رمز الخبر: ۱۸۲۳۳
تأريخ النشر: 12:01 - 03 December 2009
مصیب نعیمي
عصرایران - لا يخفى على أحد، ان الزمرة الصهيونية الحاكمة في فلسطين بدأت ومنذ جريمة غزة، بتنفيذ الجزء الأخطر من مشروعها المبرمج في تهويد القدس والأراضي الفلسطينية بأبشع وسائل الاحتيال والخديعة.

فمنذ الإعلان عن خطة شاملة لتوسيع نطاق الاستيطان في الضفة الغربية، بداية العام الحالي، وبعد ان لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دور المعارض لهذه الخطة، بتنسيق مع الصهاينة، جاء قرار نتنياهو بوقف مؤقت لبناء المستوطنات، تبريراً للسيناريو الإجرامي في القدس دون معارضة تذكر. ويزيد من خطورة هذا المشروع، الإعلان عن بناء قرابة ألف وحدة سكنية في القدس الشرقية، الى جانب المستوطنات التي أقيمت سابقاً لمحاصرة المدينة المقدسة، وتضييق الخناق على المقدسيين من الداخل، بعد ان وصل عدد سكان القدس من الفلسطينيين الذين سحبت هوياتهم الى أكثر من 8500 مقدسي.

ولم يكن التقرير الذي نشر باسم الإتحاد الأوروبي، تحت عنوان الاحتجاج على الجهات الإسرائيلية الضالعة في نشاطات استيطانية في القدس الشرقية وضواحيها، إلا جانباً آخر من السيناريو المبرمج دولياً، لأن الحكومة الصهيونية هي التي تنفذ خطة الاستيطان في القدس.

فيما يحاول التقرير اتهام أناس وهميين دون اتخاذ أي قرار جدي لوقف التهويد.

ويبدو ان الحديث الإسرائيلي عن خلاف بين الصهاينة والرئيس الأمريكي يأتي في السياق نفسه لتضليل الفلسطينيين، ولتمرير مبادرة أمريكا لإبقاء العرب على حياد تجاه هذه المؤامرة الكبرى.

ولا يستبعد المراقبون بأن يكون التهجير والترحيل لسكان القدس الشرقية، من ضمن السيناريو الإسرائيلي المقبل، بعد ان تغير التوازن الديموغرافي، وزادت نسبة المستوطنين على سكان القدس الأصليين، خاصة وان المستوطنين الجدد في القدس وحولها، معظمهم من جنود الاحتياط ومدربون على السلاح وعلى الحقد ضد العرب والفلسطينيين.

إنها مرحلة صعبة ومصيرية بالنسبة للقدس وفلسطين، فهل هناك وعي كافٍ لكشف الجريمة وإفشالها قبل وقوعها؟ أم ان الجميع يبقون في انتظار الاستفراد الصهيوني، حتى يأتي دورهم؟!!