رمز الخبر: ۱۸۵۷۳
تأريخ النشر: 11:13 - 12 December 2009
عصرایران - صدر عن وزارة الثقافة السورية كتاب بعنوان (قراءات في الرواية الايرانية) لمؤلفه سليم عبد الأمير حمدان.

يحاول المؤلف عبر ثلاثة أقسام وتسعة فصول في كتابه، تقديم صورة واسعة تغطي تاريخ الرواية الإيرانية من خلال التعريف بأهم الأسماء والأعمال الروائية والقصصية والاهتمام بدراسة طبيعة المرحلة التاريخية والأدبية والعوامل التي أثرت في تكوين تجاربها لكنه رغم ذلك يتبع المؤلف عبد الأمير حمدان توزيع تاريخ هذه الرواية على أساس تاريخي فيبدأ بجيل المؤسسين الذي يعتبر صادق هدايت أهم أعلامهم سواء من خلال حياته أو أدبه وموته، إذ مال في أدبه إلى التجريب متأثرا بالأدب الألماني وكان عاشقا لقيم الجمال والطبيعة، حيث تنازعته فكرتان هما الوجودية والهيلينية.

وبعد التعريف بحياته وأدبه يقدم تعريفا بأهم أعماله في الرواية والمسرح. ومن الأسماء المؤسسة الروائي بزرك علوي الذي استهوته الأفكار الاشتراكية، فكان عضوا في حزب توده الشيوعي عند تأسيسه، ثم يعرض لروايته الأرضه التي يدون فيها مذكراته بعد الثورة الإسلامية.

ويتحدث سليم عبد الأمير حمدان عن كتاب الجيل الثاني مبتدئا كالعادة في التعريف بأدب هذا الجيل من خلال أهم الأسماء التي لخصت تجربته الروائية والتي يأتي أحمد محمود في طليعتها إذ بدأ حياته الأدبية بكتابة القصة مبكرا ثم انتقل إلى كتابة الرواية، لكن رواج أعماله القصصية التي بلغت تسع مجموعات جعلته يرجئ نشر أعماله الروائية التي بلغ عددها ست روايات ما يكشف عن غزارة إنتاجه.

وعلى غرار قراءاته السابقة يقدم تعريفا بمضمون تلك الأعمال التي تميزت بمضامينها الاجتماعية والسياسية التي ركزت على تقديم شخصيات المقهورين والضعفاء والمحرومين بأسلوب واقعي.

كذلك يعد محمود دولت آبادي واحدا من رموز تلك المرحلة ورغم ذلك جرى تجاهله على المستوى الرسمي وغير الرسمي حتى سنوات قليلة ماضية إذ جرى منحه أعلى جائزة تقديرية في إيران عن مجمل أعماله التي توزعت على القصة والرواية والمقالات وسيناريوهات الأفلام.

ومن الأسماء الممثلة لهذا الجيل أيضا الروائي هوشنك كلشيري الذي كان في البداية عامل بناء ماهر ثم بدأ كتابة القصة والرواية وسيناريو الأفلام والمسرحية حيث نفدت طبعات كتبه ولم يسمح بإعادة طبع أغلبها مرة ثانية بسبب مضمونها والقضايا التي تطرحها.

ولعل ما يميز رواياته التي بلغ عددها سبع روايات هو قصرها. إضافة إلى اعتماده الكامل والخاص على تيار الوعي والاسترجاعات والمونولوج الداخلي وهو ما يركز عليه الباحث في عرضه لأهم أعماله الروائية كروايات الأمير احتجاب وكريستين وكيد والمعصوم الخامس وفي بلاد الهوى والمرايا ذات الأبواب.

ومن الأسماء التي تمثل هذا الجيل رضا برهاني. وقد بدأ حياته ناقدا أدبيا وشاعرا ومترجما إلى جانب عمله الأكاديمي ثم كتب الرواية وصدرت روايته الأولى العصر الذهبي للسيد إياز ـ القول الأول عام 1972 ثم تتالت أعماله الروائية التي بلغت ست روايات. ويعد ابراهيم فصيح من أشهر كتاب الرواية الإيرانية المحدثين الذين تمت ترجمة أعماله بعد صدورها بقليل إلى الانجليزية ومن ثم إلى العربية.

وقد نشرت أولى رواياته (الشراب الخام) سنة 1968 وروايته الأخيرة أسير الزمان سنة 1995 بينما صدرت آخر مجموعاته القصصية رموز السهل المشوش عام 1991 ويعتبر غزير الإنتاج إلا أن أعماله يتم تجاهلها كليا في إيران الأمر الذي يجعله يقدم عرضا لتلك الأعمال بحسب تواريخ صدورها.

ويعتبر غلام حسين ساعدي من الكتاب المتعددي الاهتمام الذين كتبوا المسرحية والتحقيقات والترجمة والسيناريو. درس الطب النفسي ونال فيه شهادة الدكتوراه وكانت كتاباته بعد الثورة الإسلامية ذات نبرة سياسية حادة ما اضطره للهجرة إلى فرنسا حيث توفى هناك وخلال حياته أصدر تسع مجموعات قصصية ورواية وست عشرة مسرحية وثلاث سيناريوهات وترجم ثلاثة كتب طبية ونفسية.

ومما يلفت نظر الدارس في كتبه أنها تخلو من تاريخ الطبع وعدد المطبوع منها باستثناء رواية تتار الضاحكة. وعلى خلاف أبناء جيله بدأ إبراهيم يونسي حياته الأدبية بالتنظير الأدبي فأصدر كتابه الأول فن كتابة القصة الذي طبع عشر مرات، إلى جانب الترجمة عن الانجليزية التي تعلمها في السجن، ثم عمل بعد أكثر من عشرين عاما على كتابة الرواية فصدرت له أربع روايات تركزت في موضوعاتها على حياة السجناء السياسيين.

وتناول المؤلف في الكتاب ما أسماه بجيل حلقة الوصل دون أن يوضح مبررات التسمية ودلالاتها فيعرف أولا بأمير حسن جهل تن الذي لعبت نشأته في أسرة من الطبقة الوسطى دورا مهما في حياته الأدبية. نشر أثناء دراسته الجامعية للهندسة الكهربائية مجموعتين قصصيتين وبعد كفاح مع الرقابة وصلت روايته الأولى إلى المطبعة لكنها منعت قبل توزيعها وظلت حبيسة الأدراج حوالى عقدين من الزمن حتى قام أصدقاؤه بطباعتها خارج البلاد، ثم أصدر مجموعاته الأخرى كقاعة المرايا في مراحل زمنية لاحقة.