رمز الخبر: ۱۸۲۱۲
تأريخ النشر: 09:29 - 03 December 2009
سعد الله زارعی

عصر ايران -  سعد الله زارعي – تحولت التطورات اليمنية خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة من "اشتباكات داخلية" بين حكومة صنعاء ومقاتلي صعدة الى اشتباكات اقليمية مع جزء من الشعب اليمني. ان دخول القوات السعودية واليمنية في الاشتباكات بشرق صعدة وقصف مواقع الحوثيين تم فيما تكبدت حكومة علي عبد الله صالح هزائم كبيرة في مختلف جبهات محافظة صعدة.

ان دخول القوات العسكرية السعودية والاردنية في القتال في صعدة وتركيز عملياتهم في مناطق رازح وحديدة مؤشر على ان الدول العربية في المنطقة خائفة من وصول مقاتلي صعدة الى البحر.

وقد اتخذ الغرب خلال الاسابيع الاخيرة مواقف مشوبة بالحذر. وحتى ان المانيا حذرت السعودية من مواصلة العمليات في غرب صعدة. فالغرب قلق من هزيمة الجبهة العربية في مقابل الشيعة المظلومين في صعدة لان هزيمة الحكومات السعودية والاردنية واليمنية امام الشيعة في اليمن يحدث افاقا رهيبة لاميركا واوروبا. فمن وجهة نظر اميركا واوربا فان هزيمة الاردن والسعودية يمكن ان تؤدي الى انفجار كبير في المنطقة ويعرض الموقع الامني للغرب في شبة الجزيرة العربية والخليج الفارسي والمحيط الهندي والبحر الاحمر الى الخطر.

وثمة نقاط حول التطورات اليمنية هي :

1- مع استمرار الاشتباكات فقد اصبح ملموسا ظهور خلافات بين اسرة الاحمر التي ينتمي اليها الرئيس اليمني. ان اسرة الاحمر تنقسم الى جزئين ، احدهما علماني والاخر سلفي، فعلي عبد الله صالح هو مظهر العلمانية وعلي محسن الاحمر هو مظهر السلفيين. ففي الحرب السادسة اختفى علي محسن الاحمر قائد قوات شمال الغرب عن الساحة الخبرية في حين انه كان يلعب دورا محوريا في الحروب الخمسة السابقة.

ان استمرار الاشتباكات في اليمن يؤزم الوضع بالنسبة لعلي عبد الله صالح الذي يعرف جيدا بانه ان لم يستطع انهاء انتفاضة الشيعة فان الغرب سياتي بشخص اخر يدعو الى المحادثات والسلام لجر الحوثيين من داخل الجبال الى داخل الحكومة ووضع نهاية للقضية قدر الامكان. ان مجمل هذه التطورات يجعل حكومة على عبد الله صالح تواجه غموضا كبيرا.

2- ان اعلان السعودية تحقيق النصر مؤشر على الهزيمة العسكرية التي منيت بها لانها لم تستطع بعد دحر مقاتلي صعدة حتى من قاعدة واحدة في حين ان هؤلاء المقاتلين استولوا خلال الاشهر الاربعة او الخمسة الاخيرة على 60 قاعدة عسكرية وثكنةعلى الاقل احداها قاعدة جبل الدخان العائدة الى اللواء 4 السعودي الخاص. ومع ذلك يبدو ان الحكومة السعودية تريد من خلال الاعلان عن تحقيق النصر الانسحاب من القتال وجعل الحكومة اليمنية تواجه المقاتلين لوحدها. واذا ما حدث ذلك فلن يبق سبيل سوى المصالحة مع الحوثيين واشراكهم في الحكومة.

3- هناك حديث حول الاستياء من اداء حكومة صنعاء حتى بين اسرة الاحمر. فانجال الشيخ عبد الله الاحمر وهم الشيخ صادق وحميد وحسين ومعهم على محسن الاحمر يطرحون على الدوام عدم اهلية رئيس الجمهورية. ان الخلافات في هذه الاسرة مهما تكن واي جناح ينتصر فيها فالامر يؤدي الى اضعاف قوة الاسرة الحاكمة ، وعندها ستكون المصالحة مع الحوثيين خيارا مهما لدى الحكومة اليمنية.

4- ان صمود الشيعة وهزيمة صنعاء والرياض وعمان العسكرية سيدفع الغرب والجبهة العربية على الارجح للتركيز على البديل الديني. فقوات شمال اليمن التي تتمتع بمعتقدات دينية وتردد شعارات الموت لاميركا والموت لاسرائيل واللعنة على اليهود والنصر للاسلام تواصل النضال وقد تعززت يوما بعد يوم.


ان مراكز استطلاع الراي في الغرب اعلنت بان اكثر من 90 بالمائة من اهالي شبه الجزيرة العربية يكرهون اميركا. ورغم ذلك فان الامريكيين والغربيين خائفون تماما من استمرار نضال الشيعة في صعدة.

ان اقوى جبهة معارضة للغرب والرياض وكذلك اهم معارض للتوجه الغربي والتحجر هم الشيعة في صعدة لذلك فانه يجب ابداء الحساسية تجاه الظروف المستقبلية.

5- وهناك اخبار اخرى حول محاولات اوروبا واميركا لادارة ازمة اليمن. وتتحدث بعض هذه الاخبار عن احلال قوات عسكرية دولية في منطقة صعدة وتدويل الازمة. وليس مستبعدا انه بعد الهزيمة النكراء للانظمة العربية في حرب صعدة ان تصدر الامم المتحدة قرارا تحت عنوان الدفاع عن ارواح الناس ويدخل تحت ذريعتها الناتو الى مناطق خليج عدن وشواطئ اليمن والبحر الاحمر الاستراتيجية. لذلك فان العالم الاسلامي يجب ان يضطلع قبل فوات الاوان بدوره التاريخي في ازمة اليمن بحيث يتم تحقيق الحقوق الانسانية والدينية للشعب اليمني.