رمز الخبر: ۱۸۱۶۴
تأريخ النشر: 10:03 - 02 December 2009
جعفر محمدی
عصر ايران – خاص -  جعفر محمدی - صوت الشعب السويسري في استفتاء على حظر بناء مآذن في بلاده. ورغم ان الحكومة والبرلمان في سويسرا كانوا يعارضون مثل هذا الحظر الا ان حزب الشعب والاتحاد الديمقراطي السويسري تمكنوا من خلال جمع التواقيع وايصالها الى النصاب اللازم ، الزام الحكومة باقامة هذا الاستفتاء الذي كانت نتيجته ان صوت 57 بالمائة من السويسريين على حظر بناء مآذن في سويسرا.

ويمكن دراسة هذا الموضوع من عدة زوايا :

1- ان يكون اكبر هاجس للاحزاب السياسية والحكومة والبرلمان والشعب في بلد ما قضية مثل حظر او حرية بناء الماذن (وخاصة في بلد توجد فيه فقط وفقط 4 ماذن) يظهر مدى بعد ذلك المجتمع عن القضايا والمشاكل الكبيرة والصغيرة التي تمر بها المجتماعات الاخرى وان يتحول موضوع مثل الماذن الى اهم موضوع اجتماعي وسياسي فيها.

2- والموضوع الاخر الذي يجب الاهتمام به هو انه على الرغم من معارضة الحكومة والبرلمان حظر بناء الماذن في سويسرا فان الاحزاب استطاعت اجراء استفتاء حول هذا الموضوع.

3- لكن وبمناى عن البندين المذكورين اعلاه فانه من ناحية المحتوى يجب القول بان نتيجة الاستفتاء السويسري تظهر بان القسم الاكبر من المواطنين الاوروبيين وعلى الرغم من التظاهر بالليبرالية والحريات الاجتماعية والسياسية والدينية طبعا ، فانهم متشبثون بميولهم العنصرية ومعاداة الاخرين.

ومن بين الدول الاوروبية ، فان السويسريين معروفون بكونهم ديمقراطيين ومن اصحاب التسامح والتساهل وعندما يصوت هؤلاء الناس الديمقراطيون والليبراليون بمثل هذا التصويت فانه يمكن تصور كيف ستكون عليه اوضاع سائر المواطنين الاوروبيين.

وحقا كيف يمكن التمشدق بالحرية وفي الوقت ذاته عدم احتمال وجود 4 ماذن(يذكر انه توجد 4 ماذن فقط في جميع ارجاء سويسرا). ان الذين صوتوا لصالح حظر وجود الماذن في سويسرا ، ان ارادوا التصويت وفقا للمبادي المعلنة باسم الديمقراطية والحرية فانهم كانوا سيقولون لانفسهم بالتاكيد بان هؤلاء – المسلمون – احرار في دينهم ومراسمهم وعباداتهم بالشكل الذين يريدونه ونحن لا يجب علينا ايجاد مضايقات للاخرين.

لكن يبدو ان تعاليم الديمقراطية لم تترسخ بعد في نفوس الاوروبيين الذين يتخذونها واجهة في التعامل مع الاخرين ليس الا!

فاذا كان بلد مثل ايران يتخذ هكذا قرار بشان الكنائس لكانوا يثيرون الضجيج في العالم ويدلون بالتصريحات والكلمات حول حقوق الاقليات الدينية ! لكن بما ان السويسريين الديمقراطيين قرروا حرمان مواطنيهم حتى من امتلاك اربع ماذن فان الموضوع ليس ذي اهمية!

واذا ما دققنا في الامر سنرى بان قضية الاستفتاء حول الماذن في سويسرا تعد موهبة لشعوب العالم لتدرك عن كثب ماذا يجري داخل المجتمع الاوروبي وسويسرا بالتحديد وان يحكموا بشكل واقعي على المتمشدقين بالحرية.

4- واضافة الى ذلك فان النقطة المهمة الاخرى التي يجب الانتباه اليها هي ان قرارات غير حكيمة كهذه تعزز جبهة الاسلاميين المتطرفين في مقابل الاسلام الداعي للعقل والسلام ويفسح المجال لهؤلاء للترويج للمواجهة بين الاسلام والمسيحية وكذلك الاسلام والغرب.

كما ان هذه القضايا يمكن ان تؤثر سلبا على حياة الاقليات المسيحية التي تعيش في البلدان الاسلامية على الامد الطويل وتحملهم – على الرغم من انهم لا دور لهم في مثل هذه الامور - اثمانا من قبل المتطرفين.

5- وبالتالي فانه يجب الاذعان بهذه الحقيقة المرة بان وجود ونشاط ارهابيين مثل ابن لادن واستغلال الاجهزة الدعائية الغربية لمثل هؤلاء غير المرغوب فيهم ، كان له اثر بالغ في تبلور الافكار المناهضة للاسلام في الغرب.

ان الترويج للاسلام الحقيقي المبني على العقل والسلام وجهود المسلمين والحكومات الاسلامية وعلماء العالم الاسلامي لاستئصال التطرف الذي يتم باسم الاسلام يعد الاولوية الاولى للعالم الاسلامي في بداية الالفية الثالثة.