رمز الخبر: ۱۸۴۰۰
تأريخ النشر: 12:17 - 08 December 2009
عصرایران - القدس العربی - عاد النقاش حول مسألة توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الى ذروته بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها حاليا الى لبنان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقد امتلأت الصحف اللبنانية والبرامج الحوارية التلفزيونية بالمقالات والآراء حول هذه المسألة القديمة المتجددة.

موضوع توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من المواضيع شديدة الحساسية، ويجد معارضة قوية من مختلف الاحزاب والقوى السياسية اللبنانية بسبب ما يمكن ان يترتب عليه من انعكاسات على التركيبة السكانية والطائفية في البلاد. ولكن هناك قوى لبنانية تبالغ في التركيز على هذه المسألة، و'تخويف' اللبنانيين منها، دون ان تكون هناك اية ارهاصات على الارض تؤكد هذه المخاوف.

المسؤولون الفلسطينيون يؤكدون دائما على التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الموزعين على الدول العربية المجاورة وفي الشتات، ويعارضون توطينهم، وكان الرئيس عباس صريحا وواضحا عندما قال امس في بيروت 'ان الفلسطينيين ضيوف على لبنان وهم ضيوف مؤقتون، وهم تحت القانون وليسوا فوقه'.

ومن المؤسف ان الحكومات اللبنانية المتعاقبة استخدمت 'فزاعة' التوطين هذه للتضييق على الفلسطينيين في لبنان، وحرمانهم من جميع حقوقهم المدنية، ووجدت مساندة وتأييدا من معظم الاحزاب والكتل السياسية، مسيحية كانت او اسلامية، سنية او شيعية.

السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني كان الاكثر وضوحا في مطالبته برفع الظلم الواقع على اللاجئين الفلسطينيين باعطائهم حقوقهم المدنية وذلك اثناء طرحه وثيقة الحزب قبل اسبوع.

ونتوقع من حكومة السيد سعد الحريري التي تضم مختلف الوان الطيف اللبناني ان تتخذ خطوات عملية لتطبيق ما جاء في البيان الختامي الذي صدر بعد لقاء الرئيسين الفلسطيني واللبناني حول هذه المسألة، اي الحقوق المدنية.

فمن غير المقبول ان تستمر الاوضاع البائسة للفلسطينيين في المخيمات اللبنانية، من حيث عدم ادخال اي مواد بناء، وحرمان اللاجئين الفلسطينيين من حق العمل والعيش الكريم، بينما هذا الحق مكفول لعشرات الآلاف من العمال والكفاءات العربية والاجنبية الاخرى في لبنان.

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، او اي مكان آخر من العالم، لا يريدون التوطين الا في وطنهم فلسطين، وكذلك هو حال المسؤولين الفلسطينيين، فقد احتلت مسألة عودة لاجئي لبنان قمة اولوياتهم اثناء مفاوضات قضايا الحل النهائي.

الاعلام اللبناني، او بعض قطاعاته، يلعب دوراً كبيراً في تخويف اللبنانيين من اللاجئين الفلسطينيين وخطرهم على التركيبة الطائفية في البلاد، ويتناسى الاعلاميون حقيقة اساسية وهي ان اللاجئين لم يكونوا ابداً طائفيين في تفكيرهم او سلوكهم، ووقفوا دائماً الى جانب القوى اللبنانية المتمسكة بالتوجهات القومية والتقدمية وخيار المقاومة.

النخبة السياسية اللبنانية يجب ان تدعم خيار المقاومة، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني لان هذا هو الطريق الوحيد لعودة اللاجئين الفلسطينيين والحيلولة دون توطينهم.

كما ان هذه النخبة مطالبة ايضاً بالضغط من اجل تسريع اعادة بناء مخيم نهر البارد واعادة سكانه المشردين اليه، لانه من غير المقبول ان يظل هؤلاء في العراء يمرون بظروف صعبة وغير انسانية.