رمز الخبر: ۱۸۵۱۲
تأريخ النشر: 10:11 - 10 December 2009
مصیب نعیمي
عصرایران - لا يمكن اعتبار عملية القتل الجماعي وبالطريقة التي نشهدها في العراق هذه الأيام، إلا في إطار الجريمة المنظمة ضد الإنسانية، وكأن المجرمين مدمنون على اقتراف المجازر البشعة دون اكتراث بهوية الضحايا أو أعمارهم وانتمائهم.

فالعمليات الإرهابية الدامية التي أراقت دماء العشرات من العراقيين العزل من نساء وأطفال، كشفت من جديد عن انزعاج القتلة، أو بعبارة أفضل (خفافيش الليل)، من الشعب العراقي، لأنهم يرفضون عودة الدكتاتورية والاستبداد. وبالرغم من أنهم يعرفون استحالة العودة الى الماضي البغيض، لكنهم يحاولون الانتقام من أبناء الشعب وبأساليب وحشية، مما يتطلب اتخاذ تدابير جديدة لمعرفة الجناة ومعاقبتهم، لأن التغاضي والتسامح يشجعان الجناة على التمادي في ارتكاب جرائم أبشع.

ولابد من العلم بأنه لا ينبغي توجيه التهم وتبادل الاتهامات السياسية، وإنما يجب تشكيل لجان متخصصة واتخاذ تدابير رادعة، بعيداً عن العراك الإعلامي والمواقف الاستهلاكية.

ويبدو ان المستفيدين من هذه الجرائم هم أكثر من طرف، فالاحتلال يرى الجرائم في مصلحته لتبرير تواجده، لأزلام النظام البائد هي محاولة لإعادة عقارب الساعة الى الوراء. أما الآخرون فقد يحاولون استغلال أي حدث دموي لصالح صراعاتهم الداخلية.

وفي جميع الأحوال فإن المواطن العراقي هو الذي يدفع الثمن من حياته وأمنه ولقمة عيشه.

فإلى جانب الحكومة العراقية المتعهدة بتأمين الأمن لمواطنيها، فإن على اللجنة الدائمة لبلدان الجوار العراقي ان تقف بدورها الى جانب الحكومة الشرعية ودعمها لاستتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد، لأن استقرار العراق سيعود إيجابياً على جواره ويزيل الذرائع لتواجد الغزاة في المنطقة.

ان القوات الأمريكية التي وضعت يدها على العراق وحولت بغداد الى وكر للإرهابيين، هي المسؤولة أيضاً، رغم تواجدها خارج المدن العراقية.

ولا شك بأن الإرهابيين سيواجهون العقاب عاجلاً أم آجلاً ، وان العراق لن يعود الى عهد الاستبداد، مهما كلف الثمن.