انطلقت من بعض بلدان المنطقة، مثل تنظيم القاعدة الإرهابي والمساعي التي تبذل للوقيعة بين السنة والشيعة في العراق، وقال: أنا أنصح الإخوة السعوديين، وأقول: ان مثل هذه الأخطاء لا تصب في مصلحتكم وتضر بكم. وتابع: خلال حرب الـ33 يوماً كذلك، ألم يكن من الأفضل للمملكة ان تقف الى جانب الشعب اللبناني؟

إننا نحب ان تعتمد السعودية التي هي دولة مهمة، نهجاً صحيحاً وتتخذ خطوات صحيحة. ان يقتل الإخوة اليمنيون بأسلحة سعودية هل هو لصالح السعودية تاريخياً؟ كما على الحكومة اليمنية أيضاً ان تعلم بأن الشعب اليمني يتذكر ان الحكومة لم تقم بأي خطوة للحؤول دون قتل رعاياها.